المؤامرة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
رثاء متأخر، وعتب على الـ"غرغرينا"! (الكاتـب : حسام المجلاد - مشاركات : 6 - )           »          ورده رقيقه .. (الكاتـب : تفاصيل منسيه - مشاركات : 0 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 529 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 470 - )           »          طفل الغيم (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 518 - )           »          تساؤلات تضج بالإجابة (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 255 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7499 - )           »          {} أؤمِــــــنُ بـِــ ...... {} (الكاتـب : إبتسام محمد - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 190 - )           »          مجرد حلم ......قلمي (الكاتـب : رند حمود القحطاني - مشاركات : 12 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2023, 09:12 AM   #1
محمد نديم علي
( كانب )

الصورة الرمزية محمد نديم علي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 المؤامرة

معدل تقييم المستوى: 0

محمد نديم علي غير متواجد حاليا

افتراضي المؤامرة


المؤامرة
قصة بقلمي

أعلم أن ما سيصيبني منهم شيء رهيب. لذلك اقشعر بدني حين أدركت ، أنني هدف ثمين لهم .. وأنني على قائمة المطلوبين. أنا الآن مطارد ، مذعور كفأر في زاوية، مرتعش ككلب أجرب، يتناوله الصغار ضربا وركلا وقذفا بالحجارة. أنا الآن في مباراة غير متكافئة، وفي سبيلي للدخول في معركة لا قبل لي بها، ولا أملك لها سلاحا لأزود به عن نفسي. كيف حدث ذلك ، لا أدري، ولم كل هذا العناء، لا أعلم.
ما أعلمه يقينا، أنني الآن محشور في زاوية، وقد ضاقت بي الدنيا.
حمدت الله أنني لم أتزوج بعد ، فتضيع ذريتي في ذلك المعترك المخيف.قبل أن تضيع ثروتي ، وشقاء عمري.
وأتوه في ألاعيب البشر لاسيما النساء؛ وأنا حريص, لا أركن إليهن، فهن السالبات أمنا ،المبتغيات ذهبا، الشغوفات بالمظاهر. كما أن كثيرا من الرجال نصابون.
أحمد الله أنني (بزوري) .. ومستعد للمواجهة.
&&&&
رغم نبضي المرتعش، وارتباكي الواضح، كان علي أن أتحرك لأنجو بنفسي سأغادر الحي ، نعم بل المدينة كلها ، وسأختفي تماما من أي مكان ، سبق وأن رأوني فيه.
تسللت من مسكني في الطابق ال ١٥ عبر المصعد، لذلك البرج الذي أقطنه منذ رجوعي لوطني ، نعم وطني، من هجرتي الطويلة، شغلني عن نفسي فيها ، الصراع على الأرزاق، وتكديس العملات الأجنبية, التي اتسلمها هنا بالعملة المحلية، فأنا وطني متحمس !!
(كان يتظاهر بالهدوء ، رغم أن كل ذرة فيه كانت ترتعش.)
(يجب ألا يراني أحد ، بل يجب ألا ألفت نظر حراس المبني، وعمال الجراح، فما إن يروني مهرولا ، وبطيبة أو سذاجة ، يبادرونني مهرولين أيضا :
مرددين اسمي بصوت حهوري ،،
( يا للفضيحة) :
خير يا باشا في حاجة؟
ولأنه بالفعل في حاجة ! لكنني لا أريد لأحد أن يعرفها . رغم أن كل كياني كان يدفعني بأن أصرخ .. النجدة النجدة.
كرامتي كرامتي .. ويا للفضيحة إن انكشفت، وربما هم من سيبلغ عني.
&&&&
تحرك بي المصعد هابطا ، كما هبطت معه أنفاسي إلى بئر من الذعر.لمجرد تخيلي بأنني سأكون في الشارع بعد لحظات.
( أفلا تهدأ قليلا...! الشارع أكثر أمنا, من أن يصيدوني في شقتي ، كجرو أجرب، أوباش.لن أمكنهم من نفسي).
(بمحرد أن فتح باب المصعد، حتى صدمه وجه قريب له)
الذي بادره بابتسامتة صفراء :
(فينك يا راجل . لك وحشة والله... إيه على فين كدة؟
أنا حتي جاي لأزورك والا أنت مش عايز ألناس؟ )
كان الزائر يتحدث بسرعة ، غير تارك له أي الفرصة حتى أن يرد.
- لا.. لا .. إزاي بس .. أهلا وسهلا .. تشرف!
(تزورني!! أي ريح ألقت بك علي هنا ...مالذي ذكرك بي كي تزورني ، وأنا لم أر رقعة وجهك منذ عشرين سنة.. ؟ هأو ... كنت فين من زمان ؟!.. لا لا ... هو معهم بالتأكيد .. وقد جاء يستدرجني، ويسلمني لهم ع المفتاح .. لا لا .. لن يحدث .. ولابد لي أن أتخلص من ذلك اللزج، فورا).

