اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال عبدالرحمن
هذا المتصفّح اجازة جميلة تتجدّد كلّ رد , فلا نحتاجُ انتظارها من سنةٍ إلى أخرى ..
كنتُ أتابعكم كثيراً هُنا و أنتقلُ بتفكيري كلّ مرّةٍ من مكانٍ لآخر لأشعر بمتعةِ السيّاحة في ذاكرة الآخر .
و كما هي عادة الأستاذ محمد الضّويحي يأتي دوماً بالأفكار الجميلة و المتجدّدة الّتي تنعشُ الفكر , و تجدّد خلايا الذّاكرة .
/
سأكتب هنا عن مدينةٍ لم أكتفِ بزيارتها , بل بالاقامةِ بها مدّةً منحتني فرصةَ قراءةِ بعضها , و الإبحار في العوالمِ المخبوءةِ في أعماقِ أزقّتها و على جوانبِ ارصفتها ..
برلين :
العاصمة الألمانية , مساحتها حوالي 892 كم مربّع , محاطة بولاية ( براندنبورغ ) حيثُ تشعر و أنتَ تراها على الخارطة و كأنّها جزيرة في منتصف تلكَ الولاية . برلين هي ولاية قائمة بذاتها و هي واحدة من المدن القليلة الّتي تشكّل وحدها ولايةً ألمانيّةً مستقلّة .
تقع برلين شرق ألمانيا و تبعد حوالي 70 كم عن الحدود البولونية .
صورة من أحد كرنفالات الشّوارع الّتي تحدث باستمرار .
- عدد سكّانها حوالي 3,4 مليون نسمة , منهم 200 ألف من الأتراك الّذين يشكّلون نسبة كبيرة من مجموع الأجانب المسجّلين شرعيّا في برلين الذين يصل عددهم إلى حوالي النصف مليون .
:
الرايشس تاغ , مجلس النوّاب في برلين و هو مبنى تاريخي .
ما يميّز برلين عن غيرها من المدن الأوربيّة ذاك الخليط الهائل من الجنسيّات , و شعوركَ و أنت تنتقلُ من ناحية إلى ناحية في هذه المدينة و كأنّك تنتقلُ بينَ الكثيرِ من المدن , موسكو و استانبول و بيروت و بكين !
العجيب هو هذا التناغم الحاصل , حيثُ تعدّ برلين من أفضل المناطق المؤهّلة لاستقبال الأجانب من حيث الشروط الاجتماعيّة , مع قلّة فرص العمل و الدّراسة فيها للأجانب و للألمان أنفسهم .
في برلين جامعتان , و يعودُ هذا إلى كون المدينة عانت سابقاً من التّقسيم عبر جدار برلين الشّهير , الجامعة الحرة ( فراي اونيفيرسيتيت ) غرب برلين , و جامعة هومبولدت شرق برلين .
يتجمّع العرب بشكل عام غرب برلين على الحدود مع الحدّ الفاصل القديم الّذي كانَ يفصل المدينة إلى جزأين .
أهل برلين معروفين بتسامحهم الاجتماعي مع الجنسيّات الأخرى , و لكنّهم معروفون أيضاً ببرودة طباعهم و خشونتها بعض الأحيان , و لهجتهم الّتي تبتلعُ الكثير من الحروف الألمانية , لتجدَ نفسكَ بلغتكَ الفصحى الألمانيّة بينهم غريباً حتّى تعتاد عليهم .
بوست دامر بلاتز , أحد السّاحات الجميلة في برلين و الغنيّة بالتّاريخ .
انتشار الثقافات المختلفة في برلين يجعل منها مغامرة ممتعة , فيستطيع زائرها مثلاً التجوّل بين الأسواق الرّوسية , و " البازارات " التركيّة الّتي تنتشرُ مثلاً على أرصفةِ شارعٍ ما بأيّام محدّدة كلّ أسبوع حيثُ لا يسمعُ زائرها إلى الأصوات التركيّة الصّادحة ببضائعِ أصحابها .
ثمّ إلى المحلّات الآسيوية , و المطاعم الايطالية و اليونانية ..
و قد تمشي في شارعٍ ما فتُفاجئكَ لافتة كُتبَ عليها باللغة العربيّةِ مثلاً : مقهى أم كلثوم " و تفوحُ منه دخانُ النرجيلة و رائحةُ القهوةِ بالهال .
أجمل ما في برلين - من وجهة نظري - نهرها الجميل الّذي يجوب غالب أنحاءها , نهر " ال Spree " حيث يمكنك أن تركب أحد القوارب السيايحية الكثيرة المجتمعة فيه و تجوب أنحاء برلين و تتعرف على معالمها الغنيّة .
برج التلفزيون , المشهور جدّا في برلين , حيث يمكنك الصعود إلى أعلاه و شرب القهوة في الاستراحة الجميلة هناك المطلّة على جميع أنحاء برلين .
بالاضافة إلى ما يسمّى بـِ " جزيرةِ المتاحف " حيثُ تفاجئك مجموعة من المتاحف الجميلة و التّابعة للعديد من ا لحضارات و الأزمنة السّابقة , و برلين بشكل عام غنيّة جدّا بالمتاحف .
المدخل الصيني لحديقة الحيوان في برلين , علماُ بأنّه توجد حديقتان للحيوان في برلين .
حدائق برلين تفتُح شهيّتكَ للتنزّه , فهي لا تخلو من الماء و البحيرات الصغيرة الطبيعية و الصّناعية , و تجدُ الكثير من الطّيورِ و الحيوانات الّتي تقطنُ تلكَ الحدائق أو حتّى الغابات الكثيرة الموجودة في برلين , لتفاجأ بسنجابٍ هنا و غزالٍ هناك , و لقلقٍ في جهةٍ اخرى ..
ناهيكَ عن دار الأوبرا الجميل جدّا و عن الاستاد الرياضي الكبير و عن المحلات التجارية و المراكز الكبيرة , و المسارح و المعارض ..
سنتر سوني , أحد المراكز التجارية في برلين .
التنقّل في برلين مريح جدّا و آمن و سريع , ففيها شبكة مواصلات مخدّمة بشكل ممتاز , عن طريق الترامات و مترو الانفاق و القطارات الّتي تجوب المدينة على جسور أو بالقرب من الشّوارع , و الباصات الكثيرة التي تصل حتّى أصغر و أضيق أحياء المدينة .
لا زالَ في مخيّلتي الكثير عن برلين , فهي مدينة جميلة تستحقّ الزيارة و الاطّلاع .
شُكراً محمّد , شُكراً بحقّ .
|
منال عبدالرحمن .......... وكأنك أخذتنا في جولة مكانية عبر [ برلين ] ورأينا من خلال
عدسة قلمك وعينك ذاك الأفق .. كم أتمنى أن أزورها ...... لكن عندي عقده مع الدول
الغربية المتقدمه فأنا أحب أوربا الشرقية .. لكن سبق ومررت على فرانكفورت بألمانيا
فقط عابراً من مطارها الضخم إلى [زغرب ] عاصمة كرواتيا .. ولم أحظى بأكثر من ذلك
الشكر الوافر على ماقدمته بقلمك المتميز والثمين كعادته ... تقديري لك
.