واحمرّّ الحَجرُ خجلاً . - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 5 - )           »          فارسُ الخلود: دماءٌ على صهيلِ العودة! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 1 - )           »          حين تكتبني الخيبات ...بسخريةاسمها "عروبة". مجموعة قصصية (الكاتـب : هشام بلعروي - مشاركات : 0 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4704 - )           »          في حضن النعمة: تأملات أنثوية في الضوء والسكينة (الكاتـب : وهم - مشاركات : 4 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 546 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 593 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3475 - )           »          عاشق في محراب الوحدة! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          خسائرنا الصامتة: سيرة ما لم يُحكى بهدوء! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-2008, 06:40 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي واحمرّّ الحَجرُ خجلاً .


سأل أمّه ذات يوم : لماذا تتلوّن السّماء بالأحمر كلّ مساء ؟

فأجابته : إنّه خجلُ الشّمس من القمر .

ولكنّ رأسَه الصّغير الممتلئ بالأسئلة ما كان ليكفّ :

- ولماذا يحمّر التفاح في بيّارتنا ؟

- خجلاً من الشّمس .

- وهل تشعرُ كلّ الأشياء بالخجل مثلنا ؟

انحنت أمّه عليه لتطبع قبلتها التي اعتادت بها الإجابة عن أسئلته العقيمة , وتابعت حياكة كنزته الزرقاء المزيّنة بخطوط حمراء خجولة .

كان خالد كلّ يوم يحمل سلّة الطّعام التي تعدّها زوجة عمّه ويحملها إليه في مخبأه في الجبل , كان هوا لولد الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك , هكذا قال عمّه يومَ اشتدّ الحصار على قريتهم الصّغيرة وقررّ أن يقود الجماعات المُقاتلة في الجبال .
كان خالد لا يمكن أن يُثير الشَّكّ في نفوس أولئك الذّئاب - كما كان يطلق عليهم أبوه - لأنه يبدو أصغر بكثيرٍ من سنّه فقد كان يُعاني من قصر النّمو . إضافة إلى أنّه ولدٌ ذكيّ جداً فقد كان يعبر ثكناتهم المزروعة على طول الطريق المؤدي خارج القرية دون أن يفكّر أحدهم أن يسأله شيئاً ما .

يوم الجمعة اعتاد أن يصلّي في المسجد مع والده ثم يحفظ بعض الكلمات التي يقولها له ويذهب بها مع سلّة الطعام إلى عمّه .

في ذلك اليوم قال له أبوه كلماتٍ غريبة : قل لعمّك " التفّاح أصبح ناضجاً وحان موعد قطافه " رغم أنّ الربيع كان في بدايته .

عندما وصلَ للجبل , خرجَ عمّه ليأخذ منه ما يحمل . ولكنّه اكتشف على الجهة الاخرى من الجبل قواتاً من العدو تحاصرهم ولم يبقَ لديهم سوى الفرار باتجاه القرية , كان همّه الوحيد خالد .. حملّه وركضَ به وعندَ مشارف القرية اشتبكوا مع قوة جديدة وخرج اهل القرية للمساعدة .. وتعالت أصوات النار ..

وسقطَ خالد مضرّجاً بدمه الذي سال على الحجارة.. وتركضُ أمّه نحوه لتحتضن أنفاسَه الاخيرة على صدرها ..

فيقول : أرأيتِ يا أمّي , حتّى الحجر احمّر خجلاً من دمي !

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.