.
.
لا شعرَ .. يَرتوي منْ مَجازكَ
.
1. هُدوءٌ
قالَ لي: هذه وجهةٌ تتأمَّلُ ذاكَ المَدارَ لعلَّ له خُطوةً
لكَ أنْ تشرئبَّ كجيدِ الغزالةِ إذ نفرتْ تتلفَّتُ مَطويَّةً كالنِّداءِ
تفرُّ إلى الرِّيح تنقرُ أحوالَها كيْ تُعيدَ الطبيعةَ منها إلى عُريها الهادئ
2. عُرجونٌ
قالَ: لي جهةٌ أتحيَّزُ منها المَجازَ الأخيرَ إلى هَيأةٍ ما
أنا لستُ أنظرُ إلا إليكَ وأنتَ تمدُّ العَراجين حتَّى تُكوِّرَ لي قمرًا
لستُ أنظرُ ما أنتَ تعرفُ. أدني حجابا عليَّ لأسكنَ في الخائفِ الطارئ
3. صَدايَ مَدايَ
قالَ: أعرفُ أنِّي مُلاقيكَ في لغةٍ ذات ماءٍ صبيٍّ. سأغرفُ
أغرفُ ما لا أشاءُ لكيْ أحتمي بأنايَ عن الضَّوءِ. عيني سَتطرفُ
تكشفُ، للنَّاهباتِ خُطايَ، ارتشافَ صَدايَ لكلِّ مَدايَ وكأسي لمُختلفٍ طارق
4. شرَقٌ
قالَ لي: فانتبه حيثُما أنتَ، واعدُ قليلا لتبعدَ عنكَ وإلا .. فلا تنتبه
كبرياؤكَ حرفٌ تَوهَّمَ، والحرفُ همٌّ، فإلا خرجتَ لتكسو الكبرياءَ بهذا النَّدى
والنَّدى ليلكَ المُتحوِّلُ، بينَ النُّجومِ، عباءةَ شيخ ضرير إذا سُحبتْ فبمؤتلفٍ شارق
5. خرقٌ
قالَ لي: كيفَ تطرحُ أينكَ والأينُ كلُّ حجابكَ ؟ فاطرح إذا ما استطعتَ سَبيلا
سَتجرحُ ذاكَ السَّرابَ بسعيكَ تندسُّ في خرجه. سوفَ تلمحُ ظلَّكَ يَجمحُ وثبا جَميلا
دع الرَّاحَ تَمرحُ شمسا على شفتيكَ ودع ظلَّكَ الجَامحَ المُتبسِّمَ يَقدحُ أينَكَ، يا أنتَ، بالخارق
6. ثورةٌ
قالَ: فاخرج عن الحرفِ واعرجْ إلى لغةٍ لا لغاتِ لها وابتهج
وإذا ما خرجتَ عن الإسم سرتَ خفيفا كأنَّكَ سرتَ فلستَ يرى أحدٌ
لا تُسمِّ الكلامَ ولا تَرتسمْ لسواكَ على هيأةٍ وخذ الصُّورةَ المُشتهاةَ إلى خبر
7. حيرةٌ
قالَ: تلكَ إليكَ بقايا من الصُّور المُشتهاةِ قُبيلَ حديثكَ عن صُورتِكْ
لا تُحدقْ طويلا. ستعبثُ بالقسماتِ المرايا قليلا، وربَّتَما لنْ ترى سورتكْ
امتشقْ بعضَ ليل لتسري وحيدا، كأنَّكَ وحدكَ، لا تستبقْ ما امتشقتَ بلا أثر
8. أقبيةٌ
قالَ لي: أقبيةٌ بينَ حرفكَ أنتَ وبينَ اسمكَ المُختفي في سَمائكَ
فاخشع كأنَّكَ أقبيةٌ تَتجوَّلُ، واجدةً، في كتابِ الظلام بنافذةٍ لمَسائكَ
هاتِ لها شجرا يَتحركُ، أخضرَ واصدع بقولكَ صمتا، وجُسَّ يَديكَ إلى أقبيه
9. أفنيةٌ
قالَ لي: لنْ تكونَ إليكَ فإنَّكَ لي فاتئدْ في الذَّهاب إليكَ فإنَّكَ لي
لستَ ترحلُ إلا سُؤالا عن الكلماتِ وعنكَ فلا تبتعدْ عنْ مُخاطبةٍ هيَ لي
خُطَّ لاسمكَ ماءً إذا ما جرى وخَطَ الحرفُ شيبا إلى اسمِكَ أنتَ وخاط له أفنيه
10. أخبيةٌ
قالَ: أفنيةٌ تستوي خلفَ صَوتِكَ تطوي إليكَ المَجازَ على صَهوةِ الفجر
هلْ كنتَ أنتَ هُناكَ إذا تنطوي، مثلَ خِرقتِكَ البَدهيَّةِ، حتَّى تكونَ إلى غَفوةِ النَّهر
قالَ: فلا شعرَ قد يَرتوي منْ مَجازكَ إلا اختفاءُ المَعاني عن الشِّعر، ضاحكةً، دونما أخبيه
. .