في خاطري شيء ..!؟

[صالح الحريري]

ذات ليلة ...
كنّا نتحدث عنّا ..
ولما خرج الحديث منّا ....
أدركنا حينها كم نحن قساة على قلبينا ...!!؟

 

[صالح الحريري]

في المرض ..
تدرك تماماً أن جسدك ضعيف ...
وأن أسراب الأصدقاء مجرد وهم في فضاء حياتك ...!
حتى آخر الذين أغلقوا الباب قبل مرضك ستكتشف أنهم في سبات منك ...!

كـ ثقب إبرة الحياة ...
ضيّقه وأن كان وخزها عميق ...!!

 

[صالح الحريري]

تخافي السحر ...!
تقلق عيناك أدخنة النفث ....
سأسحرك ِ بدم الوجع .. شعرات القصيدة ... وعظم الألمـ...!
سأقيد كل جنونكِ بمارد أخرس لا يجيد إلا التخبط بكِ في أوردة جسدي ...!

وحين استسلامكِ لسحري ...
ستعلم نسوة الحيرة أنكِ قدّيسة كاهن ...
كلما حاولوا شنقه بجذع شجرة سوداء ماتوا تباعاً ..!
وحدها جماجمهم شاهدة لمجزرة شيطانية لم يحظرها إلا نفرٌ قليل من تمردي ...!!

هل أرقيكِ ..؟
أم أبقيكِ مكبلة بسلاسل جنوني ...!؟

وحدكِ المؤمنة بي ...
وقد كفرتُ بكل حواء بعدكِ ...!!

 

[صالح الحريري]

يرهقني البرد ...
يجعلني أشعل حطب افتقادي ناراً ...
فلا يطول تأخرك فيصبح خاطري رماداً قبل حضوركِ ...!

 

[صالح الحريري]

علمني البرد ...
أن الدفء نعمة معكِ ...
كلحظة يحتضن فيها صدركِ رأس تعبي ...!!

 

[صالح الحريري]

في البرد ...
تولد الحكايات الآمنة ...
كمشهد الضحكة في عينكِ على وقع ارتجافي ...!!

 

[صالح الحريري]

كيف هي أطرافكِ ...!؟
هل زارها البرد قبلي بليلة تعثرت فيها خطواتي بعقارب الوقت ...؟
حدثيني عن آخر رواية وقع اختيارك عليها غير تلك التي كنّا نقرأها معاً بأوراق الحنين ...!
لا تسردي الفصول والمشاهدة بسرعة ... على أقل من مهلكِ فهذه الليلة نذرتني أن أكون ملك نبضكِ ..!

ضعي رأس وجعكِ هنا ...
نعم هنا على ذراعي الأيمن كي نكمل الرواية ...
أنظري لهذا المقطع الفاتن أنه يشبه لون الفتنة في عينيك ...
أبدع الكاتب في وصفه كإبداع الخالق فيكِ ...أنثى مخلوقة من طينة الحب ..!

يا الله ..
كل السطور مسحورة بك ..
وكأن هذا المؤلف جعل من روايته فستاناً لقلبكِ ...!
هل اغتاله بخنجر الغيرة .. أم اجعله يتجرع مرارة ارتماء كلك بي ...!؟

لو يراك الآن ..
لصرخ بكل سطوره ...
مزقوا كل الصفحات إلا هي ...!

لكنني ...
سأمزق خياله ..
بوقع أنفاسكِ بوطن قلبي ...!

نامي الآن ..
ولنا في الصباح رواية أخرى ....!

 

[صالح الحريري]

بعض الصباحات قاتلة ...
كوجه عجوز تحاول إنجاب الضحكة بشفاه ممزقة ...!
كلون الرماد لمشهد احتراق أحدهم على مرفأ الانتظار بقارعة قلبه ..!
بل ككهفٍ لا يحتضن بداخله إلا عقارب الظنون وفحيح أفعى تلدغ بناب صدّها صدر طيبتي ...!