كلما دخلت عليها دوما ورق اللعب بين يديها تفنطه تضمر عليه
وتفتحه لتطالع حظها وتستطلع نبوءات الغيب
الورق برأيها مجموعة دلالات ورموز تنبش الماضي .. تقرأ الحاضر وتنطق بالمستقبل
راحت تعرفني على ورق اللعب واسمائه ومعانيه
_ ورقة الديناري تدل عادة على السعادة والزواج والنجاح والربح الوفير
_ ورقة الكبة تدل على الانتقال من مرحلة لاخرى .. انتصار على العدو او تحقيق الاهداف المرجوة
_ ورقة البستوني تعتبر ورقة شؤم تنذر بسوء الطالع من حزن ومرض
_ ورقة السباتي تعني الفشل والحسد واليأس والنكد
سألت صديقتي : اتعرفين ماذا تمثل تلك الاوراق الاربعة ؟
* لا اعرف فقط ماتدل عليه
~ انها تمثل عناصر الكون .. الديناري الهواء .. الكبة الماء .. البستوني النار .. السباتي الارض
* وماذا عن الاشخاص ؟
~ الشاب هو الاله حورس
والبنت هي الالهة ايزيس
والرجل هو الاله اوزيريس
انتفضت صديقتي وقالت بعصبية نعم نعم .. عندما افتح الورق اعتبر البنت الكبة انا والرجل السباتي زوجي والشاب الديناري ابني
اما الست البستوني فهي حماتي بشخصها
وتابعت حديثها تقول لي : تصوري كل مرة افنط الورق لا تطالعني الا ورقتها من بين 52 ورق
~ فسألتها اتعرفين ما يمثله عدد الورق ؟
* اجابت نعم 2 + 5 = 7 " علامة النصر " وسأنتصر ان شاء الله
~ على من ؟
* عليها ...
فضحكت لطرافتها وجديتها في آن وقلت لها :
انها تمثل اسابيع السنة 52 اسبوعا
غضبت ورمت الورق جانبا وسألتني ومن اين لك بهذه المعلومات ؟
~ من الكتاب والقراءة ولكن اتعلمين من اخترع ورق اللعب ؟
* اهل لبنان ايام الشتاء
~ كلا انها شعوب الهند ايام زمان
* اتعلمين انهم اصابوا حين جعلوا للصورة وجهين .. البشر هكذا بوجهين واكثر
~ الوجهان في الصورة يمثلان وجهي الليل والنهار .. الحياة والموت
نظرت لي شذرا وسالتني من اين تأتين بتلك المعلومات
* اخبريني انتِ من اين اتيتيني اليوم ؟ لقد تحول الورق معك الى كرة ارضية وتارة اخرى الى آلهة مصرية واخيرا الى روزنامة سنويه
فلا تضيفي ولا تعترضي على ماقلت والا استبدلت قراءة البخت بالورق بقراءة الفنجان
~ ومن اين تعلمت كل هذه الاشياء ؟
* من الكتاب وكتابي اهم بكثير من كتابك
~ ما اسم هذا الكتاب
* البيان في علم الكوتشينه والفنجان
واتت بالكتاب وقرأت لي فيه هذه السطور :
ممن يمعن النظر في هذه الدروس يمكنه ان يملك اسرار الماضي والحاضر والمستقبل من دون تعب او مشقة او عناء
فأخذت الكتاب من يدها وقلت لها :
الماضي ليس الا تفسيرا لما اصبحنا عليه اليوم والحاضر ليس الا تمهيدا لما سنصبح عليه غدا
والمستقبل لا يملك خفاياه الا خالق هذا الكون
سبحانه الذي خلق الانسان والانسان هو الذي اخترع الورق
فمن اين للورق اذن موهبة العلم بالشيء قبل الاوان ؟
\..