جُمُوحُ العَاطِفة

[محمّد الوايلي]

أين أنا منِّي !
لا أعلمُ المسافة التي بيننا !
ربّما ذهبت بعيداً وتركتُ " أنا " في معارجِ طريقٍ موحشٍ وأضعتنِي
وإنْ عودٌ فكلُّ علامات الطريق وأثارِ الخُطى قدِ أختفت منذُ زمن

 

[محمّد الوايلي]

وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
إِلّا وحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
وَلا خلوتُ إِلى قَومٍ أُحدِّثهم
إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي
ولا ذَكَرتكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً
إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَين وِسواسي
ولا هَمَمتُ بِشُرب الماءِ مِن عَطَشٍ
إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأس
وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم
سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ
ويا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً
فغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي
مالي وللناسِ كم يَلحونَني سَفَهاً
ديني لِنَفسي ودينُ الناسِ لِلناس

 

[محمّد الوايلي]

غداً يعودون
كلمات لم تزل عالقة في ذاكرة عابر
وربّما أمنية أبت فكاكاً
أو سراب في هجير شمس

 

[محمّد الوايلي]

تغنّى أصحاب " الدان ودان " بأوجاعهم وأحلامهم وأمانيهم
… … بماضيهم وذكرياتهم
وقُصور بنوها على رمال بحر فأتاها المدَّ فاندثرت كأن لم تكُن

 

[محمّد الوايلي]

أَعِيدِيِنِي إليَّ
فإنْ لمْ فألمٌ لَمْ يَزَلْ وَأمَلْ
وَسَواكِنُ رِيِحٍ
تَعْبُرُ كُلَّ حُلُمٍ قَد أفَلْ
وإنْ لاَ … ولاَ
فَقَدْ تــاهَ من قَدْ سَألْ

 

[محمّد الوايلي]

شُروقُ الشّمسِ ربّما لايعنِي التفآؤل
فقدْ تُشرقُ عَلى صَعْبِ الأيام
وَغُروبُ الشّمسِ لايعنِي الْتشَآؤم
فربّما غُرُوبٌ يُنِيرُ الْكَونُ مِنهُ

 

[محمّد الوايلي]

عِندَمَا سافَر أبُو حامِد الغزالي داخل ملكوت روحه
وأرهق جسدهُ فيما عجِزت عنه نفسه
وأتعبَ الأقدامَ في هجرة الأيام وعُزلةِ الرهبان
تاهَ وظنَّ أنّه وجَدَ الحقيقة الغآئبة
وبعدَ غُربةِ دَهرٍ وتَنسُكِ سِنِين عَــاد
وتُحزِنُنِي حدّ السيف تِلكَ الكَلِمات حِينَ إياب
تَرَكتُ هَوَى سَعدى وَلَيلى بِمَعزلٍ
وَعُدتُ إلَى مَصحُوبِ أَوَّلَ مَنزِلِ
وَنَاَدت بِِيَ الأَشْوَاقُ مَهْلاً فَهَذِهِ
منَازِلُ مَنْ تَهْوَى رويـدك فانزِلِ
غَزَلتُ لَهُم غَزلاً رَقِيقاً فَلَم أَجِد
لِغَزلِيَ نَسَّاجاً فَكَسَّرتُ " الـ " مِغزِلِ

 

[محمّد الوايلي]

بينِي وبينِي
أسألُ نفسِي
إنْ كانتِ الأرواحُ لاتفنَى والأجسادُ وعآء
فلماذا الأرواحُ لاتفنَى ؟
وعُدتُ إلى بِدء الخلق وتأملتُ
فكانَ الخلْقُ للجسد مِنْ طينٍ لازِب
ثمّ النفخُ للرُوحِ مِنْ عظيمٍ دآئمٍ لايفنى
فكانَ الفنآءُ لذلكَ الطِين
وبقيت " ونفخنا فيه من روحنا "