على مقهى العرب 2 ( عودة النذل) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ماذا تكتب على جدار الوطن ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 1570 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7498 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3897 - )           »          ممنوع دخول الرجال (الكاتـب : فاتن حسين - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 168 - )           »          النهر النبي (الكاتـب : كريم العفيدلي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2 - )           »          طفل الغيم (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          طلقة الطيش (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 7 - )           »          أي شعور ؟؟ وْهو بقا غيره شعور ؟؟ (الكاتـب : تفاصيل منسيه - مشاركات : 11 - )           »          نصوص بلا أجنحة ..🪽🪽 (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 12 - )           »          ليل جابك (الكاتـب : نوف مطير - آخر مشاركة : تفاصيل منسيه - مشاركات : 5 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-28-2024, 08:00 PM   #1
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4577

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي على مقهى العرب 2 ( عودة النذل)



(عودة النذل!)
المنظر: ( نفس المقهى.. الطالب والعامل والعاطل يتابعون شاشة تعرض أحداث الحرب في غزة.. على جدران المقهى مرسوم علم فلسطين.. وأمام المقهى أطفال يلعبون وهم يغنون)
الأطفال: أنا دمي فلسطيني.. أنا دمي فلسطيني..
العامل: ( ينظر للأطفال بشفقة) حسبي الله ونعم الوكيل.. وما ذنب الأطفال؟
الطالب: هؤلاء لا يعتبروننا بشراً.. لقد قالوها.. أهل غزة مجرد حيوانات.. وهذا جزء من معتقد القوم.
العاطل : لقد ظهروا على حقيقتهم.. وأنا الذي كنت أظنهم دولة ديمقراطية متحضرة!
الطالب: ( بسخرية) هذا قناع كانوا يرتدونه فيما مضى لخداع الحمقى.
العاطل : ( محتداً) ماذا تقصد؟
العامل: ( يحاول فض النزاع) لا يقصد شيء .. إنه يتكلم عن هؤلاء الحمير الذين كانوا مفتونين بالصهاينة ودولتهم.. ويتمنون العمل ولو قهوجية في تل أبيب.
العاطل: أخرس.. حتى أنت يا عامل يا حقير ستلقح علي بالكلام ..
العامل: العامل الحقير أفضل من العاطل الحمار المفتون باليهود.
( يهب العاطل ويدفع الطاولة ثم يمسك بتلابيب العامل، ويتدخل بينهما الطالب)
الطالب: يا جماعة هل سنترك الحرب وقتلة الأطفال ونتشاجر فيما بيننا على هذه السفاسف..
العاطل : أية فسافس؟
الطالب: أنتم تكبرون الموضوع..
العاطلنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وهو يضرب العامل على وجهه) ألم تسمع ما قاله لي هذا الحيوان؟
العامل: ( وهو يرسل ركلة جانبية للعاطل) أنا حيوان يا ابن الـ..
الطالب: (يدفع العامل بعيداً ويلتفت للعاطل معتذراً) لا لم يسب أمك والله العظيم..
