(( محمد مهاوش الظفيري في لقاء صحفي مع جريدة المدينه ))

[علي المحمد]

بسم الله الرحمن الرحيم


أحمد العياف - جدة
محمد مهاوش الظفيري شاعر وناقد بدأ النشر منذ عام1987م وفي بداية التسعينات إلى عام 1995م توقف عن النشر، ثم عاود الركض مع بداية عودة مجلة الغدير، ولا زال نتاجه الأدبي منقسم بين الأعمال الشعرية والأعمال النثرية. كل قصائده تدور في خانة الحركة التجديدية للشعر، أما كتاباته النثرية التي قدمها كل تلك السنين، فهي إما مقالات تتحدث عن الشعر والشعراء، أو قراءات لقصائد عدد لا بأس به من الشعراء. لديه مشاريع كتابية عدة، مشارك في بعض المواقع الأدبية وله ديوان شعري إلكتروني من خلال موقع (موفن). لم تقدم له أي عروض للمشاركة الرسمية بأي أمسية. كانت بداياته مضحكة ومدعاة للحزن، لكنها حتمًا كانت نقطة الانطلاق، وأول خطوات السلم، وبداية البواكير، رغم ما بها من قصور وعثرات. ?الكاتب والناقد والشاعر محمد مهاوش في هذا الحوار والذي أكد بأنه أول لقاء، كان لـ ( المدينة ) السبق الصحفي في إجرائه معه.?

ـ كيف تود أن تعرف لنا شخصيتك.؟ ?
حينما أنظر إلى نفسي، تتلاشى أمامي الملامح الفيزيائية لوجهي، وأنظر إلى نفسي من الداخل محاولاً اكتشاف ما بها من عيوب، لتلافيها أو التقليل منها قدر الإمكان وساعيًا لمواجهة نفسي بالأخطاء ما أمكنني ذلك.?

ـ ماذا يعني لك الشعر.؟ ?
يعني لي الشيء الكثير، فهو بوابة التعارف مع الآخر، وهو غذاء روحي للإنسان المتأمل الباحث عن الجمال الإنساني والإبداع الفني، وهو بشكل عام، لغة فوقية لا بد من أن ترتقي بالمطروح على الكلام السائد البسيط المتداول في محاولة للسموّ بذائقة المتلقي.?

ـ هل من الضرورة أن ينـحاز الشاعر لأفكار سياسية يعكس من خلالها رؤيته قضائياً.؟ ?
إنني ضد الأدلجة السياسية في الأدب. الإنسان اللامنتمي هو القادر على الكتابة بحرية، دون أي ضوابط دينية أو حدود أخلاقية أو مبادئ سياسة وأتمنى أن لا أفهم خطأ في هذه النقطة لأن الأحزاب والتنظيمات أعمال بشرية جماعية منظمة، أما الكتابة الأدبية، فهي مجهود إنساني فردي غير مقيّد.?

ـ كيف ترى ساحة الشعر الشعبية..؟ ?
الساحة الشعبية بيتنا الكبير، وخيمتنا التي نستظل بظلها، نجاحها يعنينا ويفرحنا، وقصورها يصيبنا بالعجز ويشعرنا بالإحباط، ومن الطبيعي أن كل إنسان يسعى للنجاح والتطوير من وجهة نظره الخاص به. نعم، تعيش الساحة الشعبية هذه الأيام أجواء مشبعة بالأمراض، وكأن الجو مليء بالفيروسات العالقة في الهواء، وأعنف هذه الفيروسات فيروس ( الهياط ) الذي لخبط الأوراق وشوه الذائقة، وأحيى النعرات القبلية، وكأن المنطقة ككل تعيش أجواء حربية أهلية قادمة.?

