.

[عبدالكريم العنزي]

أنا ...
في السوء الأسوء
وأعمق من ذلك وأشد تفرد

أنا ...
الشفاف تقبل بي كل الألوان
يديرني التقلب... التبدل.. التنقل
والتعدد

أنا ...
الفوضى والقانون يغذيني التضاد
والإختلاف.. التنافر والتردد

أحيانا ...
أحرضني عليّ وأصلح
بيني وبيني تحت وقع موسيقى
التمرد
أنا ...
الوعكة والجرح
وسرير معلول على الأسارير البيضاء ممدد

 

[عبدالكريم العنزي]

أنتِ
أنتِ... أخر ماتبقى
من البقاء
أنتِ آخر حقول الماء
وأنت... آخر شيء من كل
الأشياء

أنتِ... أخر أيائل غابات الصباح
وأنتِ... آخر أيائل غابات المساء
وأخر العصافير المهاجرة
على مراكب الشتاء

أنت... أخر أوزة بيضاء
تعوم في بِرك العطور
وآخر أوزة بيضاء
تنام في مستنقعات
الأضواء

أنت... آخر النساء
أخر نازية جمال في أرض الغرب
وأخر غادة في بلاد العرب
وأنتِ... آخر حجر توباز
زرقاء
تزين عنق إفريقيا السمراء.

 

[عبدالكريم العنزي]

تشُق طريقها...
بين مشاتل الماء
وحقول القمح

أحياناً...
تُعرض وتجرح
وأحياناً...
تعود تسامح وتصفح

غامضة...
تقف بين بين
متردده تُجيد ثقافة
الترنح.

 

[عبدالكريم العنزي]

وغضبي عليك...
غضب طفلٍ صغير
إذا مانهيته عن عبثٍ
بالأشياء
ركض بعيداً...
منفجراً بالبكاء
وإذا أقبل المساء ...
عاد إلى حضنك باكياً ينامُ
كما ينام في ظل الأشجار
الماء .

 

[عبدالكريم العنزي]

الحُـر لا يروض... الحُـر يُكسب.

 

[عبدالكريم العنزي]

غابت...
وما أبقت للعصافير صباح

رحلت ...
وهي تدسُ العطر في صدع
الجراح

حتى غدى الجرح ...
مثل جمرٍ يتوقد وينطفئ
كلما هرولت الرياح

 

[عبدالكريم العنزي]

عزائي...
لـ صمودٍ هش يُشبه جلادة
الزجاج

يمر الوقت...
وأنت تقفُ مُحايداً
كـ أبواب أسوار المنازل
لا أنت في الداخل ولا أنت في الخارج.

 

[عبدالكريم العنزي]

أقفُ على حافة الغروب
وبرد الغروب ممزوج
بالسواد والصقيع

أنا أضيع
أُنثر على الطرقات
لا وصول لا توقف
ولا رجوع

جسدي مغروس في الطين
ورأسي الناجي تحت شمس
صيف تطيل السطوع

رموني زهرةً
تحت أقدام الإزدحام
وفي طريق الجموع

ظلموني
وما أحل الله الظلم
لا في دين محمد
ولا في إنجيل يسوع.