العاطل : ( بثورة) لا كله إلا الأم.. أنا أمي في العمرة يا كلب..
الطالب: هو شتم كل أهلك، لكنه لم يتعرض لأم حضرتك وأنا شاهد وسامع ..
( يدخل القهوجي حاملاً المشروبات وينظر بتعالي للطاولة المقلوبة ثم للمتشاجرين)
القهوجي: ألم يحذركم المعلم من المشاجرات في المقهى والتعرض للممتلكات العامة؟
( يتوقف الشجار بين العامل والعاطل، ويقوم الطالب بحمل الطاولة ووضعها في مكانها ليضع عليها القهوجي المشروبات)
الطالب: الشيطان دخل بينهم كالعادة..
القهوجي: كله إلا الممتلكات العامة يا أفندية.. تعليمات المعلم..
العامل : ( يطلق زفرة حارة) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..(للقهوجي) هات واحد حلبة للأستاذ العاطل على حسابي..
العاطل: ( يهب محتداً) عاطل مرة أخرى!
الطالب: ( مهدئاً ) هذا هو اسمك في الرواية يا أستاذ فلا تلمنا ولم الكاتب قليل الذوق..
( يدخل شخص رأسه محاطة بالشاش والقطن ولا يظهر من وجهه سوى عينيه وفتحتي أنفه، ويمشي على عكاز)
الشخص : السلام عليكم..( يجلس في أحد الأركان)
الطالب: هذا الصوت ليس غريباً على مسامعي..
العاطل: ( للشخص الغامض) ألف سلامة يا حضرت.. حضرتك كنت في غزة ؟
الشخص: ( بصوت مكتوم بسبب الشاش والقطن) للأسف لا.. ليتني كنت معهم..(بأسلوب خطابي لزج) يا ليتني كنت هناك بين الأطفال والنساء والعجائز..
العاطل : فعلاً الصوت ليس غريباً.. سمعته في فيلم عربي قديم!!
الطالب: ( يقترب من الشخص الغريب) لو كان ما أظنه صحيحاً؟
الشخص: ( مهدداً بالعكاز) إياك أن تقترب مني.. أنا لم أعد أحتمل.. سأموت وستذهبون كلكم في داهية إن شاء الله..
الطالب: إنه أنت!
العاطل : الأستاذ الكبير.. أستاذ العلوج..
العامل : ( مشمراً عن ساعديه) أستاذ العجول عاد مرة أخرى.. يومك أسود من وجهك يا صهيوني يا ابن الـ...
الطالب: ( باستياء ) ستسبه بأمه هو أيضاً؟..
الأستاذ: ( يقوم محتداً ويضرب بالعكاز الهواء ) لا ..كله إلا ست الحبايب!..
الطالب: (يمسك منه العكاز فينكمش الأستاذ في مكانه) أهدأ يا أستاذ يا كبير واجلس..( يخاطب الباقين) لنرى بأي وجه عاد إلينا الأستاذ المتصهين هذا..
الأستاذ: ( بحسرة وهو يشير إلى الشاش والقطن المحيط بوجهه)أي وجه؟ أنا صرت رجل بلا وجه..
الطالب: وهذه حقيقتك..
الأستاذ: ( بمسكنة) سامحك الله يا ولدي.. نسيت أنك كنت تعتبرني أستاذك؟
الطالب: كنت.. ( يدفع إليه العكاز بغلظة)
الأستاذ: أنتم تسرعتم في الحكم علي.. لم تستوعبوا كلامي بسبب هذا الكائن الغريب الذي فرق بيني وبينكم..
العاطل : الأستاذ الغريب لم يفعل شيئاً سوى أنه استدرجك وأنت الذي وقعت بلسانك مثل القفة..
العامل : صحيح.. حتى من يومها وهو يسميك أستاذ قفة!
الأستاذ: خسئت.. وخسئتم جميعاً..
العامل: ( يشمر عن ساعديه مرة أخرى) ماذا تقول؟ يبدو أن العلقة السابقة لم تهذبك.
الأستاذ: لا أنا أسف لا أقصد.. أنا جئت اليوم كي أشارككم نفس المشاعر تجاه القضية.. تعرفون مثلي لا ينبغي أن يغيب عن الحدث الجلل..
العاطل : صهيوني يريد أن يشاركنا القضية؟
