بسم الله الرحمن الرحيم
من العلل التي تحتاج إلى أدوية وليس لدواء واحد هي علة (الوسوسة) فنجد البعض وكأنه قد اعتلى الأثير ، وتداعت له الكرامات من كل مكان فتجده في خضم وسواسه أن (فلانًا) يتكلم عنه ، وأن (علانًا) يدبر له مكيدة ، وأن (زيدًا)يحسده ، وأن (عمرًا) يكرهه ، بل تجده ينظر لبعض الظواهر الحياتية البسيطة وكأنها رموز وشفرات سرية لم يتفتق لها إلا عقله ليفسرها بأنها المصيبة القادمة من فلان وفلان ، و لربما تراه في المسجد يصلي ويضع في باله أن فلانًا عليه أن ينظر إليه ، ويمدح نفسه إذا لم يمدحه الآخرون ، وتراه يلهث ما بين معرفة ما بداخل الآخرين ويلهث من جهة أخرى بأن يكون (حديث المدينة) ، وليس أمامه وهو في هذه الحالة من الهذيان المستمر إلا إتّباع مجموعة من الحلول إذا كان يفطن لمرضه ، منها :
-التوكل على الله ، وأن الله هو خيرٌ حافظًا ، وأنه لن يضره أحد ولو اجتمعت الإنس والجن على ذلك ، وضرورة إحسان الظن وبالآخرين مادام لم يرَ الأمر مباشرة أمامه مالم يظهر العكس الذي لا ظن وراءه ، ودون أن تكون أذنيه مقبرة تستقبل جميع الأموات ليضحك الجميع في سرهم على تفاهته وسذاجته ، ولن تجده إلا خاسرًا لجميع من أخلصوا له وأحبوه حين أعطى رباطه لمن قاده بكل استغلال واستغفال بحجة الإخلاص التي لاتنطلي حتى على الأطفال ..
-الإخلاص في أداء العبادات لوجه الله وليس من أجل أن يراه الآخرون ، وكما نعرف فـ(الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي...الآية) ولكن أي صلاة تلك فنحن نرى بعض من يصلى لم ينته عن فجره في خصومة ، أو كذبه في حديث ، أو خلفه لموعد ، أو خيانته لأمانة ، إذا أخلص الإنسان في الصلاة لوجهة الله فقط وإذا كان يؤديها جوهرًا كما يجب أن تؤدى خائفًا من الله وعقابه ، وراجيًا الله ورحمته ، وموقنًا بأن الله يمهل الظالم ولا يهمله بل يمهله حتى إذا أخذه لم يفلته.
-انشغال المسلم بهموم الأمة العامة وبهمومه الخاصة : يحد من الفراغ الذي يوظف سلبيًا من البعض بتتبع الآخرين ، أو أن يعين عليهم ( نواظير) للتأكد من نواياهم ، والتي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى
وقد قيل : ( من راقب الناس مات همًا)
وأخيرًا وليس آخرًا نقول :
( سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)