الوسم هو فترة زمنية من العام وليس نجماً من النجوم وسمي بذلك لانه يسم الارض بالنبات، كما أن مطره مفيد لتنبت الارض جميع الاعشاب البرية المفيدة ولعل اهمها النفل والروض إضافة الى فطر الكمأه، والوسم اربعة نجوم وهي: العواء، السماك، الغفر، والزبانا وكل نجم مدته 13يوماً.
وعبدالرحمن بن مساعد/ شاعر وسم فى قصائده يزهو الشعر وتنبت القصيده/ النفل.. القصيده/ الخزاما.. القصيده/ النوير
شاعر يقصقص أجنحة الغيم ليكتب بـ حبر/ المطر القصيده الشعريه التى وإن تتبعت أثرها ستجد العشب والربيع
هو " وسم " الشعر وأجمل مافى قصيدته الشعريه أنها تأتى لاتشبه إلا صورتها و" بروازها" ومن الصعب تقليد صوره هى " البرواز" والصوره فى آن واحد
مفردته بسيطه تؤدى الى العمق وبعده عن تعقيد مفردته وبساطتها العميقه هى مايجعل هذه المفرده تصل الى قمة المغنى
وهنا وفى نص الأربعين الذى يسم به عبدالرحمن الشعر وكأنه يتحدث عن ربيعه بـ جده معزى و والده و أمه و وطنه و شقيقه و ابن عمه وهو بهذا التداعى يحيلك الى النتائج البسيطه لـ الوسم.. ربيع وعشب أخضر وزهور ومطر وبالرغم أن فترة الأربعين هى تشكيل لـ فتره من العمر بكل زهورها ونورها وديجورها
إلا أن الشاعر إستطاع من خلال هذا التجربه أن ينتفى من أربعينه الشخوص والأمكنه والأزمنه بكل بياضها:
أربعين من تجارب أربعين من غرابه
أربعين من تأمّل شكّلت ذاتى وميولى
هذا النص يشبه كثيرا حالة " غدير" أمطرته ريشة عبدالرحمن بن مساعد سا ل عبر" شمس" وتلقفته قلوب تحب هذا الرجل/ الشعر
وعوده الى بهاء النص نجد ان لغة عبدالرحمن الساخره: الفاخره حاضره حتى فى نص هو بعيد كل البعد عن سخريه وهو توثيق لمرحله سنيه قضاها الشاعر ولكنه أبى إلا أن يتضمن هذا النص بعض سخريته من الأشياء والأوضاع المهمه والتى رافقت تلك المرحله المهمه من حياته كإنسان قبل الشاعر:
الرضوخ أصبح فضيله وقول (لا) أصبح دعابه
والمشاكل مبتدعها قال: تلزمكم حلولى
:
:
العدو بالحيل قرّب واضح تكشير نابه
وبعضنا لازال يسأل ظنكم أسرج خيولى
:
:
ولايغيب عن شاعر مثل عبدالرحمن بن مساعد" مسحة الحزن الشفيف" فى قصائده والحد الرهيف بين البكاء والغناء يكتب بالمضيئ من المفردات مايجعل كل هذه العتمه فضاءات من نور ويغنى بحزنه ومزنه:
:
وينكم ياربع عمرى؟ من بقى ماصك بابه؟
مابقى لى صاحب أرمى عليه أهون حمولى
الكتابه عن همومى ذنب أفشل فى ارتكابه
هكذا حزنى أنانى غير فرحى للى حولى
من هموم الناس أبنىدافعى لجل الكتابه
ماحسبت حساب ضاقوا بما كتبت أو صفقوا لى
:
:
وفى هذا المطر الكثير من الغيم والكثير من الصباحات النديه والفراشات المرفرفه هنا وهناك وحين قراءتك تلمح كثيرا ان هذا النص به من ملامح الصبح الكثير وبه من الندى الغزير يشبه كثيرا رائحة أرغفة وأيادى طاهره
