مِن ميّ إلى جُبران ...

[نازك]

,
,
أُهذِّبُ ذاكرتي بالتّناسي
أُربِّتُ على كتفِ الوقت بأصابع مُتّقدة
وعند كل تكّة قلبية, تصحو ذكرى ما, وتُشعلني
وفي الجهة الأخرى أُوقد شمعة وأتامّل لهيبها الأزرق
تندى بالدفء, تتكوَّمُ سريعاً ثم تتلاشى !
ومجدداً تطفو عيناك فوق كل أكداس هذا الصمت المُتفشّي
تُسرِعُ في المجيء
تقرأُ صوتيَ المتهدِّج
أمتدُّ بك نبضاً يئن بين ظُلمتين
يكدحُ في نفخ الضوء في قلبيَ الهرِم
فأغدو نيزكاً يُبارِحُ الشُّحوب
تنامُ أنت ملء جفنك سهداً بينما تدورُ عقاربُ المساء حول أصابعي
تعصف الغربة حولي, تتغير ملامح الفصول وأرتجفُ برداً
أحاولُ التخفُّف بالكتابة وتسقط الحروف من يدي
عمّا أكتب وهذا اليُتم يفيضُ من عينيِّ الورق !
والروائح العالقة تنبعث وكذا الأكفُّ تُمطر حيثُما ترعى غيوم التّلاقي
تفرَطُ محاولاتي في كبحِ صوت أصابعي, تكيدُ لي هذه الأوتار
ويُشاغبني الهدوء
أُعِيدُ قراءة ما كتبتُ عاليهِ كلها ربماءات ومحضُ صور ناقصة !
أُكثِرُ مِن حُروف العطف وأتهرَّب مِن الفواصل بينما تقتلُني تلك النقطة كرميةٍ مِن غير رامي
ولكنِّي أُنهِكتُ وسأضعُها قسراً بعد مسافةِ حرفينِ لا يلتقيانِ سوى هاهُنا في برزخِ بياضِ الورق !

 

[نازك]

؛
؛
تُذكِّرُني أجراسُ نهاية العام بمشهدِ الغروب المَهيب
تلك الألوان القانية تُثيرُ شجوني وتفور في داخلي ألفُ تنهيدة
أخالُها السماءُ تنتحِبُ في جلالٍ صامت
يالله؛ وكم ينسكِبُ في قلبي أُوارُها
وتتجدّدُ مواجعي
أُطبِقُ جفني، فتحضرُ أمامي تلك النظرات الأخيرة، السادِرة، المُكتنِزة بسيلٍ من الكلام
العصيِّ على الدمع !
أستذكِرها ويُطوِّقني عبيرها وكأنها الأمس القريب .. جداً
كلُّ عامٍ وذِكراكَ قِنديلٌ يستندي فتيلُهُ بأدمُعي
كُلُّ عامٍ ويتجدد فيهِ ميلادي بتاريخ لقائك
كُلُّ عامٍ وأنت الأبعدُ الأقرب
كُلُّ عام وأنت بخير 🌹

 

[نازك]

؛
؛
؛
؛
ألوكُ الكلام القابعِ في فمي مُنذُ يقظةِ الروح
وأختصِرُها في تنهيدةٍ
تحتضِر
يلفحُني أُوارُها
فأعتصِمُ بدمعةٍ
تتسرّبُ نجواها
فتهمي سماؤهُ
تسقي ذبولي
تعشوشبُ الروح ... وتتفتّقُ سوْسنة !

 

[نازك]

؛
؛
تبتلعُني المواقيت، وكم ترعبني كشبحٍ يلاحقني ولا يتركُ مِنِّي شيئاً لي !
وأجهدُ في لملمتي
مُبعثرة كلوحة بازل شاسعة، محضُ أنصافٍ، ومن ينصفني !
وألوذُ بقلبي المُترع، إليك يامُستراحي
في ظِلِّ أيكك الفارِعِ أتملّى، أتنفّسُ، أركن
فتعودُ ملامحي للتشكُّلِ
تُغلِّفني مشاعِرُ خصبة
تُورِقُ على أنسامها أصابعي المبتورة
يتعالى بداخلي معزوفةُ كلارينيت
وعلى مقامِ الهزجِ أُغمْغِمُ بحديث الروح
سأتلُو عليكَ ماتُمسِكُ بهِ حُنجرتي
فاصغي ....

 

[نازك]

؛
؛
تصحو رُغماً؛الذكرى
تقاومُ اليباس وأكداس الثلج والبرد
على أُهبة العودة أبداً؛ تُمارِسُ الغياب وتفتعِلهُ؛ ولكن !!
لاتقوى جوع المسافات، ولا وحدة الأسفار
سُرعان ما تُنهك؛ تظمأ
فتؤبُ خائرة تقصِدُ الرِيّ والأمان !

 

[نازك]

؛
؛
سلامٌ للصباحِ، للحياةِ ، للنور
للأرواح المُبتدرةِ بُكُورها بالحمد، والّلاهِجةِ بالتسبيح،
سلامٌ للصمتِ المُفعمِ بالشّعور،
لعوالِمنا الداخلية، لسرائرنا العميقة.
؛
؛
ويحدُثُ أنّهُ مهما ادّعينا وكابرنا ....
تُباغِتُنا تلك الوخزةُ الكفيلةُ بإيقاظِ ما نُغفِّيهِ قسراً،
بإسبالِ الدَّمعِ،
وإرسالُ الرُوحِ ... دُعاء !

 

[نازك]

أفتعِلُ الغياب،النسيان،
وعلى حين غرّة يُحرِّضُني قلبي؛أن قُصِّيه !
؛
؛
تُطوِّقُني عيناكَ أنّى يمّمتُ بصري أراك
شمالي شوق, وغربي اغترابٌ وحنين وبين المشرقينِ تسرِقُ سِنةٌ طرفي, وأيضاً يُؤنِسُني طيفك هناك في مدارج الحُلم الأقربِ لليقظة !

 

[نازك]

؛
؛
كلما يغزوني اليباس وأُشارِفُ على الذبول
تُمطِرُني بهتونك؛فأنتعِش !
كذا يفعلُ بيَ صوتك فكيف بها عيناك ؟
ثِق يا عينيَّ؛ فهناك في بقعةٍ ليست ببعيدة؛ ثمّةَ مَن يتفيّأُ تحت ظِلِّ دوحك
فكُنْ على أُهبةٍ والشروق .