كُلّ المَسَاءاتِ رَماديّة , شَاحِبَة , تَنْزَلِقُ فِي بَحرِ الرّكودِ المُخْتَنِق . خِصْلاتُ الرّياح تَبدُو خَائِرَةُ الهِمَمِ هَذا اليَوم أيْضَاً ،،، الجَمِيعُ مُتَلفّعٌ بِدِثارِ الصّمْتِ فِي تَحَالُفٍ غَيرَ مَحْسُوب لَه ,, حَتّى تِلْكَ القِطّة قَطَعَت مُوائهَا وَ غَرِقَت فِي لُجّةِ تَثاؤبٍ كَسُول ,, وَحْدَهُ ابْرِيزُ النّافِذَةِ يَنْطِقُ بِصَوتٍ طُفُولِيٍّ لَيسَ لَه " مَا أجْمَلُكِ يَا وَردَتِي ..مَا أجْمَلُكِ يَا وَردَتِي " ,, وَ حَيثُ لَا طِفلٌ فِي الجِوارِ فَلابُدَّ انّ خَيالاتِهَا تُشَاكِسُهَا مُجَدّدَاً ,,
أضْحَتْ جَمِيعُ الأفْكَارِ مُتَقارِبَة لا تَحْتَمِلُ اخْتِلافِ التّأويل , حَتّى اذا مَاتَوغّلَت فِيهَا أكثَر وَجَدَتْ أنَّ جَمِيعُهَا يَقُودُ إلى حَقِيقَةٍ وَاحِدَة ,, أنَّ لا مَجَالَ لإعَادَةِ مَاهْتَرَئ مِنْهَا تَحْتَ وَطْأةِ أرْوَاحٍ مُلطّخَةِ بِرَائِحَةِ الغدْرِ لِمَاضيٍ ارْتَكبَت بِحقّةِ فَيضُ ثِقَةٍ تَغسِلُ عَنْ سَطْحِ رُؤيَتِهَا كُلّ مَا يَجْعَلُها تَخْتَنِقُ بِهِ شَكّاً ..
وَ لازَالَ تَسَاؤلها المُثيرُ لِشَفقتِها يَلعَقُ أفْكَارِهَا بَعدَ أنْ تخرّ قواهَا المُسْتَمِيتَةِ فِي مُحَارَبةَ نَبَضَاتِهَا الكَافِرَةِ لَها ,, " لِمَ الحَقيقَةُ مُرّة دَومَاً "... ألأنّهَا تَأتِي مُتَأخّرَة بَعدَ أنْ نَكُون تَجَذّرنَا فِي وَحلِ الخَديعَة إلى حَدٍّ يَصْعُبُ فيهِ حَتى عَلينَا نَحْنُ أنْ تَبْتُرُنَا مِنه ..؟
ثُمَّ ..! مَالّذي سَيَحْدُثُ إنْ تَحَدّثَ الصّمْتُ بِصَمتٍ وَ تَوَارَت الحَقِيقَةُ خَجَلاً بَينَ رُكَامِ الجُبْنِ ...؟
وَ
ارْتِطَامٌ بِحَاجَزِ الصّمْت
....!