ـ شعورك بالتفاؤل الدائم ما أسبابه.؟?
نحن مسلمون، ولا بد لنا من الانصياع لكلام الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) والذي دعانا للتفاؤل، وعلى هذا الأساس من الضروري أن يكون للتفاؤل متنفس فيما نكتب، دون الاستسلام المفرط لهاجس الخوف أو الاسترخاء في أحضان الحزن.?

ـ هل ترى بأن الشاعر الشعبي معني بترجمة تقلبات عصره.؟ ?
هذا ما أعيبه على العدد الهائل من الشعراء الشعبيين، فكلهم مجانين بني عامر. لقد مللنا من الخدود المتعفنة غرامًا، والعيون المثقوبة غزلاً. الشعر الذي لا يهضم المعاناة الإنسانية ولا ينصهر في صخب الحياة لا يعدّ شعرًا، أعني ضرورة الاهتمام بالشعر القادر على حفظ التوازن النفسي بين الذات الإنسانية والمجتمع، والواقع بشكل عام.?

ـ من وجهة نظرك ما الذي ينقص الشاعر الشعبي.؟ ?
ينقصه على وجه الخصوص، الاهتمام الجاد المتمثل بنشر نتاجه الشعري والنثري. يا سيدي الكريم، الجريدة عمرها يوم وبالكثير يومان، والمجلة عمرها شهر، أما الكتاب فسيبقى مئات السنين، والكاتب أو الشاعر الذي لا يُدَوّن نتاجه الأدبي بين دفتي كتاب، سينساه الناس وسينساه الزمن.?

ـ لماذا لم تقم أي أمسية حتى الآن .؟?
لم تقدم لي أي دعوة، حتى مهرجانات الربيع في حفر الباطن، بما فيها من سوء تنظيم ورداءة منتج، لم تقدم لي منها أي عروض للمشاركة.?

ـ من الملاحظ أن الكثير من الشعراء يفتقدون للثقافة التي تدعم أعمالهم الشعرية.؟?
الثقافة هي العمود الفقري للشاعر، وهي الغذاء الروحاني الذي يطيل من عمر الموهبة الشعرية ويجعلها أكثر حيوية ومرونة.?

ما رأيك بسليمان المانع و فهد عافت.؟?
المانع من خلال متابعتي، لم ألمس حقيقة في شعره أفقًا ثقافيًّا، بقدر ما فيه من مواقف إنسانية خاصة، استطاع توظيفها بذكاء ومهارة شعرية فنية ابتكاريه رائعة، وحينما نال ما يريد الحصول عليه، انطفأ قنديل أم هاشم على يحيى حقي ، وتطايرت أوراق ذلك الطائر المغرد، وتلاشى عن الأنظار شعريًّا، وما عاد لشعره ذلك البريق.، وفهد عافت متلون، وهو قادر حقيقة العيش فوق كل أرض وتحت أي سماء، إن تحدث عن الهم أبدع، وإن تغنى في ذاته أجاد، وإن تغزل حلّق بعيدًا عن السرب، وذلك وكما يبدو لي، من خلال متابعتي الجادة لنصوصه الشعرية، أنه مثقف ثقافة عميقة، بل حتى نصه المعنون بـ “الغليون” على ما به من تراجع لم نعرفه عن فهد عافت، إلا أنه أفضل بكثير من نصوص سواه من الشعراء. ?

ـ هل أنت ممن يكتبون تحت تأثير الانفعال المباشر.؟?
حاولت حقيقة الكتابة تحت هذا التأثير ولكنني فشلت أو لم أوفق على أدق تعبير، وأدركت فيما بعد، أن من الأفضل لي، ترك الموقف يتخصب في داخلي، وأن أعطيه فترة للحضانة يعيش فيها بين خلجات نفسي، وكلما طالت المدة خرج العمل أكثر جدّة وجِدية.?