بمجرد دخولهما المصعد .. ضغط على ذر آخر طابق في البرج، ورجع بسرعة للوراء خارجا منه ،مغلقا الباب بسرعة.ليىأخذ ذلك القريب إلى أعلي.
( نعم هكذا ..فمع وصول المصعد إلى الطابق الأخير ، ومحاولة ذلك اللزج النزول مرة أخرى، سأكون قد اكتسبت عدة دقائق ، لأفر منه،وأختفي في هدير الشارع المزدحم.
،&&&&
صدمه هواء الفراغ المحيط، وضوء شمس الأصيل، وهدير العربات. فانكمش خلف جدار، يراقب الشارع من طرف خفي،
(نعم ،هم بالتأكيد يراقبون المكان. نعم نعم .. هاهم هناك على باب المتجر، ولن يكون بينهم حديث إلا بخصوصي، نعم .. بالتأكيد ،، أنهم يسألون عني. نعم نعم ،،. لقد وصلوا الى هنا)
ازداد ارتباكا ورعشة.
(إلى محطة القطار إذن ، سأسافر.. سأقفز في أول قطار الى أي جهة ،، لا يهم.. لا يهم الى أي مكان يقلني.)
تلفت يمينا ويسارا، ثم قفز الى نهر الشارع عابرا الطريق نحو المحطة.
جفل عندما أطل من وراء كشك للسجائر، فرأى على البعد عربة للشرطة.
(الأنذال. لقد فعلوها ... كنت متأكدا بأنهم سيبلغون عني.
رغم أنني لست مجرما ، ولا لصا،أنا عصامي منكود. ، فإن مدخراتي التي جمعتها بالدم والدموع، والتي توفر لي دخلي الشهري، الذي يحميني من الالتحاق بطبقة المثقفين المتسولين، قد صارت مهددة من جراء حرب في جزيرة القرم!
، لم ولن اعترض، لكنهم الآن يضعونني في زاوية الاتهام.ربما ظنوا أنني ألعب في السياسة خلسة؛ أي سياسة تلك التي يتهموني بالعبث فيها؟ فأنا لست عضوا بأي حزب سياسي، أو صاحب أي منصب رسمي، فأنا رقم، بين أرقام،أقوم بواجبي في طاعة وصمت، بين صفوف الجماهير، فأنا لا شأن لي بتلك الألاعيب.
(سيدي المحقق: أعتذر .. أعتذر أقسم بالله أنني من حزب جنب الحيط. فأنا كأجدادي وأعمامي من مؤسسي ذلك الحزب، فلسفتنا أن المشي إلى جانب الحيط هو رأس الحكمة.
، ألا ترى ذلك الجرب الذي قد لحق بألوان الحوائط في بلادنا ..إنه من كثرة احتكاك أكتافنا بها.قرونا ونحن ملتزمين بجانب الحيط،فالظل أكثر أمانا ، نتقي فيه الجوع ،بأن نسكن قاع سلة الخبز الفارغة، ففي قاعها، الكثير من النخالة!)
&&&
كان قابعا وراء الكشك الخشبي الذي تظله شجرة ، يهمهم ويتمم مرتعشا ، وهو يختلس النظر الى هناك حيث الكمين الأمني.
-يا أخينا يا أخينا أنت يا شحط!
جفل مذعورا على صيحات فتاة الكشك.
-أنت قاعد هنا ليه ؟... ما تغوز إلى أي مكان آخر لتقضي فيه حاجتك.
كظم غيظه ، (أنا أتهم بتلك الفعلة في الطريق العام؟؟)
كتم غيظه .. فصار مشردا، مذعورا، وكاتما لغيظه أيضا.
(على أية حال ، هي أفضل من غيرها .. انحصر اتهامها لي في التبول.لكنها بالتأكيد واحدة منهم .. قد تنكرت في الكشك، وبالتأكيد ستغمزهم كي يمسكوا بي.)
قفز من رصيف إلى رصيف في الاتجاه المعاكس للمحطة. أشار إلى الميكروباص القادم من هناك، الباص محمل بالقادمين.مقعد يتسع لثلاثة احتلته أمرأة شابة، تحمل طفلا ،وإلى جانبها كيس ضخم يحوي أشياء لا يعلمها.
- خش خش جمب الست.
صرخ السائق في عجلة. فعليه أن يذهب بهذه الشحنة ، ثم يعود مسرعا للحاق بموعد القطار القادم. اركب وخلصنا .. صاح جميع الركاب.
