أينَ أنتَ يا غسّان ؟

[سارة النمس]

أينَ أنتَ يا غسّان ؟ لقد تعبت حنجرتي من عجن حرف " الغين " الذي يشبه عجينة صعبة المراس لا تتشكل بين أنامل الصوت هذه " الغين " التي لا تنضج أبداً كيفما ازدادت حرارة الشوق في حلقي كم عليّ أن أعض حرف السين من مرة ؟ كي تتذوق أذنك التي تدّعي الصمم، طعم الغصّة العالقة بين شفتيّ ، كم عليّ أن ألوك حرف النون كي تحضر من غيابك المفجع الذي أرهق إنتظاري و أنهك صبري . .

لقد انقطعت أخبارك عنّي منذ الأحداث الأخيرة بتونس ، كنتَ أحد الجنود على الحدود ، و يذاع في بيتي خبر اغتيالك كل ساعة و لكنني لا أصدق . . شيء ما بقلبي يخبرني أنّها إشاعة أو مؤامرة ، ربما فقط هذا الذي يتحدثون عنه رجلٌ يشبهك فحسب طويل كأنت ، يمتلك نفس سمرتك ، نفس بحة صوتك التونسية لكنه ليس أنت ، قلبي يخبرني أنه ليس أنت أنا الآن أحزم أمتعتي و أبحث عن جواز سفري بيدين مرتعشتين ، و بشفتين مشلولتين أحدثك بيني و بين نفسي ، قادمة إليك من قلب الجزائر ، لأبحث بنفسي عنك بقلب العاصمة التونسية بحيّ " باب الخضراء " الذي طالما وصفته لي ، الحيّ الذي أحفظه عن ظهر قلب رغم أنني لم أتواجد فيه بجسدي يوماً . . .

أراني أقف وسط الساحة الكبيرة أمام مسجد " براك الجمال" المسجد ذو البوابتين المقوستين ، ثم أدخل الحيّ من القوس الصغيرة بحثا عن العمارة المغروسة في الزقاق الذي يقابل محطة " علي البهلوان " ، سأدق الباب ثلاثة دقات كما فعلت بحلمي الذي حدثتك عنه ، و ستفتح لي والدتك السيّدة " سارة " تلك التي تحمل اسمي و سأطرح عليها و بلا مقدّمات ، بعد أن أسلمَ عليها سؤالي الوحيد : " أين هوَ غسّان ؟ "

قد تكون رحلتَ إلى إيطاليا دون أن تخبرني لتنقذَ ما تبقى من الحلم . . و شعرت بالخجل من أن تصارحني لأنك قد قطعت وعدا مُسّبقا ، أن أول بلد ستزوره إن خرجت من تونس سيكون الجزائر من أجل أن تطلب يدي . . و لأنك رجل تحترم " كلمتك" و لأنك اضطررت لأن تخلف وعدك رفضت أن تصارحني بعجزك لكنك لا تعلم :
" أنني قد أتقبل أي تصرف منك إلاّ أن تكون ميتاً ! "

فأنا لا أريد أن أكون أرملة و لم تزفني إليك بعد ، لا أريد أن تكون رجلاً أدفنه تحت ركام الكلمات و الورق ، لازلت بحاجة إلى حضورك في حياتي ، أحتاجك أكثر مما تحتاجك تونس ، أحتاجك و أنت تنجز كل المشاريع فوق الأرض و ليس تحتها ، إرحل أينما تشاء ، هاجِر و لكن إياك أن تموت قبل أن ننقذ ما تبقى من الحلم .

سارة النمس

 

[نوف سعود]

سارة , تجيدين حبك التقنيات السرديَّة في القصة ببراعة !

و يذاع في بيتي خبر اغتيالك كل ساعة و لكنني لا أصدق

كثيرًا ما تأتينا الأشياء فلا نريد أن نُصدقها , ورُبما إنكارنا لها قد يأتينا بها !!

سلمتِ قديرتي / سارة النمس ,
دمتِ ودام نبضك ..

 

[نادرة عبدالحي]

هموم الوطن ، المجتمع . قضايا الإنسان هي
من تطارد الكاتب لإنتاج العمل الإبداعي
القصة عموماً عمل إبداعي محض ينضده خيط السرد المحكم و براعة القاص المنصهر
في حل وطرح قضايا ليدركها الجيل القادم

و البداية فى القصة القصيرة بالغة الأهمية لأنها تحدد منذ البدء
الحركة فى القصة....
الكاتبة الجميلة كالجوري
سلمتي يا غالية

 

[سارة النمس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف سعود

سارة , تجيدين حبك التقنيات السرديَّة في القصة ببراعة !



كثيرًا ما تأتينا الأشياء فلا نريد أن نُصدقها , ورُبما إنكارنا لها قد يأتينا بها !!

سلمتِ قديرتي / سارة النمس ,
دمتِ ودام نبضك ..

الله يسلمك الراقية .. نوف
أعتز برأيك و حضورك و قراءتكِ

 

[سارة النمس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي

هموم الوطن ، المجتمع . قضايا الإنسان هي
من تطارد الكاتب لإنتاج العمل الإبداعي
القصة عموماً عمل إبداعي محض ينضده خيط السرد المحكم و براعة القاص المنصهر
في حل وطرح قضايا ليدركها الجيل القادم

و البداية فى القصة القصيرة بالغة الأهمية لأنها تحدد منذ البدء
الحركة فى القصة....
الكاتبة الجميلة كالجوري
سلمتي يا غالية

نادرة عبد الحي
صديقتي الفلسطينية الجميلة ..
يسعدني إهتمامكِ بما نكتب
و ملحوظاتكِ دائماً مهمة
لا حرمنا الله منكِ بيننا

 

[ساره عبدالمنعم]

إمرأة بائسه
أمرأة صدقت وعود الرجال
إمرأه داخل هذه القصة
قلقه بين جدران الجزائر
تائهه في وسط تونس

دائما نقول ..
الغائب عذره معه

قصتك جميله
شكرا لك
جعلتني أمكث بها
حتى ألمتني