الغالي حمد الرحيمي
تحيه لك أولا ً واعتذار لقلبك
لقد قمت بطرح موضوع بخصوص هذا الشأن بعنوان بين الكوميديا والإستدلاخ , وللأمانه لم أقرأ موضوعك إلا اليوم ولو كنت قرأته ُ مسبقا ً لما كنت طرحت موضوعي المذكور , وذلك تقصير مني لعدم متابعتي جميع الأقسام فالعذر منك .
إسمح لي أن أبدي وجهة نظري بخصوص ما يـُسمى كوميديا , بشكل عام وشكل خاص أيضا ً .
بالنسبه لما قدمه الممثل فايز المالكي في الجزء الأول والجزء الثاني , من وجهة نظري هو بعيد كل البعد عن الكوميدا , فليس هناك تناول للقضايا بشكل يتناسب مع أهميتها , بذات الوقت هناك فرق بين الظرافه والإستظراف , فليس من الضروري أن أصبح مسخا ً لكي أُمتع الجمهور وارسم إبتسامه على شفاههم , فهناك فرق بين أن تضحك الناس لي وأن تضحك علي , محاولة فايز المالكي الفاشله تماما ً كفشل صاحبيه حسن العسيري وصاحبهما الثالث الذي يلعب دور طارق والذي لا يحضرني إسمه كانت أقرب إلى الدلاخه منها إلى الكوميدا , المسلسل بحد ذاته عباره عن موجه كبيره من الإسفاف , ليس فقط لوجود ألفاظ سمجه , وإنما لخلوه من قضايا تستحق أن تكون عمل كوميدي , أو ربما لعدم قدرتهم على إيصال هذه ِ القضايا بطريقه تتناسب معها .
أما بالعموم فأنا أرى أن الدراما الخليجيه عموما ً والكوميديه منها خصوصا ً متأخره بمراحل عده , وتفتقر كثيرا ً مقومات النجاح , تماما ً كافتقار الأردن لذلك أيضا ً ( لكي لا يظن أحد أني متحيز ) , فلنقم بمقارنه بسيطه لما يقدمه الإعلام السوري بما نقدمه , ستجد فراغ كبير في كل أعمالنا , وليس هذا بجديد لكي نلقي بذلك على كاهل التطور لدى الإعلام السوري أو الأكاديميه , فهذا الأمر قديم جدا ً , فإرجع بالذاكره إلى أعمال دريد لحام مثلا ً , شخصية غوار الكوميديه التي لم تذهب إلى الإسفاف , وبذات الوقت كانت تعالج الكثير من القضايا , مسرحية ( غربه ) أيضا ً والتي كانت تعج بالقضايا السياسيه والاجتماعيه وخلافه والتي تم تقديمها بطابع كوميدي لطيف جدا ً , رغم قلة الموارد آنذاك , مسرحية كاسك يا وطن , والتي لا تبارح ذاكرة أي متذوق للأعمال الفنيه الكوميديه الحقيقيه , ميزة الكوميديا السوريه بأنها تزرع إبتسامه على شفتيك تـُبلل خدك وتترك فيك غصة ضاحكه , وكمثال آخر مسلسل بقعة ضوء , الذي أصدر أكثر من جزء وكانت تحوي الكثير من التجديد في كل جزء , وكان يحوي الكثير من الممثلين , وعالج الكثير من القضايا الحساسه جدا ً بقالب الكوميديا بعيدا ً عن الدلاخه المبالغ فيها , والألفاظ النابيه .
ولننتقل أيضا ً للدراما المصريه , ولنلاحظ الفرق الشاسع بين الكوميديا المطروحه لدينا والمطروحه لديهم , ولنأخذ من النماذج القديمه أيضا ً لكي لا تشكل الأكاديميه والتطور الإعلامي فارق كبير , فلنقارن أعمالهم القديمه بأعمالنا الحديثه , إرجع إلى مسرحيات عادل إمام مثلا ً أو سعيد صالح , أو يونس شلبي , ولتلاحظ أن ذكر إسم أحدهم كفيل بأن يزرع إبتسامه على شفتيك , فقط لسببين وهما أن خفة الظل والظرافه هي سمه فيهم أولا ً , وثانيا ً المواد المطروحه من قـِبلهم كانت مكتوبه بعنايه وبواسطة من هم أهل لرسم الإبتسامه , وكتابة ما يثير الضحك دون تحويل الممثل إلى أركوز .
هذه ِ وجهة نظري وأتمنى أن تعذرني على الإطاله