قطرات اليراع

[سامي الشريم]

وجهه مُتغضِّن ، وشعره أشعث ، وعيناه حمراوان ، وأسنانه متساقطة، ورائحة القذارة تفوح من ثيابه الرثة. لا ريب أنه يلعن الوطن والبشر والحياة . يلعنهم في كل ليلة ينام على رصيف وهو يود لو ينام على فراش وثير، يلعنهم في كل صباح حين توقظه خطوات العابرين، وآلات الحفر ، وأبواق السيارات . يلعنهم في كل يوم حين يعطيه الناس مالاً ليشتري خبزًا وخمرًا ، يلعنهم في كل لحظة لا تبعث له الحياة معلَّم يعلَّمه صنعة يكسب منها قوت يومه .

 

[سامي الشريم]

لستِ لي ولستُ لكِ ، هذه بديهية لن أعود عنها ، ولكن ما بال قلبي يُصرّ على أنكِ وطنه وملاذه الوحيد .

 

[سامي الشريم]

لم أمُت ، والحقيقة أني نمتُ طويلاً . لا أدري صراحة كم عدد الأيام والليالي التي قضيتها في سباتٍ عميق ، ولكنني لمّا أفقت ، بدا لي جسدي نحيلاً كعود الثقاب ، ولحيتي نمت بشكل عجيب وباتت تتدلى على صدري ، وأظافري صارت بطول إصبع السبابة . حاولت أن أتذكَّر ما حدث قبل غيبوبتي المفاجئة ، ولكن النسيان غلبني ، كما لو أنني فقدتُ جزءًا كبيرًا من ذاكرتي . الشيء الوحيد الذي أستطيع تذكَّره ، أنه حدث في باكورة الشتاء ، وما دمتُ لا أطيق الزمهرير ، وأمقتُ الذكريات التي تنهمر كندف الثلج فوق رأسي في هذا الموسم بالتحديد ، شكرتُ السماء على النعمة ، ورضيتُ بالموتِ المؤقت .

 

[سامي الشريم]

أترنح بين الجنون والعقلانية، وبين الهدوء والضجيج، وبين البوح والصمت، وبين الجدّ والهزل. وأودُّ لو أستريح من كل هذا، وأُغمِّضُ عيني إلى الأبد.

 

[سامي الشريم]

حين تعودين، سأنضو ثوب الحزن عني، وسأكتسي ثوب الربيع، وسيكون لي اسمٌ جديدٌ، وميلادٌ جديدٌ، وسأحبك مرتين.

 

[سامي الشريم]

الفرق بين الإنسان الطبيعي والإنسان الاجتماعي عند هنري ثورو
" إن الإنسان الاجتماعي كائن صغير إزاء الإنسان الطبيعي: الأول يعيش في المدينة، وهو محدود الاختبارات والآفاق، له هموم صغيرة تستوعب نهاره بل بعض ليله، وهو يعمل جادَا متعبًا كي يجمع ثروة أو يحقق غاية اجتماعية طول عمره، ولكن الإنسان الطبيعي لا يحتاج إلى أن يكد ويتعب إلا للحصول على طعامه وكسائه، أما سائر وقته فينقضي في الالتصاق بالطبيعة " .

 

[سامي الشريم]

ياه..مرّ وقت طويل لم أرَ ظلّي، ولستُ أدري إن كان يتبعني أم تركني وحدي ورحل!

 

[سامي الشريم]

لم استهن بالصمت قط، إذ إن بيده القوة ليحيل الجمرة الملتهبة داخلي إلى رماد.