فِكْرَةٌ مُؤَرَّخَة

[مطر الفيصل]

مايُحزنني حقاً ويشعرني بخيبة أمل كبيرة ، عندما أسمع نقاش يختص بالوزن والبحر ..
والمُفترض أن يكون النقاش : كم تبقى أمامنا على العتبة الوسطى ، وليس هل تجاوزنا أول عتبة أو لا !
ستجد كل الإجابات عن الوزن من خلال [ ضغطة زر صغيرة في هذا الفضاء ] !
ولكنّك لن تجد أدواتك كشاعر ، بل ستصنعها بنفسك !
هل أدركت أولوياتك ؟
لا أتحدث عن شاعر مُبتدئ لاأحد يُخلق وهو يعي كل الأشياء ، لكنني أتحدث عن شعراء تجاوزت كتابتهم للشعر أعوام عديدة ..
عودوا لسباتكم ، ودعونا نمضي ، الرحلة طويلة !
أكسر الوزن أن شئت ولكن دع " المعنى " يجبره على الأقل ، عندما كسر قصيدته محمد النفيعي رحمه الله كان متعمداً لأن الفكرة تريد ذلك ، هل أدركت ماهو الفرق الذي أتحدث عنه
حتى عندما أعادك للخلف محمد ، تقدم بك في ذات اللحظة بسرعة الضوء !

 

[مطر الفيصل]

القلق وارتباطه بالمبدع :

القلق مرابط لك ياصديقي المبدع ، لامناص من ذلك .. لذا حاول أن تتصالح مع هذه الفكرة
أنت بدونه لاشيء، لايوجد مبدع خالٍ منه ، فـ للإبداع ضريبة يجب أن تدفعها ..
وأن أخبرتني أنك سلمت من هذا القلق لقلت لك : مبروك عليك هذا الإطمئنان ولكنّك لست مبدع !
الكتابة أساساً عصف ذهني هائل ، صراع داخلي رهيب ، قلق ينتابك قبل الحالة وقلق ينتابك أثناء الحالة وقلق ينتابك بعد الكتابة ، هذا الوضع الصحي لأي مبدع
الغير صحي أنك لاتقلق ، هنا سمِّ نفسك ماشئت ، جميل ، رائع أياً يكن ولكن بالطبع لست مبدع !
"
"

يقول سيّد الشعراء [ المتنبي ]



على قَلَقٍ كأنّ الرّيحَ تَحْتِي
__ أُوَجّهُها جَنُوباً أوْ شَمَالاً

 

[مطر الفيصل]

الأصوات اللغويّة :
1/ علم الأصوات [ الفوناتيك ]

يتم تناول الأصوات من حيث كونها أحداثًا منطوقة بالفعل
لها تأثير سمعي معيّن، دون النظر في قيم هذه الأصوات، أو معانيها في اللغة المعنيّة ، يُعنى بالمادة الصوتية، لا بالقوانين الصّوتية
وبخواص هذه المادة، أو الأصوات بوصفها ضوضاء، لا بوظائفها في التركيب الصّوتي للغة من اللغات .

وظائف الأصوات [ الفنولوجيا ]

يهتم بتنظيم المادّة الصوتية وإخضاعها للتقعيد والتقنين
بمعنى البحث في الأصوات من حيث وظائفها في اللغة.
"
"
وصف الصوت اللغوي :
له عدة عوامل تؤخذ في الاعتبار مثل:
مكان النُّطق [ شفوي - أسناني - بين أسناني - لثويّ - لثويّ غاريّ - غاريّ، طبقيّ - لهويّ- حلقي- حنجري
الناطق / الشَّفة السُّفلى - ذَلَق اللّسان - مُقدّم اللّسان - وسط اللّسان - مؤخر اللّسان - جذر اللّسان
كيفية النُّطق / انفجاري- احتكاكيّ - جانبيّ - أنفي؛ تكراريّ - صائت - شبه صائت - مجهور - مهموس- رخو - ليِّـن - قصير - طويل
ويُضاف عند وصف الصّوائت إلى المدون أعلاه ، الصِّفات/ بسيط - مُركَّب - عالٍ - وسطي - منخفض - أمامي - مركزي - خلفي

التمييز بين الصَّوت والحرف :
يخلط كثير من الناس بين الصوت والحرف، وللتفريق بينهما نقول، إن الحرف ما يكتب، وهو رسم تعارف الناس على كتابته باليد، ويدرك بالعين المجرَّدة
ويكتب على الورق بالقلم والحبر، فهو كمّ ماديّ، أو شكل هندسي يرسمه كلّ فرد تعلَّم القراءة والكتابة ويفهمه كلُّ من أوتي حظًا من ذلك ولو يسيرًا
أما الصوت فهو الذي يُنطق، وهو لايُدرك بالعين، وإنما يُدرك بالسمع، وهو لا يُرى لأنه تموجات صوتية ترسلها عضلات الجهاز الصَّوتي.