الأستاذ: هذه دعاية كاذبة.. أنا منكم والله..
القهوجي: ماذا ستشرب يا أستاذ بكل هذا الشاش والقطن على وجهك؟
الأستاذ: أي شيء بشفاط..
العامل: ( مشيراً إلى فم الأستاذ المغطى بالشاش) وأين ستضع الشفاط.. في أنفك؟
العاطل: أنت بحاجة لعملية جراحية حتى تستطيع الطفح..
الأستاذ: ( بألم) فمي متورم من كثرة الضرب ..
الطالب: هذا أثر حذاء الأستاذ الصحفي إياه..
الأستاذ: حسبي الله ونعم الوكيل.. ( ثم يجفل ويتلفت من حوله)
الطالب: لا تخف.. إنه ليس موجوداً.. لم نره منذ فترة..
الأستاذ: ( بتشفي)وهل يغيب المناضل عن الحدث؟
العامل : الغائب حجته معه.. أراك مستعجلاً وصوله.. يبدو أنك اشتقت إلى مذاق حذائه..
( الكل يضحك.. ثم يخرج القهوجي لإحضار مشروب للأستاذ)
الأستاذ: أنا هنا في حماية المعلم صاحب القهوة..
الطالب: صحيح لولاه لما كنت حياً بيننا اليوم..
العامل : لا أدري لماذا يصر المعلم على جلب هذه الأشكال إلى هنا؟
العاطل: المعلم رجل براجماتي..
العامل: نهار أسود.. المعلم ألحد والعياذ بالله!
الطالب: حرام عليك.. براجماتي يعني..( ثم يلتفت للأستاذ) دع الأستاذ الكبير يجيبك فهو أكثر من يفهم البراجماتية هنا.
الأستاذ: البراجماتية.. أه..( يتنحنح وهو يضرب على يد العكاز كأنه مكبر صوت) البراجماتية يا إخواني هي..
العامل : ( يقطع الحديث ملتفتاً للطالب ) أنظر يقول عليك إخواني.
الطالب : ( موضحاً للعامل في صبر) الأستاذ يخاطبنا جميعاً..
العامل: يا نهار أسود يعني يقصد أننا جميعاً إخوان..
الأستاذ : أسكتوا البني آدم هذا حتى أشرح لكم المصطلح الجديد عليكم..
الطالب : تفضل يا (أسطى)!!
الأستاذ: البراجماتية يا أبنائي هي مذهب فلسفي سياسي يعتبر أن نجاح العمل هو معيار الحقيقة بالتوازي مع التخطبوش الحرقفي المنشطر إلى انبعاج أنوي وانبعاج قلوي بالتزامن مع الضغط الحضاري المؤدي للاضمحلال الأفقي في الارتعاش الكلي ..
العامل : ( للعاطل) يعني لو كان قطع لسانك قبل أن تنطق براجماتية هذه كنا استرحنا..
العاطل: والله لو كنا قطعنا له لسانه ساعة العلقة كنا استرحنا جميعاً..
العامل: والله فكرة..
الأستاذ: ( يلوح بالعكاز في رعب) أنا في حماية المعلم صاحب المقهى..
الطالب: دعونا من التشتيت الذي يجيده الصهاينة دائماً.. ولنعد إلى الكلام في صلب القضية..
العامل: ( باستغراب) قضية! وهل هناك قضية؟
الطالب: طبعاً نسيتم القضية.. والبركة في الأستاذ..
الأستاذ: بالعكس أنا لم آتي اليوم إلا من أجل الحديث في القضية كما قلت لكم.
( يدخل الصحفي الغريب حاملاً حقيبة حاسوب محمول )
الغريب : السلام عليكم.
( يجلس على أحد المقاعد بعيداً كعادته ويخرج جهاز الحاسوب على الطاولة أمامه)
الطالب : الصحفي الغريب وصل في وقته..
( الأستاذ يمسك بالعكاز بتحفز كأنه يحمل سلاح ناري)
العامل: يا أهلاً وسهلاً بالصحافة الحرة..
الغريب: ( ينظر لهم بوجوم) حرة!..( يهز رأسه كأنما ينفض فكرة عن رأسه) كيف حال الجميع؟
الطالب: بخير والحمد لله ( مشيراً تجاه الأستاذ) لقد عاد الأستاذ الكبير..
الغريب: ( ينظر باستغراب ) أي أستاذ؟..
