ماتت ..
وتركت نهار دامس وضوء خافت ..في ذهاب لا يُنتظر بعده إياب ، ويباب يسرق أراضي كانت مشرعة للأحباب ..
دلكت الشمس في بحر مظلم وجفت ينابيع العطاء ومنابع الوفاء وذوت الكلمات في حقول الجزع ..
موحش الليل بسهاده وسياط ذكرياته، بعتمته الموغلة بالألم وطوله السرمدي الذي لا بداية له ولا نهاية ..
أعاصير عاصفة ورياح عاتية تجتث كل عرق بسمه و جذع فرحه و غصن هنا ..
عصافير هاجرت وورود ذبلت وبلابل صمتت وأشجار اصفرت ومواعيد نسيت ومعالم طمست ..
ماتت..
فنحسر الضوء وانكسر الكون وانصهر الوعد ،وبلل الدمع المحاجر والتعب الصوت الحناجر ..
في رحلة أصبح الوجع طريق والحلم طليق والغسق رفيق ، في عنفوان صمت رهيب كئيب ..
رحلت ِرحيل طويل ..
كحكاياتكِ لي عندما أضع رأسي على جدار اليأس وأنت ِتبنين سلما للأمل فأرتقي بك واستقي من حكاياتكِ
غد مرتوي بالنجاح ومبلل بالتقدم ..
رحلتِ رحيل بعيد ..
كبعد الظلام الذي أحاط بي وأنتِ تطردينه بنور فكرك وعزم وعيك ودقة توجيهاتكِ ..
رحلتِ رحيل عميق ..
كعمق الصدق الذي تركتيه في باطن القلب وثنايا الروح ..رحلتِ ..بلا موعد مسبق ولا تذكرة عبور أو أثر خُطى ..
رحيل بلا مُقدمات.. بل قد مات به نبض يركض خلفك وبياض يتساقط طهرا ويرتقي فجرا .
رحلتِ..
ولم يرحل شموخ حب لا يموت وإن طال عليه الأمد وتتالت السنون ..
رحلتِ ..ولم يرحل صمت يضج بداخلي بدموع الأسى ويعج بالحسرة التي أحرقت النبضات وبللت الأوردة حزنا وكمدا ..
رحلت ..ولا زالت الخليقة تتهجى ملامحك في تجاعيد وجهي وتقرأ سيرتك في قصائدي..
وتتعرف على سرديات الحدث وتفاصيل الحديث في خارطة عالمي ..
هناك وعلى ربوة اللقاء كنا نرسم على جبين القمر قصة وفاء تشع فتدفئ برودة المكان وتدثرنا بكل هدوء وحنان ..
هناك كانت الضحكات مصدر سعادة للعالم ومنهل كل بائس ذليل..
فكان الصوت يشنف مسامع الماره واللعب يرتب الحبور في مساحات القلب ومسافات السرور ..
ماتت ..
قالها لي القدر غصة ما .. ولم ينطقها قلبي الذي لا زلتِ تتجولين في عروقه وتشرقين بأوردته وتهمسين لخفقاته ..
ماتت ..
فنامت وحيدة في أضلعي وعامت في مياه وجد ومحياطات فقد .