 

[مطر الفيصل]

لاتعتقد أبداً أن ثقافتك هي مخزونك اللغوي ، لاتعتقد أبداً أنك عندما تقدم هذا الكمّ الهائل من الكلام
بطريقة برجوازية ، قدّمت خدمة لهذا العالم في توعيته ، لأنك ستتفاجأ أن أصغر نملة في هذا الكون الفسيح لديها ثقافة حتى الآن لم تصل إليها ..
لاتُعطى الأشياء هكذا ولاتؤخذ هكذا ، قدّم لهذا الكون خدمة عظيمة وجليلة في أن تكون أنسان أولاً ثُم مُربي ثانياً وتُقبَل حينها حتّى اخطاءك وتُعتبر أجتهاداً لم توفق فيه ..
لكنّها لاتُقبل بسياط الكلام ، ومساميره التي تنوي بها التثبيت لكنها تُحدِث خُرماً في الآخر لو زال بقي أثره [ الغير جيّد ]
عزيزي المثقف : لاتتباهى كثيراً بااطلاعك على الكتب ، لأن هناك تجارب حياة تروى ولا لم تُكتب تفوق ألف كتاب ، قد يصادفك عامل نظافة من جنسية غير عربية
وتجد منطقة أفضل من شخص لديه دكتوراة في اللغة العربية ، لأن الأول عصفت به الحياة وذاق مرارتها بكل أشكالها حتى جعلت منه رجلاً حكيماً زاهداً في الحياة
والثاني يُشعرك أن بينك وبينه سنة ضوئية ومسافة هائلة هو أخترعها وكان جاهلاً ومحصور الوعي وغير مدرك أن الثقافة ليست مجموعة من الكتب ، تُحفظ وتلقّن !
يحدث ذلك أحياناً على وجه الخصوص وليس العموم .. لكنه يحدث !
ياعزيزي الثقافة هي التغيير الذي تحدثه في الأجيال ولن يحدث هذا التغيير مالم يتقبلك الآخر أولاً ثم يتقبّل منك ثانياً ..
من العجيب أنك وضعت الحاجز وتُطالب بكسره ولاتريد كسره أيضاً ، لو كنت مثقف فعلاً لأدركت أن شهاداتك ومناصبك لك ، والآخر كل مايرجوه منك هو أنسانيتك ..
لو كنت مثقف فعلاً لفهمت أنك عندما تحج وتؤدي مناسك دينك تتساوى مع الغني والفقير والأمير والوزير والموظف الكادح وعامل النظافة ، لافرَق خارجي شكلاً
والفرق " في الجوهر " الذي لايعلمه إلا خالقك ومنشئ هذا الكون الفسيح ..
الثقافة ليست في أن ترى هؤولاء البشر " تلاميذك " بل " أخوانك " حينها فقط ستغيّر كل الأشياء من حولك لأنك تغيّرت من الداخل ..
الثقافة عندما تنحصر تصبح محدودة ، مؤطرة على أشياء مُحددة ، وهذه ليست ثقافة لأن الثقافة وعي لاينتهي تكتسبه كل يوم
من أعمق الأشياء وأبسط الأشياء أيضاً ، من أخبرك أن الثقافة تنتهي في تخصص علمي أو أدبي تتلقاه وتلقنه غيرك فهو حتماً مُخطئ ..
لأن الثقافة وعي مطلق ومرونة مطلقة ، تُربة خصبة صالحة للزراعة .. الثقافة تزداد كلما طال عمرك دقيقة ، لكنها تنقص حتماً
حينما ترى الآخر من فوق قمّة وهمية ليست موجودة إلا في خيالك وليس على أرض الواقع ..
الأبطال ليسوا المثقفين ، بل المغيرين ، وهم كثر ، قد تأتي في شكل مربياً فاضلاً أخرج جيل كامل من العظماء ، قد تأتي في شكل جندياً مرابطاً في آخر حدود وطنه يسهر على أمنها ، قد تكون في طبيباً أنقذ حياة مريض
قد تكون في أم تصحوا باكراً لتجهز ابناءها قبل الذهاب لطلب العلم وتقبّل جبينهم وتودعهم بدعاءها اليومي " أستودعتكم رب السماوات والأرض "
قد تكون الخ الخ .. لكنها حتماً لاتقتصر فقط في قراءة مجموعة الكتب ، هذا جزء يسير منها لكنها سلوك حياة كاملة ..

