صمت العالم الرهيب على ما يحدث في غزة يوكد بان امتنا بحاجة الى إعادة ترتيب أوراقها حتى يكون لصوتها صدى, أما مللتم من مشاهد الذل والعار ومن رصدكم لتزايد القتلى العزل والمقابر الجماعية والتدمير الأرعن, نحن والله محاسبون كلا في موقعه على ما يحدث , يقول المصطفى صلوات الله عليه وسلم « توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة الى قصعتها , قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم : بل إنكم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل, ولينزعن الله مهابتكم من قلوب عدوكم , وليقذفن في قلوبكم الوهن , قالوا: ما الوهن يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : حب الدنيا وكراهية الموت «.
الرأي العالمي منذ أحداث غزة يتململ من ظلم اليهود وبطشهم وهذا موشر على زوالهم, إن صمود أهالي غزة وصبرهم على « ظلم ذوي القربى» بالإضافة الى ظلم وبطش اليهود بشارة حق على أن النصر قريب بعونه وتوفيقه فزوال دولة اليهود حتمية قرآنية وحق لابد أن يكون على البسيطة ففي البخاري ومسلم معا حديث مبارك فرسول الهدى صلى الله عليه وسلم قال « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فليقتلهم المسلمون « وهذا نص على المصير الذي ينتظر دولة اليهود فحربهم على غزة قربت القضية الفلسطينية للعالم وجعلت مختلف الأطياف والأديان تعلم بان لامتنا حقا في فلسطين وبأن اليهود أعداء للإنسانية والرأي العالمي اليوم بحاجة ماسة الى إبراز رؤية اسلاميه عالمية تصعد بتعاطف العالم مع غزة الى مرحلة اليقين بأن اليهود لابد من طمسهم وإجلائهم من الحياة بأسرها إذ لا عهد لهم والتاريخ يكشف أقنعتهم فدولتهم أحزاب متناحرة وما كانت هذه الحرب إلا لاهداف دنيئة لاعلاقة لها بحماس وصواريخها فهي لاهداف انتخابية قذرة .
علينا الحذر من أن نكون أدوات لهدم كل القيم التي تكونت منها امتنا واستطاعت بها أن تكون خير أمة أخرجت للناس فلليهود سبل ووسائل في تحطيم مبادئنا غير الأسلحة والتدمير والبطش فهم وقود النعرات القومية والإقليمية والطائفية والمذهبية وأرباب الفتن والحروب وما تأمرهم علينا مع بقية أمثالهم وتقسيمهم للعالم الإسلامي الى دويلات ومشيخات وامارات إلا لكي تكون القوميات متنفس حياتنا لكي لا نكون أمة واحدة, « إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون «.» الأنبياء 92». علينا أن لا نتمسك بأسباب الهزيمة والفرقة والمسارعة لارضاء أعدائنا والقفز الى متاهة قطع الصلة برب العباد والخوف على الكراسي فنحن في الدنيا لن نكون مخلدين .
اللهم اعد الهدوء والسكينة لقلوب الأطفال والأمهات واليتامى والأرامل في غزة اللهم ثبت صمودهم وقربنا إليهم ولا تجعلنا عليهم اللهم عليك بأرباب الفتن وعفن الهذيان فيما يبعدنا عن وحدة صف أمة المسلمين واجعلنا رهبة في قلوب اعدائنا وعلوا بين أمم الخلق أجمعين , اللهم سد أفواه المتاجرين بدماء الشهداء واعز عبادك ووحد صفهم واجعلهم على قلب واحد وكن عونا لهم على أنفسهم واجعلهم الى كتابك وهدي نبيك اقرب .
خارج الحدود
تصبر على مرارة الذل والهوان فهي دافع لاعادة تكوين ذاتك والتقدم للأمام ولو بخطوة يسيرة .
اعمل بقوة عقلك فمهما كانت العواطف جياشة فلن تحافظ على مكتسباتك فالثبات يحتاج لادراك العقل والعاطفة لا تعين على البقاء في قمة الهرم أو الاستقرار في قاعه .
قبل الحذر من الآخرين احذر من نفسك فاتباعك للهوى والانغماس فيه يقودك للهلاك .
...............................................
نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 19 محرم 1430