قعد مرتبكا ، كان يحاول أن يحشر جزءا من مؤخرته إلى جانب ذلك الكيس.
تأففت الست قليلا.
السائق : اطلع يا أستاذ وخلصنا.. اللي مش عاجيه يشيل أجرة الكرسي كله.
تمكن من اللحاق بزاوية من المقعد.انطلق السائق في غضب، مطلقا سيلا من السباب، على الظروف ،والحمير، وقلة صبر البشر.
(يقصد الظروف، ربما يعاني مثلي، لكن ماذا كان يقصد بالحمير! ما علينا.
لعله منهم أولئك الذين يطاردونني، وسيأخذني مع هؤلاء المطلوبين.)
طرق أذنيه سؤال السائق :
على فين ؟
مد يدا مرتعشة بالأجرة
: .. أخر الخط أخر الخط.
هو لا يعلم أين ذاك آخر الخط .. ولا إلى أين يحمله الباص.
لحظات، ربما شعرت بالحنو والإشفاق، وهو معوج الظهر منحينا. يكاد رأسه تخرج من نافذة جانبية. نظرت إليه المرأة كاملة الطفل ،ثم سحبت الكيس إليها، مفسحة له مجالا على المقعد ، ألقى صاحبنا
بكل ظهره ، مستندا على المقعد، مادا رجليه ، فاردا لعضلاته التي تقلصت حد الألم.لحظات بعد استقراره في جلسته، إذا بالسيدة الشابة تلقي بالطفل على ركبتيه.
( أها ..تلك إذن مؤامرة أخرى .. نعم نعم .. من تدبيرهم .. اختطاف طفل ... تهمة جاهزة وتلبس يا معلم ..
لم يلق بالا للطفل فوقه ، وعزم ألا يلمسه).
كاد الطفل أن يسقط جراء توقف مفاجيء للعربة.
- جرى إيه يا أستاذ .. الناس لبعضها برضو ..ما تسند الواد .
&&&&
انطلق المايكروباص عبر الشارع المزدحم.السائق يوزع بالعدل ، كلمات السباب الفاحش ، على غيره من السائقين.
- تلاقي أمه شاريها له.
على شاب ، كسر عليه من اليمين.
- يلعن ... واد سيس ابن و... ة.
_ هي الستات بتعرف تسوق. ما تقعدوا في بيوتكم ربوا عيالكم.
ألقي بتلك الكلمات على شابة ربما تخرجت لتوها من دورة تدريبية فاشلة في قيادة السيارات.
أشفقت عليها ، أقصد سيارتها الجديدة!
واشترك الركاب في حفل السباب والانتقاد مجاملة للسائق:
-:يا عم الناس دي بتسوق منظرة بس.
- معلش يا أسطى.. هدي أعصابك.
--عالم لا يهمها الفلوس، وناسه تأكل طين.
كان الطفل على ركبتي صاحبنا، كثير الحركة، ضاحكا ، متململا .. يشد نظارة صاحبنا حينا، فينتزعها منه برفق وغيظ ،كي لا ينكسر الشنبر. يخطف القلم من جيب قميصه، فيخلصه من بين أصابعه الصغيرة بالكاد، كم يخلص دجاجة من فم ثعلب!فيتأفف ويزفر في غيظ.
فتبادره الأم:
معلش يا أستاذ.. الناس لبعضيها.
فيسكت. لا يدري ما الذي يفعله صوتها له ،ليسكت فيه غضبه ويعيد إليه سكونه ؟؟؟؟
الطفل الشقي ، يشد الرجل من أذنيه ،وقد جلس على ركبتيه كمن يمتطي حصانا. فصارا وجها لوجها. وأصبح وجه الرجل مسرحا مفتوحا لمشاغبات القرد الآدمي.
الصغير.
&&&
- يادي اليوم اللي مش فايت.
- -ما هو باين من أوله.
- الظاهر الطريق واقف.
- يا مسهل يارب.
- - هي الناس ناقصها تعطيل؟
- بيقولوا كمين.
- أول مرة يكون هنا كمين.
- - دا شارع تجاري.
(أها .. هم .. نعم هم ،
لقد أفلت منهم عند المحطة، وهاهم يلاحقونك في هذا الشارع المزدحم، كي يمسكوا بك في الزحام، وربما يساعدهم كل ذلك الحشد من الناس، في القبض عليك ،وربما صفعوك على قفاك مساهمة منهم لرجال الأمن !