عبدالرحمن بن مساعد
شاعر كتب قصيدة عاميه عربيه وليست عاميه محليه ومن السهل قراءة مطره فى أى " ضيعه" فى لبنان
أ و" حاره" فى مصر
أ و"سكه" فى أى قطر خليجى أو" شارع" فى المغرب العربى
شاعر " وسم" والوسم عادة لايفرّق بين مكان ومكان كل الأماكن تستحق المطر كذلك هى قصائد عبدالرحمن الإنسانيه كتبت عن كل الهموم الفقر والناس البسطاء الطيبون كتب كمن عاش هذه الحالات بكل تفاصيلها قصيدته هى نبض لـ شارع قد تسكنه ولكنك لاتشعر به كما شعرت به قصيدة عبدالرحمن الإنسانيه
حين تقرأ قصيدته تشعر بقربك من المكان/ الزمان/ الإنسان
وصبري صبر بحّارة
بغوا في اليم محّارة
غشاهم موج كان من الغضب أغضب
وكانوا للهلاك أقرب
لولا كثروا التسبيح
هنا تشعر بتواجدك مع البحاره تشعر بالموج.. البحر.. المركب .. الخوف.. البحاره.. تشعر بتواجدك بالقرب من كل هذه الأحداث وغرقك فى تفاصيل مشهد قصيدته يستطيع بحرفنته الشعريه أن يشعرك بكل هذا دون الحاجه للذهاب الى البحر.
فى قصائده حس نقدى عالى وسخريه تنتهى إلى إبتسامة عتب ربما لك للزمن لـ أشخاص لـ وضع إجتماعى معين
جايز لهم وإلا البحر ..
ما اكثر من الما في البحر... يشربونه
"
"
واليوم !! ... رغم القيود .. رغم الجنود
رغم الحراسة !
ذبابة في قصر الرئاسة
"
"
ينطرح في كل هالدنيا سؤال..
هي حكاية خطبة أو منبر..؟
أو حكاية مجتمع.. عَنْه التَّرَف أدبر..؟
أوحكاية مناهج.. لابد تتغيّر..؟
ما ندري ليه..؟
جاوب يا سبتمبر..!
"
"
فجِّر ودمِّر بلادك .. تدخل الجنّه أفتى بهذا مشايخ آخر الأزمان
"
"
"
حكمة الجمعة
إلعن الظلام .. لن يجدي أن تشعل شمعة
سخرية عبدالرحمن بن مساعد الشعريه تفزز لديك عصافير اسئله يرميها" الشاعر الوسم" لكى يجعلك تلتفت فى كل الإتجاهات دون تحديد جهه لتبتسم ربما منك من الآخرين من أى شئ آخر ولكن أبدا لن تجرؤ على الضحك بصوت عال
عنصرالمفاجأه هى أحد سمات قصيدة عبدالرحمن بن مساعد والتى يتكئ كثيرا على نهاياتها وعادة ماتكون هذه النهايات هى مفاجأه بحق حين قراءه أو حين إستماع وهى مايجعل من هذه المفاجأه غالبا فلاش شعرى
يوم الاثنين اغتنى .. وصار بين الاغنيا ترتيبه الثالث
يوم الثلاثاء الفجر .. مات في حادث
"
"
راح لمه .. وفرحته كبر السما والأرض
وافقت !! .. ابشرك يمه .. لقيتها يمه
سارة اخت حصة مرت منصور ..
ابيها وهي تبيني .. وابغى منك الشور
خلاص يا يمه خلاص .. بقول لهمومي الوداع .. بقول لهمومي الوداع
قالتله امه :
يا ولدي .. بس هذي اختك في الرضاع
لدى عبدالرحمن بن مساعد قدره شعريه رائعه على ختم المشهد الشعرى بعنصر المفاجأه ولديه القدره على ترك الوجوم مسيطرا على قارئ نصوصه الشعريه بـ حرفنه شعريه غير مستغربه ..