 

[مطر الفيصل]

"
"

رائع جداً الشاعر الذي يطلب منك أن (تعوج لسانك ) أثناء القراءة لتوزن له نصّه المتهالك
إذ أنه خدمك خدمة العمر ( قد تضطر أحياناً أن تسجل في نادٍ لممارسة الرياضة )
هنا مربط الفرس : من فينا فكّر أن يسجل لسانه في نادي رياضي ؟
بالطبع لاأحد لأن هذا جنون
هنا خدمك هذا الشاعر (المنعوج ) لأنه مرّن لسانك لغرض الوزن ف تحني لسانك يميناً ويساراً وبشكل أفقي أحياناً لتصل " لفكّ شفرة دافنشي الشعرية "
ليست هنا الفائدة العامة ، الفائدة أنك تحافظ على هذه الرياضة لذا تابع كل جديده هو ليس عمله أن يَزن نصه لديه أشغال أهم من ذلك
فقط يعطيك الدروس وأنت بدورك أكمل هذه الرياضة حتى " يعضّل " لسانك وهنا تكمن الفائدة ..
"
"
المضحك المبكي : حينما يرد أنتم لديكم مشكلة في النطق ..
ياعزيزي أنت لديك مشكلة في كلك

 

[مطر الفيصل]

يُروى أن نشأة النحو كانت على يد أبو الأسود الدؤلي وذلك بدأ بقصته مع ابنته ، فقد دخل عليها في وقدة الحرّ بالبصرة، فقالت له : يا أبتي ما أشدُّ الحرِّ رفعت أشدّ، فظنها تسأله وتستفهم منه، بقصد أيّ زمان الحر أشدّ !
فقال لها : شهر ناجر فقالت : يا أبتي إنما أخبرتك ولم أسألك"


_

 

[مطر الفيصل]