العامل : ألم تعرفه بعد..؟
الغريب : (ينظر للأستاذ بلا مبالاة) الرجل الخفي؟
( يضحكون)
الأستاذ: أنا لن أشارك في الكلام طالما هذا الشخص موجود بيننا..
الغريب: أهو أنت.. يبدو أننا افترينا عليه للغاية..
(يضحكون)
الأستاذ: اختاروا الحديث إما معه أو معي..
الغريب: مع أن معظم الحاضرين قد شارك في ضربك يوم العلقة، لكن بالرغم من ذلك تبدو متسامحاً مع الجميع فيما عداي..
العامل : ( وهو يضحك) لأنك الوحيد الذي كان يضربه على فمه بالحذاء.. لقد أصابته عقدة بسببك.. كلما فتح فمه تألم وتذكرك.
العاطل : المهم تكون العلقة قد جاءت بنتيجة ويكون الأستاذ شفي من أفكاره الغريبة.
الأستاذ : ( يتحسس فمه من وراء الشاش) أنا إنسان متفتح ومنفتح على كل الأفكار..
الغريب : أكيد الفتحات هذه زادت بعد العلقة..
( الكل يضحك على الأستاذ)
الأستاذ : ( يقف محتجاً) لا.. أنا سأنسحب من الجلسة ..
الطالب : أجلس يا أستاذ .. والقضية التي جئت من أجلها؟..
الأستاذ : أخرجوا هذا الغريب من بيننا أولاً.
العاطل : هذه قلة ذوق والله.. الغريب له احترامه..
الأستاذ : وهل احترمني هو؟
العاطل : ( بصرامة وهو يضرب بكفه على حذائه) الصراحة كلنا احترمناك..
( الأستاذ يتحسس وجهه بألم ثم يعود للجلوس)
العامل : صحيح لماذا تتحامل فقط على الغريب.. لأنه غريب؟
الطالب : الغريب هنا صاحب مكان..
الأستاذ : ( بلوعة) وأنا؟ أنا أخوكم ابن القهوة.. تقفون مع هذا الغريب ضدي.. هذا النكرة الذي لا يعرفه أحد.
( تصدر همهمة جماعية غاضبة )
الغريب : ( يقف وهو يكور قبضتيه) أنا نكرة يا ابن القهوة.
الأستاذ: ( بذعر) أمسكوه..
( الطالب والعامل والعاطل يحولون بين الغريب والوصول للأستاذ)
الطالب : الرجل لن يتحمل علقة أخرى.. سيموت ..
العامل : ( باستمتاع) الجلسة مازالت في أولها لما العجلة..
العاطل : ولا تنس أنه في حماية المعلم صاحب المقهى..
الغريب : ( يهدأ ثم يعود للجلوس) عموماً أنا لن أشارككم الحديث فعندي مشاغل أخرى..
الطالب : أكيد تكتب مقال عن الحرب؟..
الغريب : لا.. أهم..
العاطل : عن البطالة؟
الغريب : لا.. قلت أهم.. أهم..
العامل : عن حقوق العمال؟
الغريب : أي حرب وبطالة وحقوق عمال .. أقول لكم أهم.. أهم..
الطالب : شوقتنا والله لموضوع المقال.. قل لنا ما هو الموضوع؟
الغريب: ( يرفع رأسه بشمم) أنا أكتب مقال عن التخطبوش الحرقفي المنشطر..
العامل : ( يصك وجهه ) نهار أسود .. الصحافة انضربت .
( الأستاذ يضحك بشماتة)
الطالب : ( ينظر للغريب بدهشة ) ما الذي جرى؟
الغريب : لا شيء.. فقط استدعاني رئيس التحرير، وطلب مني بكل توقير واحترام ترك موضوع الصهيونية، وعمل سلسلة مقالات عن التخطبوش الحرقفي..
الطالب: كيف؟
الغريب: يبدو أنها توصية من أحدهم.
( الأستاذ يتشاغل بفحص العكاز)
الطالب : ( للغريب) وهل استسلمت؟
الغريب: لا طبعاً.. ( مشيراً للحاسوب ) لقد أحضرت كل المراجع التي تتحدث عن التخطبوش الحرقفي المنشطر وسأعكف عليها ثم أبدأ في وضع الخطوط العريضة للمقالات..
الطالب: أخص!
الغريب: يرحمكم الله.
