!
ويأخذ رحيلك كل شيء حتى الحنين للوطن والانتماء ..!
ألا ترى أن الأمر ضرب من الطيش ؟ أن يدفعنا الأمان المتعلق بوجودهم ، لأن نربط الوطن بتفاصيلهم هم وحدهم الذين يتقنون الرحيل ، دوناً عن سائر الأشياء سواهم ؟ كان من الأجمل لو صرفنا مفهوم الوطن للأشياء الباقية ، للأشياء الأقل استنزافاً للمشاعر والوجع ، للأشياء التي حين ترحل تحمل خطواتها بعيداً عن الذاكرة ، للأشياء التي حين تنساك لا تحتاجها ! ..
أن يتبرأ مني الوطن إليك لأني اخترتك ، لم تكن ضمن الأفكار الواردة ، هل الوطن الأرض مجرد انتماء أولي ؟ أمر يشبه الطفولة , الصبا .. المراحل التي تنتمي إليها و تمضي بك ولا تعود مهما سألناها برداً ؟ ثم ؛ أنت الآخر لم تخبرني أنه وبعدك تصبح كل المساحات منفى ! ثمة أوطان أقصى حدود البعد عنها تخلق غربة ، لكن دونك أنت فقط يولد المنفى !!