اليوم الذي فتحت فيه نافذتي للشمس , كنتُ أعاني من خيبة مزمنة أثقلت كاهل بصيرتي وورثت رئتي عطباً مؤقتاً عن التنفس ...
كلمازاد وجعي في محاولة جادة للسّعال أكثر , كلما كانت نسبة بقائي على قيد حبٍ محتملٍ ممكنة ,هكذا كنتُ أرى ...,
أذكر أني جازفت بكل شي حتى أسعل آخر الرجال من صدري , مهيئةً لنفسي أكثر من خوف قد يدفعني للبحث عن الحياة من جديد ...
أن تفقد الأنثى رجلاً , فهي بلا شك تعيش في اللاشيء , على حافة الوجود ناتئة كشوكة أول ما تبدأ أذاها , تبدأ بنفسها وتنكسر, وأنا في لحظةٍ ما قررت إيذاء نفسي لأبدأ النسيان معتركاً لا يقواه عاشق خائب , بحثاً عن ذاتي ,و بعيداً عن ظل رجل آخر بالكليّة ..
اليوم الذي فتحت نافذتي للشمس , كنتُ أكثر إناث الأرض إيماناً بأن هناك دوماً ما يستحق أن نراه حتى في وقت المغيب , الأشياء التي تغيب وتعود للبهاء مرةً أخرى أكثر الأشياء إطلاقاً على إبلاغنا بأننا وإن غبنا في أنفسنا , فثمة مشرقٍ آخر , يوماً ما سنشرق منه بكسل يشبة كسل الفجر , جميل , و هاديء وثابت الأمل في ذات الوقت ...
عظيمة هي اللحظة التي آمنت فيها بالبقاء وحيدة , رهن نفسي , زمن طويلٌ مر عليّ وأنا أعمل كحلقة وصل بين شبكات حبٍ كبيرة ,أعمل لصالحها بلا مقابل , عاطلة عن الحب , ناقلة له كجينٍ يعمل في جسد آخر ربما بالخطأ أحياناً .....
سور عملاق منعني مراراً من التواصل مع العواطف الحقيقية , خفت أن تتحول بساتيني الهادئة إلى حفلة تنكرية للشوك , وأخسر نفسي في أول المطاف , بل وقبل كل الخاسرين ...
غير أنها الصدفة التي علمتني من وقعة طفل كيف أنسى الجرح ببساطة على طريقة الحياة , هي ذاتها التي أخذت بيدي خطوة خطوة نحو قلبك..
هي ذاتها التي مررت في حرفٍ متمرد , ما يشبة فخاً محكماً لكلانا ,
في الظلام وجدتني أترقب عن كثب انبثاق هالةٍ من رحم العتمة ليست إلا هيكلك , وأشم رائحة الحب عطراً آتٍ كغدقٍ من تنهيدة تسللت فارةً من صبرك/ من صدرك ,
ودون سابق حب , تحول الظلام لأمنية من نور , والكلمات تجاوزت المعنى , وقلبي غدى أمسية بلا قصائد ولا شعراء , أنت فيه كل القصائد , والكلمة تخرج من فمك شاعرٌ يحمل كلمتة , وكلمة تحمل شاعرها ...
مؤخراً , عاودت الاتصال بنفسي أكثر من فرحة , أتأكد من سلامة ذاتي بعد ذلك الدهس العاطفيّ المفاجيء , أ مازلت بخير ,,,؟؟
أم أني أعيش مشهداً من حلم , ,,,؟
القضية بين السؤالين ليست إلا محاولة للتصديق بأنك حاضر بروعة جنة ينتظرها مؤمن , مبهر كصحيفة بيضاء , مستحيل كاستحالة لمس النور وتكوير الماء بين كف وكف...
يا كلمة الله العليا التي نفذت في شرايني ,
يا شهقة المطر التي عبأت بالحياة الذابل من أوردتي ,
يا انثيالات الربيع في احداقي , يا اتساع الفرحة بين طرفي شفتيّ ,
يا كل الرجال الحاضرين في هيئتك بين يديّ ,
يا صوتي المرتد إليّ في شكل مكالمة هاتفية تبدأ بترحابٍ حار وتنتهي بقبلةٍ تطفيء في حرها كل جمار الدنيا ..
لا أملك الساعة إلا كلمةً على قياس سخافة الجغرافيا , لأخبرك بأن المسافة بين أول نبضة وحتى عيدك هذا عامرة بورد له شكلينا , وبراعم صغيرة أنا وأنت رتبنا بتلاتها كما نحب ,
قلت لي بأنك تحببنهن شبيهات بي, لرجال على حافة الانتظار يستحقونهنّ , وأخبرتك بأني أحبهم يأتون لإناث ينتظرنهم في الغيب , على طريقة صدفتك , كالمفاجآت , دافئة و حميمية , و مختلفة ...
لا أـملك من تمجيدك اللحظة سوى ابتسامة سرّية , ودعوة يلهج بها السكون بين أضلعي , بأن تظل عشي أبد الآبدين , أرتبه كل عيدٍ بمنقارٍ وحيد , أغني لك به , وأقتحم به جوع روحك , وأنقر به عين كل عصفورة تقترب منك ....
كل عام وأنت عشي يا سُكنتي , وأنا عشك ...