العامل : لو سمحت يا سيدنا الصحفي.. ممكن سؤال؟
الغريب: تفضل..
العامل: ما هو التخطبوش هذا والعياذ بالله.. سلاح جديد يستخدمه اليهود..
الغريب : ( بتقعر) التخطبوش الحرقفي المنشطر، أم الاضمحلالي المنقعر؟
العامل : أي هباب فيهم.
الغريب: الموضوع كبير جداً.. اصبر حتى تنزل المقالات لتقرأ وتفهم بالتفصيل..
الطالب : ( بحسرة ) حقاً ستترك القضية وتكتب عن التخطبوش الحرقفي هذا؟..
الغريب : وما المشكلة؟ وما الذي سأضيفه أنا لموضوع الصهيونية.. لقد كتبت مئات الكتب والمقالات عنها فماذا كان؟.. انشغلنا جميعاً بالصهيونية وتركنا التخطبوش ..
العامل : اتركه لي التخطبوش ابن الـ... وأنا بعون الله كفيل به.. وأكمل أنت مقالاتك عن الصهيونية.
العاطل : لو تركت الميدان سوف يملئه غيرك..
الغريب : ( بمرارة) البركة فيكم..
العامل : أمرنا لله شوفوا لنا السم إن إن..
الأستاذ : دعوه.. من حق المناضل أن يهتم بمستقبله المهني.. الحياة صعبة..
الطالب : ( للغريب) سمعت عن الحرب العالمية الثالثة التي على الأبواب.
الغريب: وما الفائدة؟
الطالب: كنت أفكر في ماذا لو انشغل الغرب الداعم لليهود بالحرب فيما بينهم، ستكون هذه فرصتنا للاستفراد بالصهاينة..
الغريب: هل تعرف حقاً ما الذي سيحدث لو انشغل الغرب فيما بينهم بالحرب ورفعوا أيديهم عن دعم الصهاينة وتركوهم لنا عراة؟
الطالب: ( بحماس) ماذا سيحدث؟
الغريب: ( يبتسم بمرارة) لا شيء..
العاطل : ولما التشاؤم ؟
الغريب : ليس تشاؤماً صدقني.. نحن لا يوجد لدى غالبيتنا نية حقيقية لإخراج اليهود من فلسطين وإعادتهم من حيث أتوا.. لا يوجد مشروع حقيقي ومتكامل مضاد للصهيونية.. بل بعضنا صار صيهوني أكثر من الصهاينة أنفسهم.. ومن يدري ربما وقف بعضنا إلى جانبهم لو تخلى عنهم الغرب.. غاية أمانينا أن نجعل للفلسطينيين أصحاب الأرض دولة متر في متر بجوار الكيان.. لا أزيد ولا أقل..
الطالب: لهذا تركت القضية وانشغلت بالتخطبوش.. هي الهزيمة النفسية..
الغريب: سمها كما يحلو لك.. فقط أرجوك اتركني أكتب عن التخطبوش أو حتى عن حظك اليوم..
الأستاذ: قلت لكم دعوه.. تعالوا إلي يا أبنائي.. تعالوا إلى أبيكم..
( الطالب والعامل والعاطل يتجهون بأبصارهم نحو الأستاذ.. بينما ينشغل الصحفي الغريب بالكتابة على الحاسوب )
الطالب: ( بمرارة) تفضل يا أستاذ.. كلمنا عن.. عن القضية.. ما رأيك في أبطال اليهود وهم يسحقون بأقدامهم بسمات الأطفال من أجل حقهم التاريخي في الأرض؟..
الأستاذ: ( يشبك كفيه) الحقيقة يا أبنائي..العيب ليس في الإخوة اليهود..( ثم بثورة) العيب عيب الحكومات المطبعة مع الكيان الصهيوني..
العامل: الجدع ده مجنون؟
العاطل : يا أستاذ أنت أكبر مطبعاتي..
الأستاذ: يا جاهل التطبيع يكون بين دولتين .. وليس بين دولة وأفراد هنا وهناك..
الطالب: ( ينفجر) يا أستاذ كيف سيكون هناك تطبيع بين دولتين بدون تطبيع بين أفراد هذه الدول؟ وكيف يكون التطبيع حرام على الدولة وليس حرام على الأفراد.. إذا كان التطبيع هدفه الوصول إلى جعل العلاقات طبيعية بين أفراد الشعوب في تلك الدول نفسها.. ولو فشل سيكون التطبيع بين الحكومات مجرد حبر على ورق ليس له قيمة ولن يصل الصهاينة منه إلى هدفهم النهائي.. أن تنسى الشعوب حقيقة المحتل وتتعامل معه على أنه دولة صديقة وجاره ولها حق الجوار.
