بالأمسِ ذهبتُ لرحلةٍ بريِّة ..
لستُ مِن هوّاتِه إلى انّ كُل ما يروقني مِن كل ذاك العناء
هي الخُلوة ... خلوةُ الروح
والغوص في ملكوت الله .. وأنا أترقّبُ لحظات وِلادة ِالسوادِ من رحمِ البياض
وأُفُولِ الشمس
في منظرٍ أعشقُ تفاصيلهُ وأتوقُ لإمتلاكِ ريشةٍ وألوان حتى أُجّسدها بلوحةٍ تحكي ..
بِرُغمِ كثرةِ الضجيجِ مِن حولي ... والأنَفاس
إلى أنّي وكعادتي في حالةِ غِياب فِكرٍ ... و وِلادة ِفكرة
والمُسبّبِاتُ كثيِرة ..
ربما لإطباقِ العتمةِ فَكّيها و اغتيالِ النُورِ
أحسسني بسرمديةِ القبرِ..و وحَشتِهِ
ساقنِي الحنَانُ لأرواحٍ فارقتني ولِلأبد
تذكّرتُ كم كانت علاقتي بهم علاقةُ حبٍ فِطري ولا يربِط بأي رِباطٍ سِوى الحُبِ ... والحُبِ فقط
جَدِّي
تِلك السَحنة الملائِكية .. والَتجاعيِدِ التي تُخبِرُ عن عِراكٍ طويلٍ مع الحياة ..
وشيبٍ مُشتعِل
وعينانِ طفى بريقُهما .. ولم يبقى سِوى نُورُ البَصيرة!
وقُوة ُالحدسِ فيَرى ويعَيِ بمُجرد سماع ِالنّبرة
آآآآآهٍ .. ياجَدِي
كم أشتاقُ لبسمتِك وأنت ترفعُ كفيك للسماءِ وتدعو لي بالبركةِ والخير
كم أشتاقُ لحنانك
كم أشتاقُ لدلالِك
كم أشتاقُ لِحَكايَاك
كم أشتاقُ لإفتقادِكَ لغيابي
وتِلك البراءةُ التي كانت تظهرُ جليّةً على قسماتِك
و أنت تهتِفُ فَرِحاً كالطفل بِرُؤيتي والسعادةُ تشِع ُمن عيناك المُعتمة وأنا أرتِمي بأحضانِك فتُربِّتُ بيدكِ على ظهري
وتمسحُ على شعري وتُتمتِم ..
أضاف رحيلُك الثِقلَ لِمفقوداتي
أضاف رحيلُك الحسَرةَ لأِعيادي
أضاف رحيلُك فصلاً مُبكِيا لِحِكَاياتي
فقدتُ مِن بعدِك الدُعاء البريء والحُب الفِطري
والَقلب الملائكِي
كم أشتاقُ إليك