اللوحة مصغرة ,
القصة لن تنتهِ عند ذلك الحد أعلاه , فــ"عائشة " التي كانت نقمة تحولت بقدرةِ قادرٍ إلي نعمة ..
جاءت في الأمنيات الخطأ , تكورت تحت بطنٍ منفوخٍ أراد لها أن تكون صاحبة ثوبٍ أبيض " وشماغ " وشاربٍ كثّ ..
ابنة اليساتين , في أول مرةٍ وضعتها على صدري فاحت من آباطها رائحة التوت , وتجلت قدرتُ الرحمن في صنعته
حينما أدركت أن أمي اشتهت خطأً حبة توتٍ تركيةٍ كبيرة , وفركت إبطها دون أن تشعر ..
كانت طريقة الله في إرضاء أمي , هي التي تعشق التوت,و ترى " عائشة " الآن حبة توت كبيرة ,تُفضل رعايتها على التهامها رغم لذتها ..
"شوشو"-كما تحلو لي مناداتها-الصغيرة القريبة , صديقة السلاحف , و حرب الألوان , والأساور الصاخبة , والخلاخل المجنونة ..
الصغيرة الكبيرة , القريبة في بعدها, والبعيدة حتى إشعار اقتراب , تعرف الموازنة بين ثورتي ووجودها ..
تلك التي لم يفقد وجهها ملائكته , واحتفظت بأكبر قدرٍ من ثياب الصاعدين منه ,
أشيح بعينيّ عنها
أخشى أن ينكسر جناح أحدهم لفرط برائتها وشدة انجذابي لها ..
عائشة
الـ"جاكيت " الذي لايضنُ عليّ أبداً بالصيف ..
مشروعٌ مهول لربيعٍ مستديم , وقلبٌ آمن لاهدد فيه ولاعناكب , ولا صدى..
للأحبة فيه البقاء أبد الآبدين ..فكل طرقاته تنتهي إلي الصميم دائماً ..
عفريتتي تلك التي فرت من الفانوس , أستعين بها على الحزن , ووأعتمد على حلمها لتخليصي من فظاظةِ الملل .
أُسهرها بالحديث عندما أفقد رغبتي في النوم , فأستدرجها بالغموض للحديث معي حتى ولو جاملتني بعينٍ واحدة ..
إذْ أن التواصل معها بعينٍ واحدة بديل عينين وكون .. وذلك كفافي لمساءٍ دافئ بلا لحفٍ ولا أغطية ..
ذاكرتي مدينةٌ لها بمواقف لاأكفُ عن إعادتها .
طريقتها الغريبة في نكش شعرها المتعرج كل صباح , كافية لأتقلص من الضحك أرضاً كلما تذكرتها ..
" كلجاتها " التي تتعثر بها الأبجدية , عشوائيتها البرئية , وضحكتها التي تتحكم في أمر الشروق بالنسبة لي ,
يجعلني أجزم أنها فريدة ..أقرب لمحور الأرض من أي شيء في الشبه ..
القالب المختلف الذي تكاملت فيه صورتها ,مؤخراً أصبح ذا ملامح مجنونة طاغية وبارزة ..
أخبرتها أنها ذات يوم , ستقص الشريط لمعرضها الأول
, لم تصدقني حين توددت لها بذلك , وأخذتْ ومضتي على محمل المجاملة ومضت ترتب الغد..
اليوم صفقت لها مطولاً , هي المرة الأولى التي تقفز فيها عالياً على لوحة , وأعرف أنها انتبهت
أن الألوان ليست حاجزاً عالياً , مادامت فرشاتها وثّابة ماهرة ..بساقٍ عالية الطموح ..
الآن أقول لها علناً لأنها تشاهدني عن كثب :
ياجاسوستي الصغيرة
صدق حدسي وخاب إبليس , هاكِ يديّ وهاتِ "الحلاوة " ..
رجاءً بلا دموع