العامل : الله ينور عليك.. هكذا الطلبة وإلا فلا.. العلم نور.. أنا صحيح لم أفهم شيئاً لكن الكلام أعجبني.
العاطل : ( للطالب) فعلاً أنتم الأمل في الغد.. (ينظر للأستاذ بقرف) الحقيقة أنا لو كنت مكانك كنت سألقي بنفسي تحت أي سيارة.
الأستاذ : أنتم بحاجة إلى مليون سنة ضوئية حتى ترتقوا إلى فهم أمثالي..
الطالب: وحتى نفهمك نكون قد خسرنا القضية..
الأستاذ: ( بتلقائية) وهو المطلوب إثباته.. ( يضع يده على فمه )
العامل : أه يا ابن التخطبوش... وقعت بلسانك..
العاطل : دمك حلال هذه المرة..
( يقوم العامل والعاطل والطالب رافعين الأحذية ويحيطون بالأستاذ وهو يصرخ)
العاطل: ( يلتفت للغريب المنهمك في العمل على الحاسوب) حذائك يا أستاذ..
الغريب: ( ينظر لهم ثم لشاشة الحاسوب..) أنا حذائي جديد..
العامل : ( وهو يمسك الأستاذ من قفاه) لقد أوقعنا لك بالتخطبوش..
الغريب: ( يشير بكفه للحاسوب) التخطبوش هنا.. تحت يدي..
الطالب: ( يصيح) إياك أن تضل الطريق..
( تخفت الإضاءة ويتجمد مشهد الطالب والعامل والعاطل وهم يحاصرون الأستاذ بالأحذية، وتسقط إضاءة صفراء على وجه الغريب وهو يراقب شاشة الحاسوب.. وصدى كلمات الطالب يتردد..)
الغريب : (يرفع وجهه ويهمس لنفسه ) إياك أن تضل الطريق ( يهز رأسه بمرارة وهو يغلق الحاسوب) إياك أن تضل الطريق..( يهب واقفاً وهو يرفع فردتي الحذاء كل واحدة في يد وتتحول الإضاءة المحيطة به إلى الأحمر وهو يصيح) ملعون أبو التخطبوش.. وكل تخطبوش ..
(ينضم الغريب إلى العامل والعاطل والطالب وتعود إليهم الحركة )
الأربعة : ( يغنون وهم يلوحون بالأحذية) أنا دمي فلسطيني.. أنا دمي فلسطيني.. ( يصرخون) هجوم..( ينهالون بالضرب على الأستاذ وهو يصرخ)
( يدخل صاحب المقهى وخلفه القهوجي حاملاً المشروبات )
المعلم: ( صائحاً بصوت جهوري) شغب في القهوة! .. ( يبعدهم عن الأستاذ بغلظة وتعود الإضاءة لطبيعتها) ابتعدوا عن الأستاذ الكبير..القهوة هنا لها احترامها..
الغريب: ( ناظراً لصاحب المقهى في غل) تخطبوش أخر..
(القهوجي يضع مشروب أمام الأستاذ.. ويناوله العصير بالشفاط.. ويبدأ في البحث عن فم الأستاذ وسط الشاش والقطن لوضع الشفاط فيه)
القهوجي: لا حول ولا قوة إلا بالله.. أين فمك يا أستاذ؟
الأستاذ: أه.. حاسب هذه عيني يا غبي..
الغريب: ( ملوحاً بالحذاء) تتبع الصوت وستصل للفم..
القهوجي : أنا أدخلت الشفاط في ست فتحات حتى الآن ولم أصل للفم..
العامل : ضعها في أي فتحة والسلام.. كله منفد على بعض.
الأستاذ : ( يصرخ) أه.. لقد شوهوني..
الغريب: ( هاتفاً) وهل تشويه المسوخ جريمة؟
المعلم : أنا قلت لكم من قبل.. لا سياسة في المقهى ولا مقهى في السياسة.. يوجد سحلب.. ينسون.. وقرفة.
الغريب: ( بلوعة) والقضية؟
المعلم: ( بسخرية) القضية في النملية!
( إظلام)

