يسدل الستار الجمعة 14/3/2008 على معرض الرياض الدولى للكتاب، تاركا جدلا ونقاشات ساخنة وملاحظات محورها الرقابة داخل أروقته، وقيام جهات مجهولة ليست مختصة بالمصادرة بمنع عرض بعض الكتب التي ظهرت على أرفف دور النشر المشاركة ثم اختفت سريعا، والاختلاط بين الزوار والزائرات.
وكانت أيام المعرض شهدت جدالا فكريا بين المتشديين وبين ممن يصنفون بالليبراليين والعلمانيين بشأن السماح بعرض بعض الكتب الممنوعة.
وتفجرت قضية أخرى تخص دخول العائلات مع الرجال والاختلاط الذى أثار جدلا فى الأوساط الدينية السعودية، وهو الأمر الذى دفع إدارة المعرض إلى نفي الاختلاط، مشيرة إلى أن هناك فترات خصصت للعائلات، وأخرى للنساء.
وأصدرت مجموعة من العلماء السعوديية بيانا أكدت فيه حدوث الاختلاط في أروقة المعرض وأثناء الندوات، ووجهت انتقادات شديدة في هذا السياق.
ومن جانبه، أكد د. عبد العزيز بن محمد السبيل وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية والمشرف العام للمعرض في تصريح لـ"العربية. نت" الالتزام باللوائح والنظم فيما يتعلق بالعناوين المشاركة، ومنها استبعاد عرض أو بيع الكتب والمواد الثقافية غير المجازة من وزارة الثقافة والإعلام، ومنع عرض وبيع الكتب والمواد الثقافية المزورة، وغير الأصلية.
وأشار المشرف العام إلى العديد من الفعاليات الأدبية التى واكبت المعرض، منها إقامة حوار مع بعض الناشرين بعنوان "كيف تنشر كتابا"، وكذلك حول المخطوطات اليابانية وفعاليات الطفولة وغيرها، مما يؤكد أن الهدف ليس في عرض الكتب بل في الأنشطة الثقافية المواكبة للحدث.
و حذر د. السبيل زوار المعرض مستقبلا من قيام البعض من مصادرة بعض الكتب دون أن تكون لديهم صلاحيات بذلك، مؤكدا أن هذا من اختصاص لجنة إدارة المطبوعات بالمعرض دون غيرها من اللجان.
وكانت بعض الكتب قد اختفت من أرفف المعرض بعد عرضها مباشرة، أشهرها كتاب صلاة الرجل فى بيته لخالد الغنامي، وكتاب نساء المنكر لسمر المقرن، وكتاب سورة الرياض لأحمد الواصل، وكتاب الآخرون لصبا الحرز، وغيرها من كتب نزار قباني أو محمود درويش أو تركي الحمد وهو الروائي السعودي الذي أثار ضجة في الآونة الأخيره وواجه انتقادا من المتشددين الإسلاميين ووصف بالعلمانية.
وقالت مصادر رقابية لـ"العربية. نت" "إن قرابة الـ35 عنوانا سحبت من دار الفارابي وهي إحدى دور النشر التى شاركت فى المعرض، وأكدت الروائية سمر المقرن لـ"العربية. نت" أن روايتها "نساء المنكر" عمل روائي لا يستدعى كل تلك الضجة، فهو يستعرض حالات نسائية قادتهن أقدارهن إلى السجن، وتقوم بسرد تلك الحالات في الرواية".
وأكد الروائي السعودي ظافر الجبيري لـ"العربية. نت" والذى دشن مجموعته القصصية الأولى بعنوان الهروب الأبيض في المعرض، أن الرقابة أفسدت ذائقة مرتادي المعرض، واتضح ذلك من خلال مصادرة العديد من المؤلفات خلال الموسم الحالي، وهو الأمر الذى ترك ردود أفعال غاضبة لدى مؤلفي تلك الكتب والروايات.
وقال الجبيري "إن العالم تطور وأصبحت تلك المعارض ملتقى ثقافيا خارجا عن أطر الرقابة".
وقد استمر المعرض 10 أيام، شهد خلالها عدة مشادات بين عدد من الزوار والناشرين حول بعض المؤلفات التي سلمت من الرقابة، وظلت على أرفف العرض، واتهمت بأنها تدعو إلى السفور والحرية وخروج الفتاة السعودية من مجتمعها المغلق.
ورد عدد من العلماء عبر مواقع إلكترونية على أسئلة حول الدور التي شاركت ببعض تلك الكتب، فأجابوا بضرورة مقاطعتها.
وأكدت فتيات زرن المعرض أنهن بحثن عن بعض الروايات الرومانسية والشعرية وبعض الكتب التي علمن بمنعها في معرض العام الماضي