الهوية في الشعر الشعبي : بتفصيل جزئي وبسيط وغير متكلف ، لأن الحديث بالتفصيل سيحتاج لمتصفحات [ وناقد ]
ولست ناقد ولكنني فقط أطرح رأي [ أراه صحيحاً حتى لو كان متواضعاً وغير أكاديمياً بتأصيله وتفصيله ]
"
"
نبدأ :
سؤال مُهم : هل الهويّة في الشعر الشعبي [ الآن ] موجودة أم مفقودة ؟
الجواب : نعم موجودة لأننا ماأن نبدأ بقول " الشعر الشعبي " وضعنا الهوية وأشرنا إليها ..
السؤال الأهم : هل هي سليمة أم مشوهة ؟
مشوهة ولكن ليس بالكامل ، لأننا لو قلنا مشوهة بالتعميم طمسنا جيل كامل ، فلو أفترضنا أن 99٪ كتبوا الشعر ببدائيته
وبقي 1٪ كتبوه بحرفية متقنة ألغوا هذا التعميم ..
حسناً : عن تشوّه الهويّة مالسبب ؟
الأجوبة كثيرة : أبرزها غياب الإبداع بسبب عدم الإبتكار
قد يتبادر لذهنك سؤال الآن - هل لدينا أزمة وعي ؟
أجيبك ليست أزمة وعي بالتحديد بقدر ماهي أزمة عدم البحث عن الوعي الصحيح من مكانه الصحيح بالطريقة الصحيحة ..
إذن الأزمة : كسل الشاعر في أن يكون باحث عن المعلومة ليستطيع بعدها الإبتكار ، ولن يأتي الإبتكار بلا تجريب ولن يكون التجريب صحيحاً مالم تكون مواده الأساسية صحيحة .. لاتحدثني عن مقياس المقادير مالم تحدثني عن المقادير أولاً ..
كأن أبدأ في تجربة فيزيائية مثلاً لغرض محدد ، ينبغي علي أن أفهم أولاً هل مواد التجربة صحيحة ومن ثَم أبدأ في عملية الموازنة في المواد ..
قس على ذلك مايحدث في الشعر الشعبي الآن " أقول الآن لاسابقاً "
المفروض : أن التقنية كفت الشاعر من الذهاب للمكتبات وشراء الكتب فبالتالي بضغطة زر يستطيع أن يجد كل الكتب ويقرأها وهو في مكانه وأحياناً دونما يدفع حتى
تكلفة هذه القراءة ، إذن نصف عملية تعب البحث سقطت لم يتبقى إلا أنه يقرأ فقط ويطور نفسه ويجدد من أدواته كلما أرتفع سقف ثقافته .. كلما قاده ذلك للإبتكار
ماالذي حدث ؟ ماحدث هو العكس .. أصبح أكثر الشعراء يبحثون عن أدوات الشعراء الموجودة في نصوصهم وربما بذات القوالب بذات الفكرة
وهنا أتت عملية التشوية وكأنها عدوى تتفشى سببها الإتكالية حتى في الجهل.
"
"
ليست المشكلة في أنك لاتعرف ، المشكلة مِن مَن ستعرف ، من لايعرف سيبحث عن المعلومة وسيجدها ، المشكلة عندما تبحث عنها في المكان الخاطئ
لدى الشخص الخطأ .
من أراد أن يصنع في الشعر شيء فليخرج من الصندوق أولاً ، أو سيبقى فيه ولن يراه أحد .
أخرج لتصبح مرئي ، لأنك هكذا فعلاً لست مرئي !
وكلما خرج أحدهم من الصندوق وغيّر من نفسه ، سيأتي المردود على النتاج العام
العاديّة سهلة لمن أرادها ..
الأجمل هو أن لاتكون عادياً ، المبدع شخص قَلِق ، يعيش ويفنى وهو باحث عن المعلومة ، متجدد دائماً ، تجده في عملية سباق دائم
يركض مع نفسه وينافس نفسه حتى يسبق نفسه .. مشغولٌ به إنشغال تام ليس لديه وقت أن يتشابه مع أحد ولايقبل بذلك ..
هذه النرجسية المحمودة التي ستخلق لنا شعراء مختلفين يبتكرون لنا شعراً مختلف بهويّة أجمل .

 

[مطر الفيصل]

-

صدقني أود أن أرى الحياة أجمل ، أود رؤية الفراشات التي تطير في داخل صدري
إلا أنّ الأشياء ليست جيّدة ..
ماذا أحتاج ؟
لاأعلم ، وماأعلمه أن مايستفز الجمَال بداخلي صعب جداً ، خصوصاً فيما أعلمه عن نفسي
وبأنني أنتقائي في الكلام والكتابة والتصرفات والعطور والثياب والأغاني والكُتب والأشخاص والأماكن ..
بلغت الإنتقائية بي حتى في الجمَال وهو جمَال ، لايغريني أي شيء مثل البقيّة ..
أتذكر حديث أحدهم لي ببراءة : أنت رافع خشمك ، حينها أبتسمت لأنني ظاهرياً هكذا بسبب هذه العين التي لايملؤها إلا الورد والغيم ، وداخلياً لازلت طفل ..
طفل مكتئب وحيد ، ماأن يجتمع الأطفال حوله وأصبح يستطيع اللعب معهم " قدّم لهم ألعابه " وكانت متعته رؤيتهم يلعبون ، وماأن يركض معهم
جعلهم يسبقونه ليرى أبتسامة إنتصارهم .. وكان هذا ذروة سعادته وانتصاره ..
لاأحد يعرفني جيداً مثلما أعرف نفسي ، وهذا سبب حزني على نفسي ، فاأنا لاأعرف أن أكره وإن غضبت لاأعرف إكمال غضبي مخافة جرح أحدهم ..
لاأعرف أن أكذب كبقية الناس ، لاأعرف أن أكون إلا صادقاً ، لاأعرف حتى ارتداء الأقنعة كلما أرتديت قناعاً ظهر منه نور وجهي وأعاد القناع تشكيله ليُظهر ملامح وجهي ..
حاولت أن أكون " هو - هم " أريد أن أتعايش وقبل أن ابدأ المحاولة لاأكون إلا " أنا " بكامل هويتي ..
وهذا الذي أشعر به محزن - ومؤلم ، ويقتلني ببطئ شديد .. دون أن يشعر بي أحد ..
-

لم أكن أكتب والله ، قلبي كان يكتب وليست يدي