ـ هل فعلاً سوف تحافظ على نفسك محلقاً خارج السرب.؟?
في البدء أود توجيه شكر شخصي مني لك يا سيدي الكريم، على هذا السؤال الذي انتقل عندي من خانة الأسئلة إلى زاوية الإطراء، وهو اعتبارك ما أكتبه تغريد خارج السرب، كما تقول، أتمنى أن أكون كما تراني، وإن كنت كذلك إن شاء الله، سأعدك بحول الله أن أبقى دائمًا، كما تصورتني في هذا السؤال.?
ـ ما هو موقفك من الحداثة وكيف تنظر إليها.؟? للأمانة لا توجد حداثة في الشعر الشعبي، وكل الذين يتطرقون لهذه التسمية لم يفهموها الفهم الجيد، أو أنهم لم يقرأوا عنها بتعمق وفهم وإدراك، وما يوجد في الشعر الشعبي محاولات تجديدية. وأنا حقيقة مع الحداثة في الشعر والفن دون الاسترخاء للموسيقى الداخلية التي خلطت بين النصوص الشعرية والخواطر الأدبية، أما الحداثة المتغلغلة في أمور الحياة لإعادة صياغة المجتمع والنظرة الجديدة للكون والطبيعة فأنا ضدها بقوة، لأننا عرب ومسلمون، لدينا ثوابتنا التي لا نقبل المساومة عليها بأي حال من الأحوال.?

ـ ما الرسالة التي قدمت من خلال شعرك.؟?
للشعر رسائل متعددة، لعل من أبرزها، رفض المتاجرة بالأحاسيس أو السُّكنى بين الرفوف، والاكتفاء بموقف المتفرج، أو الجلوس في المقاعد الخلفية، دون المساهمة في حركة بناء المشروع الأدبي. هذا الذي أسعى له ومن أجله أعمل وأكتب، وهو محاولة تخليص الوعي من فوضى العبث وعبثية الفوضى، والسموّ بالمتناول من الشعر إلى مراتب الإبداع.?

ـ لماذا لا تتواجد من خلال الصحافة شعراً.؟?
لا يربطني بالصحافة إي ارتباط شخصي، لأنني خارج نطاق الشلليات، ولكن إذا خليت خربت، فلا زالت بعض النجوم الجميلة تلمع في السماء، ولعل من أبرز هذه الأسماء حاليًّا (ريمية والفارسي وعبد الله عبيان)، أما خارج السعودية نايف الحربي وفرج صباح وعبد الله الفلاح حامل لواء الصعاليك في جهنم الساحة الشعبية.?

ـ هل لنا بسبيل يرسمه شاعرنا لإبراز المواهب المدفونة وراء جدار الإهمال.؟ ?
لا سبيل لفتح النوافذ إلا بخيارين اثنين لا ثالث لهما، على الأقل هذه الأيام أو وفق ما نعيشه من ظروف، الخيار الأول، مسابقات الشعر التي تقام عبر الفضائيات رغم طابعها المادي الربحي المعروف، والخيار الثاني، مواقع الشبكة العنكبوتية، فالشاعر الناشئ يستطيع الكتابة بها دون التدخل المباشر من أحد، وشاعر النت، هو الوحيد المتصرف بنصوصه، يضع المقدمة التي يراها مناسبة له، أو الخلفية الضوئية التي تروق له، ويبرز نفسه كما يريد أن يتعرف عليه جمهور القراء دون تحكم أو وصاية من أحد ?

ـ ظاهرة المكاشفة من لدن الشعراء ببيع الشعر كيف تراها ..؟?
دليل عدم الحياء من المجتمع، أو الخجل من الذات، وهذا مؤشر خطير على مدى تدني مستوى الطرح الموجود في الساحة. إن هؤلاء البشر الذين يتبجحون بهذا الانزلاق لم يتأدبوا بآداب الجاهلية ولم يتخلقوا بأخلاق الإسلام.?

