بسم الله
أعلم أن حياتي الحقيقية هي التي تنتظرني حين أدع هذه القلم في حال سبيله
مكتبي الذي ينتظرني الأسبوع القادم قد أصل إليه وقد لا أصل .
والأجمل وجه أمي الذي أشتاق لي لا أعلم من أشتاق للآخر أكثر المهم أن صوت أمي لايفارقني حتى البارحه أخبرها أن المطر لم يتوقف وهو يهطل بجوار نافذتي وتقول ياربي ياوليدي ماهو مطر هذا مطر في غير وقته ربي يكفينا شرّه
أمي التي لم تركب طائرة سوى في مناسبة واحدة بعد أن غادرت الشرقية قبل عامين في زيارة لي وضاقت الأرض بها فهي لاتطيق أجواء المدينة وزاد كرهها للشرقية بسبب الرطوبة .
قلت لأمي البارحه أشتريت لأخواتي وشقيقي الصغير وأبنائي هدايا إلا أنتي ياأمي لا أعلم ماذا أهدي لكِ حقيقة أجد الهدايا قصيرة أمام علوكِ بالنسبة لي ،ببساطة قالت رؤيتك هي هديتي .
على الفور تذكرت مقابلةقديمة لي معها حين أنتهت تلك المقابلة ببكائنا سويًا حين قلت لها أمي لا أتصور موتكِ قبلي لذا أنا أدعو الله أن أموت قبلكِ وهي تقول اللهم لاتفجعني بموت ولدي أنتهى الحديث بالبكاء .
وأخبرتها أنه قبل اعوام حين تعرضت لحادث وأنقلبت بي السيارة ست مرات لم أغمض عيناي وكنتُ أخاطب نفسي حينها يالله كن بعون أمي وأخواتي لأنني أدرك في قرارة قلبي لم ولن يبلغ أحد محبتهن لي على هذه الأرض المعمورة.
وكنتُ أقص على أمي قصتي في تلك الحادثة وكانت تبكي وقلت لها الأمر المحير يا أمي أنني لم أغمض عيناي كنت أريد رؤية الموت مباشرة ، ونجوت بفضل ربي ورحمته .
شقيقي الصغير أختار هديته جوال آيفون أخواتي أحدهن رغبت بشنطة ماركة قوتشي والأخرى ماركة بالي .
وكنت أتمنى أن أبنتي كبيرة جدا لتخبرني ماهي الهدية التي ترغب بها .
أنتهيت من جمع هداياهم ، هذه الرحلة لم أنسى نصيبي فلقد مررت بمركز Marlboro Classics واشتريت منه ماطاب لذائقتي لأنني أدرك أنني لن أعود إليه مرةً أخرى .
الخوف \ الموت \ الوهم \ الحقيقة
كل هذه الأشياء علينا أن نهتم بها ونعرف كل منها جيدا
قبل ليلتين كنتُ نائم بشكلٍ عميق وصحوت في وقتٍ متأخر وغادرت الفندق برفق التاكسي غربة وليل وسائق غريب ما أن تمعن في وجهي قال عربي لم أجبه لم أنكن بمزاج جيّد وعلى الفور تحدث عن إسرائيل وفلسطين وقال لماذا لاتنطلقون دفعة واحدة وتحررون أرض فلسطين ولم أجبه بحرفٍ واحد ثم صمت وقال أنت (تحت تأثير المسكر) ولم أجبه أيضًا بل طلبت منه أن يصمت وكنت أريد أن أخبره أنني لستُ بمزاج جيّد للحديث فقط ولكن لا أعرف كيف أنطق المزاج باللغة الإنجليزية ولا أعرف ماهي ترجمة المزاج بالإنجليزية .
بعد أن أوصلني لمطعم لم يغلق بعد تناولت عشائي نظرت إلى كل الوجوه من حولي غريبة بعضها لم تنظر لي ولو لبرهة وبعضها تحاول تمييز الجنس شعري كان مكتظ ولحيتي إستطالت بعض الشيء والشوارب تعترض بعض الأطعمة حين تلج لفاهي .
