آلة ذاتية الحركة لقياس كمية دم الفصاد
مقص معدني استخدم للختان يعود إلى القرن الحادي عشر
ألة للتقطير الكيماوي من القرن الثالث الهجري
ينظم "معرض العصر الذهبي للعلوم عند العرب" بالتعاون بين معهد العالم العربي في باريس والمتحف الوطني بدمشق واحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية.
ويضم المعرض مقتنيات من الآثار العربية والإسلامية في المتحف الوطني وتم تعزيزه بوسائل سمعية وبصرية استقدمت من معهد العالم العربي في باريس.
ويهدف المعرض على الخصوص إلى اطلاع الأجيال الناشئة على الخدمات الجليلة التي قدمها العلماء المسلمون لتقدم البشرية، حيث توضح مجموعة من اللوحات المعروضة دور أولئك العلماء في اختراع علم الجبر وتطوير علوم المثلثات والفلك والصيدلة.
وأشارت مديرة المتاحف السورية منى مؤذن إلى أن المعرض يسعى لإيصال رسالة حول اهتمام المسلمين عموما بالعلم ومدى الخدمة التي قدموها للحضارة الأوروبية.
وأضافت للجزيرة نت أن جميع العلماء المسلمين انطلقوا من دراسة علوم القرآن والسنة ثم توجهوا إلى مختلف العلوم، مذكرة بأن الفارابي وابن سينا وابن الشاطر والبيروني علماء اتبعوا تلك القاعدة وحققوا إنجازات مهمة.
والملاحظة الثانية التي لاحظتها منى هي أن العلماء المسلمين درسوا لغة العلم في عصرهم وتعمقوا فيها وترجموا عنها إلى العربية، مشيرة إلى ابتداعهم المنهج التجريبي عبر اتباعهم التجربة كدليل على نظرياتهم.
وقالت إن معظم العلماء المسلمين أبدعوا في عدد كبير من فروع العلوم ولم يقتصروا على مجال محدد، مقدمة نماذج على ذلك ممثلة في ابن سينا الطبيب والصيدلاني والكيميائي والموسيقي والفيلسوف.
وبدوره يرى خبير الآثار والمتاحف أنس المقداد أن المعرض يأتي في وقت عصيب على العرب والمسلمين إذ يعانون فيه من الضعف والتراجع الفكري والمعرفي مقابل الغرب.
وقال المقداد للجزيرة نت إن المعرض فرصة لتنشيط الذاكرة حول الإنجازات العلمية للأجداد، مضيفا أن العرب استفادوا ممن سبقهم من حضارات وترجموها وطوروها بالإضافة إليها واختراع علوم بكاملها.
وأبرزت أمينة الآثار العربية والإسلامية في المتحف الوطني بدمشق رندة شرف أن المعرض يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية: قسم السماء والأرض الذي يعرض للعلوم التي ساعدت على المراقبة والمقاييس والوصف، وقسم الإنسان في بيئته ويختص بالعلوم المختصة بالإنسان والبيئة الطبيعة بالإضافة إلى العلوم التطبيقية. أما القسم الثالث فهو للعلوم والفنون ويكشف العلاقات ما بين النظريات العلمية والمزاولات الفنية.
وضم المعرض عددا كبيرا من المقتنيات الثمينة بشكلها الأصلي, على غرار ساعة ابن الشاطر الميقاتي الدمشقي الشهير وقد تم جلبها من الجامع الأموي في دمشق.
وتوضح أن الساعة الشمسية التي صممها ابن الشاطر تدل على مواقيت كل صلاة بدقة رغم التغيير الزمني في مواقيت الصلاة من يوم إلى آخر وكذا في التوقيت بين الصيف والشتاء.
كما ضم المعرض شروحات لسير العمل في المشافي القديمة "البالمارستان" ،إذ كانت تقسم إلى قسمين: أحدهما للرجال والأخر للنساء، ويؤمن كل قسم منها للمريض المسكن والشراب والفحوصات الدقيقة التي يتولاها أطباء مهرة. كما عرضت أدوات وأباريق وصحونا كانت تستخدم في تلك البالمارستانات.
وتضم إحدى الخزانات معروضات للأدوات الموسيقية وشروحات لاهتمام العرب بالموسيقى كعلم وعلاج لتهدئة الأعصاب، فضلا عن أدوات ومواد كيماوية تعود إلى العصر العباسي وجدت في قصر الخليفة العباسي المعتصم في مدينة الرقة السورية.
* عن الجزيرة