.
إِلَيْك أَوَّلَا .. وَإِلَى كُل شَيْء حَمَلْنَي إِلَيْك إِلَى عِطْرُك وَإِلَى جَسَدِك وَإِلَى عَيْنَيْك
إِلَى الْلَّيْل الَّذِي سْهِرْنَاه سَوِيا الَّلَيْل الَّذِي أُثَقِّل بْفُقَاعَات الْأَحْلَام الَّلَيْل الَّذِي مل مِن كَثْرَة الْأُمْنِيَات الَّتِي بَعَثْنَاهُا إِلَى الْلَّه وَمَن الْجُنُوْن الَّذِي تسَاقِط مَطَرَا لـِ نَغْتَسِل مِن صَوْت الْمَوْت الَّذِي لَايَزَال عَالِقَا فِي صَدْرِي / ك
وَإِلَى طَعْم الْغِيَاب الَّذِي أَدْمَنْتُه وَإِلَى الْتَّفَاصِيْل الْصَّغِيْرَة الَّتِي تَنَاسِيَّتِهَا وَأَهْمَلْتُهَا لِأَنَّهَا لَم تَكُن تعَنِّيك وَإِلَى الْخَيْبَات الَّتِي عُلِّقَت عَلَى نَافِذَة قَلْبِي ..!
إِلَى وَإِلَى وَإِلَى ... الْخ وَأَمَّا بَعْد
أَنَا حَزِيْنَة يَاحَبِيْبِي .. حَزِيْنَة لِأَن شَمْسُك لَم تَعُد تُشْرِق وَالْأَرْض لَم تَعُد تَدُوْر لِتَحَمُلِك إِلَي وَالْحَنِيْن يُنْبِت بِقَلْبِي وَيُثْمِر وَالْشَّوْق إِلَيْك مَرَض يُؤْلِمُنِي و لَيْس هُنَاك مَن يُنْسِيْنِي طَعْم الْمَرَارَة وَالْخَيْبَة الَّتِي تَجَرْعْتُها فِي غِيَابِك ، أَنَا يَاحَبِيْبِي لَا أَعْرِف كَيْف أَعِيْش بِسَلَام وَسَعَادَة بِدَوْنِك أَو كَيْف أَمَل مِن الْبُكَاء دُوْن أَن تُجَفِّف دَمْعَاتِي بِكُمِّك الَّذِي أَشْتَاق لِأَن يُبَلِّل وَيَغْرَق بِحُزْنِي عَلَيْك
مُنْذ غِيَابِك وَأَنَا أَصْحُو بِلَا دَفَء أَوقِبْلّة حُب مَمْلُوْءَة بِرَائِحَة الاشْتِيَاق
أَجِدُنِي بَغْتَة مَطْرُوْدَة مَلْعُوْنَة مِن مَدِيْنَة الْحُب بِدُوْن أُي ذَنْب
بِكُل صِدْق وَأَمَانَة أَحْبَبْتُك حَافِظَة عَلَيْك كُنْت الْمَرْأَة الْصَّالِحَة الَّتِي لَم تُخَوِّنُك مَع نَفْسِهَا حَتَّى فِي غِيَابِك عَنْهَا
تَخَلَّيْت عَن كُل شَيْء وَفَاء لَك كُنْت أُسَلِّي نَفْسِي بِغْيَابِك عَنِّي بِأَن الْلَّه صَدِيْقِي الْوَحِيْد فِي غُرْبَتِي هَذِه وَبِأَنَّه يَوْمَا س يُعِيْدُك إِلَي مِن أَوْسَع أَبْوَاب الْحُب رَأْفَة بِي وَحُزناً عَلَى حَالِي
أُحِبُّك وَالْلَّه أُحِبُّك رُغْم غِيَابَك عَنِّي وَنِسْيَانُك لِي رَغْم إِنْكارَك لِي إِلَّا انَّنِي مُقَيَّدَة بِكَلِمَة أُحِبُّك الَّتِي مَازَالَت مُقْتَرِنَة بِصَوْتِك وَبِعَيْنَيْك
وَالْلَّه وَتَالَلَّه لَن أَنْسَاك حَتَّى وَإِن طَلَعَت الْشَّمْس مِن الْمَغْرِب سَتَبْقَى أَوَّل حُب وَأَوَّل رَجُل وَضَع قَلْبُه بَيْن يَدَي وَمَضَى !
أُحِبُّك أَسْمَعُهَا بِقَلْبِك لَا بِعَقْلِك
حَبِيْبِي حَبِيْبِي حَبِيْبِي سأُكَرِّرَهَا كَثِيْرا حَتَّى تَرَفَّق بِي
كُنْت أَصَنَع مِن أَحْلَامِي أَشْيَاء جَمِيْلَة / بَيْضَاء تُسْنِدُنِي فِي غِيَابِك عَنِّي
حَتَّى تُسْرَق وَتَمْتَص كُل الْحُزْن الَّذِي خَلَّفَه رَحِيْلِك الْمُمِيْت عَنِّي
حَتَّى أُتَّوَقَّف عَن الْبُكَاء أَو أَن أُمْسِك بِخَيْط أَمَل يَصِلُنِي بِك خَيْط يُنْهِي كُل هَذَا الْأَلَم الَّذِي بِدَاخِلِي ..
لَسْت سَعِيْدَة يَا الْلَّه لَسْت سَعِيْدَة
وَكَأَن هُنَاك مَن سَرَق مِنِّي طَعِم الْسَّعَادَة الَّتِي خَبَّأْتُهَا لِيَوْم كَهَذَا
اخْتَفَى كُل شَيْء وَالْإِحْبَاط حَفَر لَه ثُقْبَا بِقَلْبِي وَبَدَأ يَتَّسِع وَيَتَّسِع هَذَا الْثَّقْب حَتَّى أَغْرَقَنِي بِدَاخِلِه وَلَم أَعُد أَلْقَانِي ،
لَا أُرِيْد أَن انَهَي هَذِه الْرِّسَالَة بِشَيْء مِن الْسَّوَاد وَالْحَزَن الْعَتِيْق سَأَجِد مَخْرَجا آَخَر كُلُّه فَرَح وَسَعَادَة مُمْتَلِئ بِالْبَيَاض وَالْأَمَل الَّذِي طَال انْتِظَارُه
سَأُنْهِيُّهَا ب أَعْظَم / أَبْسَط وَأَجْمَل وَأَصْدَق وَأَوْفَى وَأَنْقَى كَلِمَة .. أُحِبُّك بِكُل أَلْوَان الْغِيَاب
حبيبتك كما أدعي أنا : )