قيل ويقال: " الناس مخابر ، لامناظر"
ربما نمر على حكمة كهذه مرور الكرام ونحن نعرف ما تعنيه ، ولكننا لم نعرف عمقها إلا عندما نرى من أعجبنا في يوم من الأيام حلاوة كلامه ، أو شكل هندامه ،
ولكن المعدّن تتضح لك نفاسته عندما ( يُحَك) فمنه مايذوب في النار مع ( غباره) ومنه مايزيد لمعانه وتظهر لك جودة أصله ، كذهب نقي كلما أطلق الصائغ عليه النار لينفض من فوقه ( قشرة ) الزمن
كلما أضاء وظهر جماله المخفي بل وبهرك بما لم تكن تتوقعه ..
هذا هو الحال في الحياة مع كثيرين ، فمنهم من لايحتمل مع الأيام قناعه الكاذب الذي غش فيه الكثيرين والذي سرعان ماينصهر عند أبسط الشدائد وتفطن أنه لم يكن إلا هشًا من الداخل ، لاحياة فيه إلا للخراب ..
وهناك من تثبت لك الأحداث أنه رجل صاحب مواقف حقيقة شجاعة ثابتة -أمامك وأمام الآخرين أيضًا- مهما كانت خسائره منهم ، وأنت في هذه الحالة تظل في طور الإعجاب المستمر مرددًا
"مشاء الله لاقوة إلا بالله" خوفًا عليه من صروف الأيام.
قال تعالى : ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)﴾ سورة المنافقون
[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر
وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر ] رواه مسلم
قال الشاعر :
لا خيرَ في ودِ إمرئٍ متملقٍ
حلوُ اللسانِ وقلبهُ يتلهّبُ
يلقاكَ يحلفُ انه بكَ واثقٌ
واذا توارى عنكَ فهو العقربُ
يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً
ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