ود لو صرخ في وجوه الناس .. لست متهما بأي جرم . جنائي أو سياسي وأقسم بالله .. أيها الخبثاء .. أبلغتم عني لتحيطوني بالرعب حتى أنهار من الجنون.كان صدره يدمدم بصرخاته الصامتة)
توقفت الحركة في الشارع تماما.ورجال أمن يدسون روؤسهم من شباك السائق يدققون النظر في أوراقه الثبوتية، ويتفحصون وجوه الركاب، الساكنين في مقاعدهم في صمت.
كان عليه أن يحتضن الطفل أكثر ، يتظاهر بملاعبته ، مدعيا للرائين أن الولد ولده.
استدار قليلا في مقعده لليمين، معطيا ظهره لشباك السائق الذي سيطل منه حتما الوجه الأمني كي يتفحص سحنات الركاب.
وانهمك صاحبنا في ملاعبة الطفل ومداعبته.
كأنه يرى الطفل لأول مرة، فهو طفل على أعتاب الصبا، ممتلئ الجسد ، منتفخ الخدين الحمراوين ، لا نعلم ان كانت حمرة طبيعية ،أم كانا ملوثين بألوان حلوى قد أكلها منذ وقت سابق طويل ، واكتشف في الصبي ، رغم مشاغباته،خفة دم وذكاء واضح.( واد اجتماعي بشوش) ،
رغم مساوئه التي تمثلت في أن أنفه تنتج كما وفيرا من الخيوط المخاطية، التي يتلقاها صبينا مباشرة بلسانه ، فتغيب فورا في غياهب فمه الصغير، يفعل ذلك بتلذذ عجيب.كما أن في ملابسه رائحة غير مريحة لأنف صاحبنا،
توحي بأن الصبي المشاغب، قد بلل نفسه عدة مرات منذ زمان سحيق في الماضي، ولم يبدل له أحد سراويله في في هذه الفترة من تاريخنا الحديث!
لكن لا مفر فليشغل نفسه به ، ملتفتا بوجهه بعيدا عن نظرات رجل الأمن القادم نحوهم.
الحافلة الصغيرة تقترب أكثر من الكمين ..
صاحبنا منهمك في مداخلته مع الصبي ، الذي جاوبه لعبا بلعب، وقرصا بقرص، وناوله الصبي صفعة على وجهه ، أخرسته المفاجأة، وشهق الركاب في العربة، وشهق أيضا ركاب العربات المجاورة لهم. لكن أحدا لم ينتج شيئا يذكر من الضحك إلا ابتسامات مكتومة.كانوا أيضا متوترين، في انتظار الفحص والتدقيق.
(لن يفلحوا إذن أبدا في تحريض الأمن للقبض علي. أنا متأكد من نفسي. لماذا إذن أشعر بالخوف والتوتر.. فلأتشجع).
كانت أم الطفل مغتبطة ، جدا بتطور العلاقة إلى ذلك الحد بين طفلها والرجل.
وصل المايكروباص عند نقطة التفتيش،التي كان من الواضح أنهم يلملمون أوراقهم ومقاعدهم، واقترب رجل منهم ، إذ هم السائق بأوراقه الثبوتية ليمدها له، فلم يعره الأمين اهتماما ، بل أخذ يضرب على الجدار المعدني للباص بقوة عدة ضربات أفزغت الركاب،لاسيما تلك العجوز في المقعد الخلفي،، التي انبرت تدعو على من كان السبب بهمة وغيظ.
- اطلع يا أسطى ،تحرك تحرك.
أخذ الطفل يكركر ضاحكا، مرددا أوامر الأمين ..:
اتنع يا فطا
اتنع يافطا.
يقولها وهو يضرب جوانب خدي صاحبنا بكلتا يديه ويقبله بعنف.. ملوثا وجه صاحبنا بما تيسر من مخاط، ينتجه بلا هوادة أو كلل من منخريه.
كان غضبه من ذلك الطفل السمين، المشاغب، قليل الأدب والتربية يشتعل في صدره. ها هو قد تبهدل ، وذهبت كرامته أمام ذلك الشيطان الصغير، وقد مر الكمين في سلام. أي ثمن بخس باع به وقاره!!
&&&
