7 :00
...
في غمر حديثنا الصباحي سوياً - كما هي عادة " النفايات من الفتيات " - ومع قهوة الساده من يدها الماهره في كل شيء تصنعه , وبطعمُ الأيطالينو المقُرب الى سلاطة لساني , و أنغام " أم زياد " تصدح كالأذان الخاشع في إثارة الساكن خلف ظهورنا , إنها فيروز الشاهده على صباحات الحُب القديم, وطريق الجامعه الطويل , وأمنيات الليل " بالأمومه " و " الجمال " و" السفر " على أقلِ تقدير ..
كنّا حاضرين أنا وريم في الخيطِ الأول من الصباح , ننسجُ من الكلام " كلاماً " , أوجسراً يوصلِنا إلى العالم بلا كفلة التذاكر , ولاحُزن أمهات ثرثرات , ولا حتى شفقة فقير على وطنه ! تحدثنا بعشوائيه , دون بوصله محدده عن شيء مُعين , الاهم نشعر بأنفسنا المطمورة بتراب الروتين , والملل , والنوم , والأهم من كل ذالك , أننا أحياء أموات بعد هذا الشوط الطويل من " رعب الأختبارات " ..
جائت الرياح محملةً بالغبار واصررتُ على البقاء في الخارج , عنداً في سيطرة هذا العالم الدكتاتوري, حتى في قضاء الوقت, والهواء !
جرى الحديث نهره في مصابِ عده , عن سقوط الجامعه المرتقب على ايديهم , و" لعنة" الأختبارات الحاليه , وهبوط المعدل " في الظغط الدائم " , والسرير الذي سوف يستلقي بنا في سنة مابعد التخرج ..ووجوه الزميلات الـ" مصلحجيه " قبل وبعد الاختبار , ومابينهماا لأمورٌ مؤلمه , وعاريه من الأنسانيه ليس إلا , ليس من اللابق أبداً الكتابة عنها , تقريباً بأسمي الصريح!
.
.
ولسوء الحظ - كما يحدث معي دائماً - أنه لم يحالفني سيد : حظ بالتقيؤ عمداً , وبوجه ريم تحديداًُ , حينما شرعت ساعديها وهندام قميصها البنك , وخصلات شعرها المتناثره على كتفيها بأريحيه , والذي خلتّها ستقوم بشرح مادة الأختبار للعد , لأندهش بأنها تنوي عرض سينما مُقننه عن " كشخة م.ن في اللوك الجديد" , وعن دقةِ خصرها المرُجم بالشد والربط , وأنبثاقة وجهها للعالم شمساً من خلق الانسان , ناهيك عن صرصرة حذائها " الـ **** لايحضرني أسم الماركة النعاليه حالياً , ولكنها من ذوات ِ الـ سبعطشات الوف .. بلا أيّ ادنى اكتراث , امسكتُ الكوب , وسالتها ببراءه , اذا كان بالامكان ان اسكبه على على نهرِ فخذيها ؟! هذا في حال انها لم تكفُ عن الأندلاق المشوب لأحوال النساء السّذج .. " البعض تداركاً لخطورة التصريح"
حقيقةً اشكر ابليس بعمق على خلق هذه الفكره في شياطين رأسي الفارغ من كل شيء الا من شياطينه! , على الأقل كان له النفع المجدي في خلق مسار آخر للتحدث عن , الموت , والصلاه , والعلاقات العاطفيه ..القارصه لوجنتي النساء جميعاً .. وماكان منها الى أن أعتدلت صديقتي عن " م,ن , وحركت الكرسي بأستداره غاضبه , وأخذت تقلبُ في صفحات جوالها , الايفوني لتسمع آخر أخبار " م,و" في حفلة الخطوبه!
بادرتُها كـ رصاصة لاترحم , ولا تميت , ولاتجيد السلك البسيط للطرقات ..
ريم .. [ ماذا لوكان موتي قريباً ] ؟
.
.
أحسستُ لوهلةَ أنها لم تعد تسمعني أصلاً وغلقت نوافذها عن الكون , للحظة شبه طويله , كان للبحر أن يتدفق من عينيها البلوريتان , جمُد لون عرقُها في عيني , ولم استطِع أن اقبِلُه , صمُتنا طويلاً وكأنه الدهر , لم أعبر عن قلبي بطريقه جيده ..كنتُ كما " لاأنا " في الجو الغريب " ..قمتُ الى " لاأين " قبل العاصفه ! طافت حولي الأرضُ أسئلة كثيره , مهندمه , لاتُقدر الى على ربط زرائر السُكوت , والخرس الأبله ..لاأدري , لما تجزع صديقتي من حقيقة الموت دائماً ؟ يُؤرقني أنها تبك ِ على الجثث النائمه , توقظ صلاتها كل ليله , وتعرج بصوتها الى الله
هل يسمعها في كونه ؟!
.
.
لا"أدريّ , أو لعليّ , ادري وأخافُ أن اتذكر اني خذلتُ صوتي يوماً , في ليلة ً كان الأجدر بي أكون مثل صوتِ صديقتي ..
تملكني شعور ساذج , رُبما .. لو أنا رسامه مشهورة , او عازفه لندنيه * , أطل ُ على العالم بفراء باريسيّ , وقبعه من ميلانو , وأكتب أسطورةً لصديقتي ,
لأفجأ أن العالم , كل العالم يقرؤُني , يرسم صورتي في مقدمة الشوارع الرئيسيه , ويتمنى فقط , ان يكون في محل صديقتي " ريم" ..
