حينما نتكلم عن الوطن..
فالوطنية ليست تلقين لإظهار الهوية..وليست قصائد مدح وخطب ود للظفر بهبة حاكم أو أمير..
الوطنية ياأحبتي هي استشعار الوجود وحب لما حباك الوطن من هوية الوجود..وعدالة وآمان المكان من الحاكم هنا تكون الوطنية..هي استشعار وليست أشعار...هي القامة المجيدة وليست نظم قصيدة..الوطنية :ليست العنصرية بأننا نملك الثروات
الوطنية هي أن بلادنا مسقط خير الرسالات ..دخلت الحرم المكي ذات مرة أيها الأحبة وعند الفراغ من شعيرة العمرة جال في خاطري أن أتجول في أرجاء بيت الله الحرام وكونوا معي ..رأيت الوجوه ومايجمعهم الدين واستحال أن أرى شخصين يتشابهان فسبحان الخالق ..وعند تجوالي في أرجاء المسجد رأيت عمال النظافة بالمئات ما إن يسقط علبة حتى وترفع ..ورأيت كيف أن في ساعة ما تنظف دواليب المصاحف ..وانتقلت وأحسست بظمأ وأنا في المسعى عند أداء عمرتي ووجدت المياه لم تكن باردة ..فوقع في نفسي شئ من التحسر ..وعند تجوالي أحبتي رأيت العامل يدفع بجوالين كبيرة من الماء وظننت أن الماء مثل الأول فقال لي بعد كل ساعتين يغير الماء ببارد ..وفعلا شربت ماء زمزم بارد ..وسألته فقال يبرد دائما وبعد ساعتين يتم التجول لتعبئة الناقص وتبريد الحار ..الله أكبر ..تجولت وكنت خفيف حركة وأتمنى أن أكون كثير بركة ووجدت مصعد كهربائي وعلى متنه ألوف من المعتمرين الأجانب يقلهم بانسيابية ..دون عطل ..تذكرت في تلك اللحظة زياراتي لبعض المطارات تقفل السلالم الكهربائية خشية ثقل مايحمل ..وهنا على مدار الساعة ..
رأيت باحات المسجد ورخام غالي الثمن يمنع احتباس الحرارة لكي لا تؤذى أقدام العباد ..انتقلت إلى السطح وعندها رأيت منظر مهيب جموع غفيرة تؤدي العبادة مكان يستضيف الملايين ..وألوف تؤدي واجب الخدمة ..بلا كلل ولا ملل ..
وشيوخ أجلاء يدعون بالحكمة والموعظة الحسنة لمن شاب دينه بدعة أو خرافة تذكرت بعد فراغي من الصلاة خلف إمام الحرم وبجواري شخص يشوب فعل صلاته بعض الخطأ..نعمة الله بأن هيأ لنا رشد القادة في الدين ..وعلماء أجلاء لابدع ولا خرافات ..فرغت تجوالي والعين تذهل وقلت: بعد فضل الله هذا من فعل من ؟
وكونوا معي من فعل من ؟
نرى مساجد لها قيمة تاريخ في أنحاء المعمورة ملأتها البدع ..وأهملتها يد أهل القرار ..بل إن بجوارها الحانات وبارات الفجور ..وعلى مدار تاريخ الحرم المكي وتعاقب العصور لم يكن تهافت المسلمون على المسجد الحرام كعصرنا هذا لا لصعوبة النقل بل لما يعترضهم عند اداء العبادة ..القرامطة سرقو الحجر الأسود ..كما أن الإمامة بالمسجد الحرام لم تكن كهذا ..فكل على ملته صابت أم خابت ..كما أن النهب والسرق كان حاضرا في بيت الله ..ماآتى بهذا هو أن رأيت رجلا ترك أولاده عند الصفا ليكمل السعي هو وزوجته تركهم بأمان الله ..وقلت بعد أن أفرغ سأعود وعدت ووجدته يلاعبهم بكأس ماء وعائلته ملتفة من حوله ..
سبحان الله ..وبالنظر لحال كثير من مساجد المسلمين في بلدان عدة مساجد لها تاريخ ..وقلت :
وعلى مدار تاريخ آل سعود ولما قد يكون من الحاقدين والحاسدين ورغم قوة السياسة وهيبة ملكهم
لم يمنع حاج من الحج ..ومادعاني فلان وعلان وقد تذكرت كثر :
رأيت حج كربلاء وزيارات البابا وحجه وقرأت وشاهدت رغم أن الله له الحمد هدانا لدينه الحق ولكن قلت لو أن شعائرنا هناك وروادتني :لو كان فلان أو فلان من هيأه الله لهذا الوطن ..
سأجيب عنكم ..سيلحقها بمن لحقت ..
هنا ابتسمت وارتفعت الأكف حفظ الله أخوان نورة حفظ الله أبناء عبد العزيز ..واجتمع في نفسي وستجتمع في أنفسكم ما اجتمع في قلب أخيكم مبدعا ..
وطني له انتمائي ..وولاة أمري لهم مني ولائي ..
أخوكم / عبدالله