مسروقات تعود لطفلة المطر
بالله كيف لي أن أكتب شعرًا،
والشِّعر يكتب نفسه / أنت؟!..
أنَّى لي أن أرسم زهرًا،
وبديع الزَّهرِ يرسم نفسه / أنتِ؟!..
بالله من يشعل شمعة تحت سطوع الشَّمس؟!..
من يهدي حُفنة عطرٍ لروض الفردوس؟!..
حنانيكِ جميلتي!.
/
غادر الجمال المدينة..
ذهب بعيدًا عند الخمائل بين الرَّوابي،
والباسقات..
ذهبت أبحث عنه ليعلمني كتابة القصيد،
كيما أهدي ذات نفسي قصيدي /
وجدته عند حافة غديرٍ يغسل قدميه من بقايا الطَّريق!،
وينفض يديه من أثر المدينة!..
ليؤكد القطيعة بينه، وتلك الأرصفة..
جلست إليه بعد التَّحايا، والسَّلام /
ما خطبك؟!..
قلت : علِّمني كيف أكتب شعرًا يا سيدي!..
حدق بي، ثم قال لي : برأسك عينين، وأذنين، وأنف، وشفتين؟!..
قلت نعم يا سيدي!..
قال : أذهب.. أنت شاعر!..
عدت من حيث أتيت، وفي خلوتي فتحت رأسي..
فتشت كلَّ الزَّوايا.. بحثت في أغوار الأقبية الَّتي أخفي فيها بعض أشيائي الخاصة جدًا، غير إني لم أجد برأسي شاعرًا!،
وفي اليوم التَّالي عدت إليه، فوجدته يتكئ الضِّفاف،، وينشر الظِّلال على المنحدر.. نظر إليَّ في إبتسامةِ عارفٍ يعلم بخيبتي!،
ثم قال لي : الشِّعر يكتب نفسه!.. ( ........ )،
وبعد برهة من الوقت أشار نحو السَّماء، وأردف قائلًا : أنظر!..
حدقت في السَّماء!.. نعم ياسيدي!.. ماذا؟!
قال : ماذا ترى؟!
قلت : سحابة ناصعة البياض!
قال : هي طفلة المطر
في خديها لون الطُّهر،
وبين البنان قَطْر ورد..
ترسم زهرة أقاحٍ على سطح الغدير في نقاءٍ أبيض
تتوسطها شفتان "بنت كُروم"،
كطوقِ - في كسلٍ أحمر - حول الرَّحيق رضابها
يترنح رؤياها على مرايا الماء،
كمقلتين في تجاذبٍ لوجهِ الصُّباح!،
وانفاس المساء!.