ا
الإختيار !!
=====
حسام الدين بهى الدين ريشو
==============
بين جدران الغرفة الصماء .. التى تستند على حوائطها رفوف الكتب .. أنيسته في وحدته ..
أخذ يروح ويجئ شاردا على وقع أغنية كانت أهدتها اليه .
وتساؤل ..كنصل حاد يعصف به ..
كيف يتصرف بأخلاق الفرسان معها ؟ ..
بأقل الخسائر ..ودون أن تتشوه صورته لديها ..
بعد هذه الأيام التى جمعتهما معا .. حبا وشوقا ,, خصاما وصلحا ... اقترابا وبعدا !!
كان يخشى ألا تتفهم الأمر جيدا بعد هدوء العاصفة ؛ فتعلن عليه الحرب !!
عرَّفتهُ يوما أنها تؤمن بمقولة لأحدى الكاتبات تقول فيها :
" حينما تقف المرأة في مواجهة الرجل تكون خسارتها أفدح منه "
وتؤكد له بعدها انها لا تستسلم بسهولة عندما تشعر بأن أحدا هزمها !
كانت المشكلة التى يريد بأخلاق الفرسان أن يجد لها حلا .. أنها تبدو حائرة في اختيار ما بينه وبين رجل آخر ..
كان حبها الأول .. لكنها اكتشفت ذات يوم أنه لم يكن على مستوى مشاعرها تجاهه ..
بل تمادى حتى سقط سقطة تستدعى ندما قاسيا !
في ظل أزمتها تلك .. كان قد تعرف أليها . أحبته ,احبها باخلاص ورأت فيه عِوضا .
مع تماهى العلاقة .. بينهما اكتشف أنها تحتفظ من الأول بباقة من ثلاث زهور !!
وُلِدَتْ حيرتها عندما أرسل اليها برغبة في العودة الى سابق العهد .. مغلفة بندم شديد واعتذار جامح !
كانت امرأة قوية .. لكن احساسها بالخيبة من فاتحة حبها .. لم تكن تفارقها .. تصارحه أحيانا بذلك .. وشغله مابدا من حيرتها
عز عليه أن تتألم بينهما . ..تطوحها الحيرة ..
فرأى أن يفعل شيئا .. رغم يقينه أنه من الصعب على العاشق أن يُطَوِعَ قلبه لاختيار لا يريده !!
قلَّبَ الأمر من كل وجوهِ .. وانتهى الى أن يمارس معها ألوانا من ثِقل الظل الذي لم تره منه من قبل ...
ظنونا سوداء .. وشكوكا حمقاء .. وغيرة !!
جاهد كجريح يزحف على الرمال
لم يكن ثمة شيئ آخر أمامه ليقطع حبال الوصل بينهما .. حتى يوقفها أمام حائط مسدود تجاهه .. لتتناساه !!
فلا تجد امامها الا طريق العودة الى رجلها الأول !!
فوجئ كما كان متوقعا أن مايفعله أيقظ في نفسها الحائرة والمحبطة .. روح العناد والهجوم ...
كانت أشبه ببركان ثائر
تَحَمَّلَهُ حزينا كجندي أصيب في معركة ولم يجد من يحمله !
آوى الى حجرته .. أغلق الباب
وانخرط في بكاء شديد
مزيج من دموع الفقدان وآلام الفراق
ثم شهامة الأختيار !!