 

التوقيع

إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف
واستطبت الترف

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-05-2024, 04:48 AM   #2
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

افتراضي


اديبنا وكاتبنا المبدع عمرو مصطفى
تبارك الله
الادب المسرحي ليس بالسهل كتابته
لصعوبة عناصره وشروطه الواجب توافرها
تجسيد حي وإسقاط مميت لواقع مرير
دمت غدقا مبدعنا ودام غيثك الباهي
مودتي والياسمين

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 07-13-2024, 02:32 AM   #3
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4577

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين مشاهدة المشاركة

الادب المسرحي ليس بالسهل كتابته
لصعوبة عناصره وشروطه الواجب توافرها
تجسيد حي وإسقاط مميت لواقع مرير
مودتي والياسمين
رأيي المبني على التجربة المتواضعة في الكتابة كهاوي: أن عناصر وشروط المسرح التي يعتبرها أساتذة هذا الفن قيود صعبة للكاتب هي ميزة في حد ذاتها .. بعكس الأدب الروائي الغير مقيد بزمان ومكان وعدد شخصيات محددة.. الرواية كالاستاد الضخم يمكنه أن يقطع نفسك ذهاباً وإياباً، بينما المسرح ملعب صغير محدود يمكنك أن تكثف فيه طاقتك الإبداعية دون أن تنقطع أنفاسك ..
ومن جرب الغرق في بحر الرواية حتماً سيحب قيود المسرح.. لكنه لن يشفى من عشق البحر بطبيعة الحال.

كل التقدير لحضرتك..

 

التوقيع

إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف
واستطبت الترف

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على مقهى العرب (مسرحية قصيرة ) عمرو مصطفى أبعاد القصة والرواية 7 06-19-2024 08:23 PM
مجلس وزراء الإعلام العرب يعتمد (21 أبريل ) يوماً للإعلام العربي خديجة إبراهيم أبعاد الإعلام 3 05-27-2015 01:03 AM
قطوف من أدب ( ميخائيل نعيمة ) عماد تريسي أبعاد المكشف 13 10-26-2014 08:57 PM
(( مؤتمر قمة العرب بالرياض )) أحمد الخالدي أبعاد الإعلام 2 03-28-2007 01:36 AM


الساعة الآن 09:51 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.