التنوع الشعرى فى طرح المواضيع والقدره على النجاح فى كل مايتم طرحه من نصوص هى أهم مايميّز تجربة عبدالرحمن بن مساعد"( الشاعر/ الوسم) قدرته على الكتابه فى التفاصيل الدقيقه للمشهد الشعرى والتى ربما تكون بحاجه لـ كاميرا أكثر من حاجتها لـ قلم وورقه ولنتابع هذا المشهد:
بهو فندق .. بلد غربي .. في فصل الصيف
على ميعاد أو صدفة .. جمع أجناس مختلفة
ولا فيهم أحد وافق .. أحد ثاني على تعريف للمنطق
بهو فندق .. فيه الناس مكتظة
فخامة تكسي الجَنبات
نادل يحمل الطلبات .. على أواني من فضة
هنا تجّار .. يحكوا أسهم وسندات
هنا سمسار .. هنا شاعر .. هنا بنيات
هنا فلكي .. هنا لاعب كره بارع
هنا فنان .. هنا متعهد السهرات
هنا يحكوا عن الأوضة .. هنا يحكوا عن الموضة
هنا يحكوا عن السادات
وبركن ٍ ماهو للصفوة .. بجنب الباب
كرسيين .. حوار يدور بين اثنين حيل أصحاب
ملامحهم تودي يم شرق أوسط
وهيئتهم وحالتهم .. بسيطة أو بعد أبسط
ربما ان الكاميرا التى كانت فى يد السائح اليابانى والتى تبدأ بعد نهاية هذا المقطع لم تكن حقيقة فى يد السائح بل بيد " الوسم" والذى أجاد التقاط تفاصيل ربما تكون دقيقه أو ربما كانت الكاميرا تدور فى عدة إتجاهات لنتابع مشهد آخر:
شفّ الشاعر
هاذيك الحلوه تضحك له
أي واحد ..؟
شفه واقف .. يوقع دفتر لطفله
تخيّل ياخي يقولوا
بإنه يشتري شعره من الشاعر
اللي الشاعر المشهور يكتب له
يا حظه .. وسيم ومشهور
ياليتني أكون مثله
قوم نتصور معه
هنا ربما أجزم ان القلم لم يتدخل فى كتابة هذا النص بل هى " كاميرا" تنقلت فى التقاط هذه الوجوه بكل ملامحها وتسامحها الى الورق كاميرا تحمل فى عدستها: مشرط ولنتابع كيف ينتهى المشهد:
صفعه دوّت بركن ٍ
قريبٍ من هل الصفوة
عِـراك في بهو فندق
جمع أجناس مختلفة
مافيهم أحد وافق أحد ثاني
على تعريف للمنطق
خارج صالة الفندق .. شرطيّين
يقودوا بالحديد اثنين
ملامحهم تودي .. يم شرق أوسط
وهيئتهم .. بسيطة أو بعد أبسط
كانوا أصحاب
في داخل بهو فندق .. بلد غربي
في فصل الصيف
عبدالرحمن بن مساعد الشاعر" الوسم" يكتب بالمضئ من الكلمات الجرئ من اللكمات والتى تبقى فى ذهن المتلقى لفترات زمنيه طويله حين تتابع المشهد السابق وتتمعن كثيرا فى الصور السابقه سترى ان تلك الصوره متكرره فى حدوثها فى كل موسم وهو مايبقى مثل هذا النص حاضرا فى زمانه ومكانه
عبدالرحمن بن مساعد يرتكز على ثقافه دينيه ومعرفيه ايضا وحفظه للقرآن الكريم ونشأته فى بيئه دينيه ساهمت كثيرا فى نضج نصوصه الشعريه
شاعر كتب عن الوطن عن الحب عن السياسه عن المجتمع يستحق لقب:
شاعر" وسم"
من كتابات الشاعر القدير / عارف سرور
أميرالشوق