لـ أكُون ساذجة بالقدر الذي يجعلني حلماً لكل صعلوك ٍ بائس , لايملك مابين فكية وجيوبه !
أعودُ لأجواء ريم , صديقتي الوحيده حالياً , ومستقبلاً , وحتى يبعثُون .. والى ماتشاء السماء ان تجعلنا تحت مظلتها سوياً , دون حيلولة أن تنخر ارضُها حوضيِنّا *
تلك التصورات الكتابيه بـ " كمنجة مجنون " أو بلوحة ً خشبيه , أو بسطور ورقة a4 , أعلقها بمشذب صبري طوال هذه السنين , الذي لطالما تعلق بأستار الصلاه , وثياب امُي!
وخذلوني جميعاً .. لايُهم
الأهم , هُو وجهُها الذي كان ملاصقاً لي , سمعتُ هرولة دعواتها الجادة , سألتُ نفسي بصدق : هل يستحقك هذا الحب؟ أجابني قلبي النائم , واستيقظ على جلجلة يديها في فرقعة الأصابع " إنها تُحبني أكثر من أي شيء , كان أو لم يكُن .. في قلوب البشرْ .. [ ريم ] وماوراء هذه الكون , يحملني على ضلعين , لم تزل , وأن زلت .. هي نعمة من الله , أشكُره عليها , دائماً .. في كلِ براكينها , وأفالكُها العجيبة .. وموتها الذي , لاأحبُ وقعه حية ً كنتُ أو ميته .. تبقى كما خُلقت , خرافية الحس والمعنى , والصورة الحقيقه للأزلْ ..
.
.
حدث أن العالم توقف للحظه , كل نهراُ يحلم أن يكون بحراُ , الا أنه في هذا الصباح , ليتني كنتُ سمكةً غبيه , تقفز الى حضن صياد , ولا يغرقها البحر .. في نومه العميق!
كانت أكواب قهوتنا التي تراقصت على هواء احاديثنا قبل قليل , كأنهن السفن العاتيه , تتلاطم على حواف الطاوله الغاضبه , حتىترقصً ملامحنا في وجهِ الكوب ,
دون مناص من بقائنا تحت رحمة البقاء, والحياه , والصداقه!
المكان , كان شاهداً على بكائها المُر, بكائها موجع , يجعلك في حالة ً غير مهيئه للهواء , تكفرُ كثيراً بأنها دموع تماسيح , تتماهى في قلبك , حتى تغرس نصل الماء , في أوجِ جفافك! عدتُ الى دائرية وجِهها الطفولي , امعنتُ النظر الى لونِ عينيها في البكاء , ماذا عساني ان أصف ؟!
صديقة ؟ أم حبيبه , أواختاً ؟!
الأختُ ا التي لم تخلقها رغبات ليلة في أغوار بيتنا .. لتجعلني الحياه , وحيده كما خلقت , وكما سأموت , وكما سأبعث الى ربيّ ,
إنها أختي التي قدرها العمر لي, وببراعة الفرشاه الانيقه , رسمت الحياه بلون القزح , وعلى ظلام دامس كـ حياتي! , كان وقعٌ صوتها على عتبة صدري مدويّ , يتدحرج الى اوسط ضلعي , ويصرخ! ضحكت بسذاجه على " تعابير حاجبيها المنحوتتان بدقه , وعلقتُ بأستهتار, ريم .. وبعدين!
كما لوأني كنتُ أتعاقبُ الخطوه مع ظليّ المتحرك تحت الشجرة التي تُظلنا , لم تعرني اي اهتمام كما هي طريقتها العصبيه حينما يلجمها الخوف , والقت ظهرها في وجهيّ بلمحة نرد , تماماً كما ولت الحياه , مدبره عن ظهر أبي! .. شعرتُ بها لاتريد التحدث إلي مطلقاً بعد هذا الفزعْ .. و حتى يبدو الباب ملوحاً إلى الأغلاق النهائي, دون مناص هذه الأجابه سوى الانفلات . رمقتني بحنق وغادرت! ذهبت صديقتي إلى حيث أدري . الى سُلما طويلا في بيتنا ..إلى نقطه في الوراء بدت ليّ " هيئه مفترق " إلى الأبد . قلت لها وهي في طريقها المؤدي للخلف :" تبقين " حياةً لي حتى لو أخذها الله ّ " لاأجزم بأنها سمعتني جيداً من فرطِ سرعتها إلى حيث لاتدريّ . ذهبت ريم , وقلبي يتمزق أيّ ممزق , تداركتُ وجهي المهرج الذي بقيّ يعدُ أكواب الهواء , والكراسي الواثبه , والعصافير المُزعجه .. ,حفظتُ مائه عن السيلان تحت قدمي , ووقفت اهندم رمش عيني , لم ابك ِ بشكل واضح , لكني اجزم ان قلبي تدارك القدر بثوان .. و سبقها , ليطفئ دمعها , وتنام بعيداً عن حضني ..
ولوعاد هذا الصبح إلي يوماُ .. لبادرتها في قولي : [ لاأغيب مطلقاً وقلوبكم هيّ " نبضي " ]
ياريم .