أنياب الشدة بقلم ندى يزوغ
الأيام العصيبة تفاجؤنا و تغتال هناءنا، و تمتحن صبرنا و صمودنا ، و تقربنا من اليقين أكثر ..
فالحقائق تنجلي، و الأصدقاء الأوفياء ينكشف عنهم الغطاء، و الأفكار الناضجة تحل محل المتهورة و المتسرعة، و تأخذ الحكنة كرسي العرش..
الشدة تطلب عمق الإنسان و تطالبه بمغادرة السطحية، و تبعث بداخله كل أنزيمات الثبات، و تخيره بين امتطاء صهوة النجاة، أو الابتلاء بالسقوط و الاستسلام..
الأيام العصيبة تحاصرك عندما تفقد الأقرب للروح، فتحس الخواء بداخلك، بل الفراغ القاتل، فلا تغدو العزلة حلا و لا انفراجا، بل هي تضحي هروبا ليس إلا، إذ الحقيقة تكون واضحة وضوح الشمس، و لكن أعماقنا ترفض استيعاب و استساغة أهوال المصاب ..
أكثر إرهاقا هو الصراع مع الذات في وقت الشدة، لأن التيه يغدو حلبفك، فتتوالى عليك الأفكار، و تمر السوداء منها كشريط أمام عينيك ،فتتوق أن تكون عديم الإدراك ،ناقص الوعي متعثرا في فهم الحقائق..
في الشدة تكثر النصائح ، و التوجيهات، و يتقمص البعض دور البطولات و العنتريات، فتحس لوهلة ضعفك، و أنك راغب فقط في إخراس الذي أمامك لا غير، فأنت تتمنى فقط أن تفرغ ما بداخلك دون انتظار للحلول ..أنت محتاج لدعم نفسي من نوع خاص ..
فلا تجزعن من شدة، فإن بعدها فوارج تلوي بالخطوب العظائم..
ألم الفقد يطفو في المناسبات، فيفتك بأنيابه الزرقاء بسلامك الداخلي، تكثر أنذاك الأسئلة الوجودية، فلا تملك سوى التعايش مع آهاتك، و عليك ملء الفراغ في حياتك اليومية، فألم الفقد يتولى تحقيق المعجزات التي بداخلك، لأن هناك طاقة يجب تفجيرها، و عليك قلب كفتها من السلبية الى الإيجابية ..