قطرات اليراع

[سامي الشريم]

أبي أراك دائمًا تحدِّق في سقف الغرفة، هل ترى شيئًا لا نراه نحن؟
قل لي بربك، هل دنا أجلك؟ هل الملائكة قادمون؟
هل ترى لون النهاية؟ هل تودّ أن تودعنا من دون أن تلتفت إلينا؟
هل تريد أن تقول شيئًا، مثل أحبكم، سوف اشتاق إليكم؟
أتريد أن توصينا بأن نهتم بأمنا وأختينا، بألا نتقاتل من بعدك على المال، بأن نبني لك مسجد، أو نحفر لك بئر في القارة السمراء؟
أبي إني أسمع دقات قلبك تخبو يومًا بعد يوم، أخشى أن فراقك قد اقترب.

 

[سامي الشريم]

إذا استيقظت بعد نومة هانئة، أشعر أنني شخص ناضج ومُفعم بالحماس، وأعرف إلى أين سأمضي، وما الأشياء التي يتوجب عليَّ فعلها، بعكس إذا لم أحظ بالنوم الكافي، كل شيء ينقلب رأسًا على عقب، تصير حياتي جحيمًا، وأغدو أسيرًا للأفكار السيئة وللكآبه طول اليوم.

 

[سامي الشريم]

إِن مُتُّ، بإمكانك حينها أن تحكم عليّ بشكل قاطع ونهائي، بإمكانك أن تمدحني أو تذمني من دون أن تؤنب ضميرك.

 

[سامي الشريم]

ليتك تعلم أن هؤلاء الكارهين لحرفك ولشخصك، جُلّ أمنياتهم أن تخرس أو تتلاشى. إنهم من فترة لأخرى يحاولون إزعاجك بنشر رسائلهم العدائية. لا يكلون ولا يملون من مراقبتك من ثقب الجدار. لا تدري صراحة ما الفائدة التي يرجونها من الكراهية والازدراء، من المنع والإقصاء. تسأل نفسك هل كنت أكتب على جلودهم طول الفترة السابقة!.

 

[سامي الشريم]

لا أريد ذلك الهدوء المُقلِق الذي يجيءُ بين العواصف، أحتاج فعلاً هذه الفترة إلى هدوءٍ مُطمئِن، يجلبُ لي صفاء ذهني ونفسي.

 

[سامي الشريم]

من رسومات الفنان بيتر بروجل الأب، اسم اللوحة " العميان "ويمكن تسميتها أيضاً " The Blind Leading the Blind " وأيضًا " رؤية السعودية 2030 "

 

[سامي الشريم]

" تبكي الدنيا في قلبي" للشاعر الفرنسي بول فيرلين- ترجمة ديمة الخطيب

‎تبكي الدنيا في قلبي
‎كما يسقط المطر على المدينة
‎ما هذا الخمول الذي يخترق قلبي؟

‎يا لضوضاء المطر العذبة
‎على الأرض وعلى الأسقف
‎بالنسبة لقلبٍ ضجر
‎يا لغناء المطر!

‎تبكي الدنيا دون سبب
‎في هذا القلب الذي يشمئز
‎ماذا؟ لا توجد خيانة؟
‎إنه حداد بلا سبب

‎إنها أسوأ الآلام
‎ألا تعرف لماذا
‎دون حبٍّ ودون كراهية
‎قلبي يتألّم هكذا

 

[سامي الشريم]

لي عادة غير مألوفة، وهي التحديق في وجوه الطاعنين في السن، بالتَّحديد أصدقاء والدي عندما يقومون بزيارتنا من حين لآخر. هؤلاء أحيانًا أشعر أنهم يكرهونني من فرط إبحاري في هيئتهم. هم لا يعلمون أنني أُديم النظر في ماضيهم، وأسترجع صورتهم القديمة وهم في شرخ الشباب، وأتخيَّل ما كانوا يفعلونه في زمانهم المُكتنِز بالخفة والطيش. أتوغّلُ في باطنهم من خلال أعينهم، وأفتشُ عن مخاوفهم التي لا يفصحون عنها إزاء الآخرين، وأَعثرُ على الكثير من التوجسات، الخوف من حِمام الموت، من تمرد الأبناء عليهم وزجّهم في دار المسنين، الخوف من الخرف الكهلي ومن عدم قدرتهم على الاعتناء بأنفسهم.