يالله كنتُ أقول نحن نمارس حياة وهميّة لا واقع لها سوف أغادر هذه الأماكن بغض النظر هل هي جميلة أم لا ،حي بدر ينتظرني كل صباح وضجيج المنبهات ينتظر طبلة أذني ليرن في داخلها(على فكرة أكره منبه السيارات )
الأيام القادمة ماذا تخبأ لنا وماذا تحمل لأحبائنا من خلال رياحها ..؟
يالله ياكريم ألطف بوالدتي وأخوتي
وأجعل الأيام القادمة تحمل أخبار سعيدة لنا
أسأل نفسي لماذا أعبر عن كل هذه المشاعر هنا ؟
أعتقد أنني من النوع الذي يعجز عن التعبير عما في صدره إتجاههم حين أقابل وجوههم لذا أحاول التخفيف من هذه المشاعر لكي أحفظها لكي لاتموت أبداً حتى بعد موتي سوف تعيش
إياكم أن تظنوا أن كل حرفٍ أضعه هنا ينتهي هنا
بل أنا على يقين أنه يوجد شخص ما يتبع وقع أحرفي ويحفظ كل أحرفي هنا وهناك أشعر بمتابعته لي دون أن يخبرني
لذا أحببت أن يدون هذه الملاحظة في دفتره بعد موتي سوف يقرأ الآخرون مدى تعلقي بأمي وإن كانت أمي على قيّد الحياة أتمنى لا تنزعج من قدر ربي فهو لم يأخذني لكي يفرقنا بل ليدرك في أفئتدتنا مدى محبتنا لقضائه وقدره .
كنتُ أقول لأمي سبب إختلافي عن أخوتي أنني لم أنضج بعد لستُ قويًا ياأمي بمكا يكفي لأكون لائقا بالإبتعاد عنكِ والله يسامح زملائي الذين تسببوا لي بهذا الإبتعاد .
أشعر أن طفولتي لازالت تعيشُ في داخلي ترفض أن تغادرني حتى وإن كانت تلك الطفولة تسمح لي بالسفر ولكن القلب مقصد كل شيء .
كل مافي الأمر لوحدي ولأبكي
أحيانًا نبكي ولانعلم لماذا نبكي ....!
سوف تبزغ أضواء الفجر عما قريب
أعلم في نفسي حين قرأت رد بندر حين يقول الحياة فوضى شعرت ببعض الإرتباك .
إن كانت والدته على قيّد الحياة فلينظر لعينها وليخبرنا عن الحياة من خلال عين والدته .
وإن كانت تحت الأرض فلينظر للحياة من خلال ثقب ذكريات والدته .
الحياة يشعر بوقائعها الجميلة الأطفال وأنا أعتقد أنني لازلت في زمرة الأطفال حين يقبلون نحو أحضان أمهاتهم يشعرون أن الحياة جميلة وطويلة.
أما المدينة التي أنا بها فلقد لآمست الناس من حولي يتأبهون لفعاليات كأس العالم وكأنهم ينتظرون تكريما سوف يحدث من أجلهم ،حتى موظفي إستقبال الفندق أرتدوا ملابس رياضية برازيلية وأرجنتيه وإنجليزية وكل الطاقم حتى حمالين الشنط أرتدوا أيضا ملابس تخص منتخبات أخرى .
ووضعوا صالة خصيصا لجميع النزلاء لمتابعة الحدث الكبير .
يالله أدورا البطولة في كل مكان وليست لها أرض واحدة ، وحدي أنا أحمل تأخر تاريخي إنساني ،هل يجب أن أكون مثلهم لكي لا أشعر بالأفكار التي تدور حول رأسي ؟
حتى هيا الغامدي في الشرق الأوسط تكتب عن هذا الحدث مقالين في أربعة أيام .
أعتقد أن هيا الغامدي وغيرها كتبوا عن الأيتام ثلاثة مقالات بالأسبوع الماضي وتحدثوا عن القصور في مساكن الأيتام وأنها غير مؤهلة لعيش الدجاج فكيف بالأنسان .
و و و تحدثوا عن كل شيء يتعلق بالأشياء المغيبة لم يدعوا أي شيء حتى يتم إصلاحه .
أما أنا أحاول أن أكون قدرتعرفت حقًا على حجم ذاتي وكتبت عن مشاعري التي تخصني في صفحة صديقي محمد عيضة .
ليس لدي الرغبة بأن أتوقف عن ثرثرة مشاعري ،ولكن أجد بكائي بحاجة إلى نافذة غرفتي لكي يتأمل قدرة ربي بتحريك هذه المشاعر الجيّاشة .
حاولوا أن تمارسوا البكاء بصدق سوف تشعرون بحقائقكم الجيّدة