اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك
سربال الشمس
محاولة جيدة ولا بأس بها كتبت على بحر ٍ متلاطم مركب التفعيلة الشعرية .. وهو يحتاج نفس شعري عميق ..
وقد حمل النص ومضات شعرية جميلة على سبيل المثال لا الحصر:
فَهَلْ حناني إذا ما ملَّ من حزنٍ=وَنَشْـوَة الرّوحِ يَذْرُوَها رَحَى الشَّبَـمِ
اعتقد أنّ ما أثقل كاهل النص هو التكلف والصناعة الشعرية في قليل من الأبيات ..
والمطلع لو صيغ بصور أخرى لكان أجمل. وبيت آخر .. كذلك : مثلاً:
أيَـا مَـدَى وَرَقٍ قَدْ سَـادَ مِنْ شِيم ِ=لِمَ انْثنَى رَيْشكَ الحاني على العَـدَمِ ؟!
لَعلَّنِي في حياتي نِلتُ مرحمة=إذ اليتيمُ يُصالي صَرخةَ الضّرَمِ
لكني أدعوكِ أن تواصلي الكتابة الشعرية .. فالدرابة والمران باستمرار وتلاقح الأراء والأفكار تصقل الموهبة الشعرية الكامنة داخلك .. ومعها ستتمكنين من الإمساك بعنان اللغة الشعرية/النحوية كاملة ..
|
شكرا لهذا الحضور الذي يتخلله الجمال
ولولا ملاحظاتك ما استقام البحر , وما عدت من جديد لتعديله , وما اكتسبت معرفة جديدة في هذ العلم
لكن أستاذي الكريم , أين يكمن التكلف في المفردة أم في التركيب أم في الأسلوبِ أم فيهم جميعًا ؟!
فأن أكثر ما يهمني في الكتابة النثرية والشعرية , وحدته الأدبية البلاغية المتسلسلة في التركيب من أول النص إلى أخره , لكن لعل خانني هذا الهدف هذه المرة , ولم يكن في صالحي , فهل لي أوضح الصورة التي أردتها من المطلع . و لك النظر فيه , هل أصبت بتفكيري الناقد أم لا ؟!
فهكذا تجلت رؤيتي حين الكتابة, وحدثتني نفسي , مما معنى ( المدى ) يا سربال أليس هي الغاية , إذا ما هي غاية الورق القصوى, أليس القلم , فالورق لا شيء دون القلم يا سربال , لذا كتبت ( أيا مدى ورقٍ ) قاصدة القلم بهذا الأيحاء , فقلمك قد ساد و ارتفع في الثريا , من أين يا سربال ؟! وهل في كتاباتك يا سربال غير الشجن ؟! , إذن سيادة قلمك من شجنك , فلذا كان( أيا مدى ورقٍ قد ساد من شجني )
لكن رأيت بعد فترة سقوطه , ففكرت أن يكون عتبي له بأسلوب استفهام , أنشده لم سقط ؟! ولأجل الوزن أتيت بمعنى مرادف له ( لمَ انْهَوَى ريشك الحاني إلى العدم ) لا أخفي أني فكرت في انجلى وانزوى لكن رأيت ذهاب السيادة الأقرب له في المعنى السقوط .و رأيت انهوى في اللغة يعني سقط , وهكذا كأن تحليلي لتركيب هذا البيت
( أيا مدى ورقٍ قد ساد من شجني = لم انهوى ريشك الحاني إلى العدم )
أم ما تبقى من الأبيات , أحببت فيها أن أجعل القلم كالطير , ورجيت القلم أن يكون كالصقر , لذا قلت
كَمْ كُنْتُ أرْجُوكَ صَقْرًا فيْ رُبَى حَرَمِيْ=يُغْشِـيْ فُـؤُوْل غـُرَابٍ حَـامَ بالأَلَمِ
لَعَلّ أحْـظَ بعيشٍ فيهِ مرحمةً=وَ مَطْعَمٍ ليتيمٍ ذاب منْ ضـرَمِ
وريشةٍ منكَ تبني حلمَ واهنةٍ=فَـرُبّ عُــشٍّ جميلٍ فيْ يَــدِ القَـلَـمِ
وَالْيَــوم حِبـْركَ قَدْ ولّى إلى سَـفَــرٍ=وَصَـارَ عُشّـكَ خَـالٍ مِنْ نَـوَى الكَلِـمِ
أردته يحمي حرمي من الغراب , وقد قيل أنه فأل شؤوم , وكأني من خلاله أعني صفة فيه ألا وهي حومة الحظ البأس , ثم قلت لعل أحظ بعيشٍ فيه أمن ومرحمة من حمى هذا الصقر , فيبعد عني حومة الغراب ( أي فأله المشئوم ) , ويأتي بالمطعم لمن يتمت وجاعت حين ماتت عنها كل معاني الحياة , و لعل يهبني ريشه لأبني منه حلمي , حلم واهنة جريحة سقيمة , فرب من ريشِهِ أبني عُشّ جمِيْل ( حلم , حياة , مسْكن , بالمختصر ككل عيش جميل ) , كانت هذه كلها أمنيات قديمة لأن أظفر بقلمٍ يهبني ما لم تهبه الحياة لي , يساعدني على رمي الحزن , وحصل لي ذلك وولدت فيني ملكة القلم الذي هنا رمزت له بالطير , فرسمت من خلاله أوجاعي وأتراحي طالبة الدفء والسكن والمطعم , لكن اليوم حبره قد جرى مسافرا عني و قد راحل , وصار عُشّ هذا الطير خالٍ من نوى الكلم , وكأن عش الطير , أقصد به الورق الذي خوى من حبر الكلم , فبيت القلم هو الورق . وبيت الطير هو العُشّ , وورقي قد خلا من حبر الكلام , مثل عُش طيرٍ خلا من حَبِّ الطعام , وتوالت الأبيات تنكشف بعد ما مهدت له أوائل الأبيات , مبينة رحيله وسببه , إلى أن صار مني الندب عليه حين أدركت ذاتية قلمي .
فهل أصبت في ترابط الخيال أم التصوير فيه تكلف ؟! فأني لم أرد إلا أن أضع ما أحس به كما هو ؟!
هنا هل في كتابتي للوزنِ خطأ
( ومطْعَمٍ / لِيَتِيْ/ مٍ ذاب مِنْ / ضَرمٍ )
( مَتَفْعِلُنْ / فعلنْ / مسْتَفْعِلُنْ / فعلنْ )
وهل هناك زحاف لـ ( فاعلن ) غير فعلن ؟!
وكل الشكر لك , لنصيب من الوقت رميته إلى النظر في شعري , ولعل بنقاشي هذا يحدث علم لي ولغيري من المبتدئين من معرفتك أيها الأستاذ القدير .