أخذت الحافلة الصغيرة تلقي بشحنتها من ركاب وأكياس، على محطات وفق طلب أصحابها.حتى لم يبق حين وصل إلى نهاية الخط، إلا هو والمرأة الشابة، والطفل، والكيس.
&&&&
وقف على رصيف نهاية الخط متعبا حانقا ، كان مايزال حاملا بيده اليمنى،ذلك الشيطان الصغير المتعلق في رقبته في سعادة ! وفي اليد اليسري يحمل الكيس الثقيل.
كان إلى جانبه ، جسد أنثوي ممشوق ، تلفه عباءة حريرية سوداء ، بادرته :
- ربنا يعطيك الصحة .. يا خويا والنبي تساعدني لآخر الشارع؟
- بس يا واد . معلشي بقى الواد بهدلك.
كانت نظرتها للطفل نظرة فخر واعتزاز، لا نظرة لوم وغضب.
نظر نحوها بتركيز لأول مرة، كيف لم يلحظ كل ذلك الحسن، عالجته بنظرة ساحرة من عينين ذواتا حور ، وأتحفته بابتسامة من شفتين حمراوتين، كحبات كريز طازجة.اهتز وجدانه بعنف.وأشعره صوتها بدفء عجيب ملك منه كيانه كله!
&&&&
، أفاق على الدنيا وقد تغيرت، والأشياء قد تبدلت تماما؛ فالطفل رغم مخاطه، غاية في الجمال وخفة الدم والبراءة ، وأما الكيس، فلم يشعر بكيس أخف منه طوال حياته.ووجوه الناس أكثر ألفة،وابتساما، وأملا. حتى همه الثقيل الذي حمله منذ منتصف النهار، قد أخذ يزول رويدا رويدا ،وكأنه يخرج من سرداب مظلم الى عالم جديد مليء بالنور والأمان.
( لا أظن أبدا أنها مؤامرة .. لا ..لا .. )
سارا جنبا إلى جنب ، والكيس الذي ليس ثقيلا بيده اليسرى، والطفل المشاغب السمين الجميل ،يغط على كتفه في نوم طفولي بريء، وقد تدلت خيوط مخاطية من منخريه.
- يا خيبتك يا دي الواد ! الولد نام!
- خليه على راحته ..ربنا يخليهولك ويبارك لك فيه ، ذكي ماشاء الله.
- الله يكرمك .أنا مش متزوجة ده ابن أختي المحجوزة بالمستشفى منذ أسبوع.

- ومضيا سويا في طريقهما ،يثرثران في سعادة ظاهرة.

 

محمد نديم علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-18-2023, 03:38 AM   #2
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

الصورة الرمزية سيرين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195747

سيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

وسام التميز ابعاد



افتراضي


سرد قصصي رائع جدا
دقة التفاصيل وعمق الفكرة وسلاسة التناول حتى كانت تلك الابتسامة
وذلك المقطع اعجبني جدا :
ألا ترى ذلك الجرب الذي قد لحق بألوان الحوائط في بلادنا ..إنه من كثرة احتكاك أكتافنا بها.قرونا ونحن ملتزمين بجانب الحيط،فالظل أكثر أمانا ، نتقي فيه الجوع ،بأن نسكن قاع سلة الخبز الفارغة، ففي قاعها، الكثير من النخالة!)

اهلا بك في ابعادك كاتبنا الالق وقلمك الباهي
بانتظار جديدك
تحية وتقدير


،،

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين متصل الآن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كورونا والماسونية العالمية ! سالم حيد الجبري أبعاد المقال 24 01-14-2022 11:00 PM
متحف الحركات السرية عمرو مصطفى أبعاد المقال 10 04-10-2020 04:08 PM


الساعة الآن 01:12 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.