ـ بعض الشعراء يلجأ إلى الكتابة خلف ستار الاسم المستعار فماذا يعني لك ذلك.؟?
مسألة الأسماء المستعارة من الأمراض التي ابتليت بها الساحة الشعبية، قد أجد العذر للرجل المسؤول أن يكتب باسم مستعار، خشية الفشل أو التعثر في البدايات، كما نجد العذر للمرأة أن تكتب باسم مستعار، نظرًا للظروف الاجتماعية المحافظة، أما الرجل العادي البسيط من أبناء الشعب الذي يكتب باسم مستعار، فهذا منتهى الانهزامية، علمًا بأن الكثير منهم أو أكثر من الكثير لا يحمل أي مواقف سياسية، أو يتبنى أي أفكار حزبية، لكنها عقدة القدوم بوجوه مزيفة وملابس تنكرية.?

ـ يأخذ على ردود القصائد في الإنترنت أنها مجاملة وتفتقد الصراحة ما تعليقك..؟ ?
المجاملات من طبيعة البشر، لكن بعض هذه الردود لا ترقى لدرجة النقد، بل تحاول تجاوزه وتتعداه إلى الانتقاد، في محاولة للتطاول على صاحب النص دون التطرق للنص المطروح، وكثرة التجارب علمتني البحث عن النصوص الجيدة والجميلة للرد عليها قدر الإمكان، والإعراض عن كل ما يتنافى مع ذائقتي، مع تسليمي بمبدأ المجاملات، وطغيان سلطانه القادر على النفوس والقلوب.?

ـ هل ترى بأنك حققت ولو جزءا بسيطا من طموحاتك.؟ ?
الطموح ليس جدارًا نتمنى اختراقه أو تحطيمه، أو بحرًا نحلم بالسباحة فيه يومًا ما، إنه مشروع إنساني متكامل، بدأ من أول يوم تفتحت فيه حواسنا على الأشياء من حولنا في هذه الدنيا، ومن الخطأ الإكتفاء بمجموعة من الآمال والأحلام نسعى لبلوغها أو نحرص على تحقيقها، فلا بد أن تكون لنا آمالنا المتعددة كتعدد وسائل الحياة لدينا، وأحلامنا المتجددة كتجدد الأيام والأسابيع والشهور والسنين?

ـ من خلال (المدينة) صفحة شعبي ماذا تطالب به.؟?
أطالب القائمين على المهرجان الوطني العظيم مهرجان الجنادرية وضع هذا الخيار ضمن أهم أولوياتهم بأن يهتموا بهذه النقطة المحورية لحفظ النتاج الأدبي، وصونه من النسيان، كما أهيب بالرجل الذي نفض الغبار عن سوق عكاظ وأعاد له الحياة، صاحب السمو الملكي الأمير والشاعر خالد الفيصل.?

ـ هل من كلمة نختتم بها هذا الحوار.؟?

أود توجيه شكر حار لشخصك الكريم، الذي منحني من وقته هذا الجزء، للحديث عن نفسي وعن إنتاجي الأدبي المتواضع. فلك مني كل شكر وتقدير ومحبة.

رابط اللقاء

 

[نور]

شكرا اخوي علي على امتاعنا بهذا اللقاء ,,




نور..

 

[صالح العرجان]

علي المحمد


منفرد بما تأتي به فلا ترضى باقل من الفائدة للكل

 

[ريم علي]

يعطيك العافيه ياعلي
ولقاء شيق وجميل للجميل المتميز محمد مهاوش
والذي يثري كل الاماكن التي يتواجد بها فكرا
وثقافه

تحياتي

 

[علي المحمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور

شكرا اخوي علي على امتاعنا بهذا اللقاء ,,

نور..

العفو اختي نور


الشكر لك أيضاً على تواجدك


إمتناني

 

[علي المحمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح العرجان

علي المحمد

منفرد بما تأتي به فلا ترضى باقل من الفائدة للكل

مرحبا صالح


وأنت كذلك ياصاحبي


شكراً كبيره


لأنك أنت أنت