"أنواع المقال وخصائص كل نوع" - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 529 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 470 - )           »          طفل الغيم (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 518 - )           »          تساؤلات تضج بالإجابة (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 255 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7499 - )           »          {} أؤمِــــــنُ بـِــ ...... {} (الكاتـب : إبتسام محمد - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 190 - )           »          مجرد حلم ......قلمي (الكاتـب : رند حمود القحطاني - مشاركات : 12 - )           »          المعارك الخاصة (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          أطالب بمحاكمة ..... ؟؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 437 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-2014, 08:38 AM   #1
نوف سعود
( كاتبة )

الصورة الرمزية نوف سعود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 9166

نوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي "أنواع المقال وخصائص كل نوع"


،
المقالة



بحث قصير غير قصصي، يعرض رأي الكاتب في موضوع معين، أو تحليله له. وتشكِّل المقالة جزءًا كبيرًا من الأدب النَّثريّ الذي يتضمن أنواعًا عديدة من الكتابة، مثل نقد كتاب، ومقالات المجلات، وافتتاحيات الصحف. وللمقالة نوعان رئيسيان هما: المقالة الشخصية والمقالة المنهجية. تكتب المقالة الشخصية بأسلوب عفوي، أما المقالة المنهجية فمنظَّمة بشكل دقيق، وأكثر جدية من المقالة الشخصية. وقد استخدم الكتَّاب على مَر السنين أساليب ومداخل عديدة في كتابة نوعي المقالات.

المقالات الشخصية:

ابتكرها الكاتب الفرنسي ميشيل دي مونتين في القرن السادس عشر الميلادي، وكان أول كاتب يرسِّخ فنَّ المقالة بوصفه نوعًا أدبيًّا منفصلاًً عام 1580م، وظهر ذلك في مجموعة كتاباته الواقعة في مجلدين والتي سمَّاها محاولات ـ لأن مقالاته كانت استكشافية وغير منهجية. وناقشت مقالاته مواضيع مثل الكسل والحكم والكذب. لقد كتب جوزيف أديسون والسير ريتشارد ستيل، وهما كاتبا مقالة إنجليزيان من كُتَّاب أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، عن آراء وأذواق الشعب الإنجليزي. وبينما كانت مقالات أديسون مُحكمة وواضحة، كانت مقالات ستيل أكثر عامية وعفوية، وقد أصدرا معًا دوريتيْن الأولى: ذا تاتلر (1709 - 1711م) والثانية المتفرج (1711 - 1712م) وقد كتبا لهاتين الدوريتيْن مقالات عديدة. وكتب تشارلز لامب وهو مؤلف إنجليزي عاش في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، كتب مقالات عن أشخاص وأحداث في حياته، وتحتوي مقالاته على أفكار مثيرة، وهي مكتوبة بأسلوب عفوي، وفي بعض الأحيان بأسلوب فكاهي. وقد نشرت أعماله في مجموعات عديدة بما فيها مقالات إيليا (1823م)؛ مقالات إيليا الأخيرة (1833م).

ألف الكاتب الأمريكي أوليفر وندل هولمز في القرن التاسع عشر ـ مقالات شخصية فكاهية، في كتابه الشهير حاكم طاولة الإفطار (1858م) الذي يتألف من اثنتي عشرة مقالة يُفْتَرَض أنها تصف حوارات على مائدة الإفطار في ضيافة، إلا أنها في الحقيقة تعبر عن آراء هولمز في طبيعة البشر والعلم ومواضيع أخرى.

أمَّا المحرر والصحفي الأمريكي هـ . ل منكن فقد نُشرت مقالاته المهمَّة خلال القرن العشرين. انتقد في مقالاته المكتوبة بأسلوب هجومي منوع، مواقف الطبقة الوسطى في المجتمع الأمريكي، ونُشرت مقالاته في الصحف والمجلات. وكتب الكاتب البريطاني جورج أورويل مقالات شخصية انتقدت بشدة الظلم الاجتماعي والنفوذ السياسي خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين. ونشرت له أول مجموعة مقالات باسم داخل الحوت (1940م).

المقالات المنهجية:

طورها السير فرانسيس بيكون، وهو فيلسوف إنجليزي ورجل دولة عاش في منتصف القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر الميلاديين، وقد كان أول كاتب مقالة إنجليزي. وأحد أشهر أعماله كانت عام 1597م، وهو مجموعة من عشر مقالات توضح كيف يعيش حياة معقولة. وهذه المقالات قصيرة ومجردة ومتقنة، وتعالج مواضيع مثل الموت والخوف والحقيقة والثراء. وكتب الشاعر ألكسندر بوب، وهو شاعر إنجليزي عاش في القرن الثامن عشر الميلادي، المقالات المنهجية شعرًا، ففي مقالة عن النقد استخدم بوب الشعر لتوضيح كيف يجب انتقاد الشعر. وقام أيضًا بمناقشة أعمال عدة شعراء شهيرين في مقالته التثقيفية. ومن أعماله الأخرى مقالة عن الإنسان (1733 - 1734م)؛ مقالات أخلاقية (1731 - 1735م).

كان الناقد الإنجليزي وليم هازليت أحد أفضل كتاب المقالة المنهجية في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر الميلادي، وكتب مجموعة مقالات نقدية سمَّاها شخصيات مسرحيات شكسبير (1817م)، ناقش فيها شخصيات عديدة من مسرحيات شكسبير. وكتابات هازليت عفوية ولكنها منظمة بشكل منطقي، كما أنه كتب العديد من المقالات الشخصية الجيدة. وكان المؤلف الأمريكي رالف والدو أمرسون كاتب مقالات مهمة، كتب العديد من المقالات حول الأخلاق والفلسفة. وكتابه الطبيعة (1836م) مقالة توضح المبادئ المعقدة، وهي حركة فلسفية ساهم في إنشائها. وكتبت سوزان سونتاج ـ وهي كاتبة مقالات في أواخر القرن العشرين ـ مقالات منهجية عن مجموعة كبيرة من المواضيع، فعلى سبيل المثال: مقالاتها عام 1969م تتحدث عن الفن والفلسفة والسينما. وتمتاز مقالاتها بأنها نقدية بشكل كبير، ومكتوبة بأسلوب مجرد وصحيح.

في العالم العربي نجد أن المقالة باعتبارها فنًّا أدبيًّا قائمًا بذاته أمر جديد في الأدب العربي، إلا أنها كانت موجودة بوصفها رسالة وبحثًا مصغرًا منذ أزمان بعيدة كرسائل إخوان الصفا. غير أن المقالة ارتبطت ارتباطًا شديدًا بتاريخ الصحافة العربية ونهضتها الشاملة منذ بداية القرن العشرين، حيث امتلأت الجرائد اليومية والمجلات بعشرات المقالات التي شرع فيها الكتاب العرب أقلامهم أيام أن كانت مجلة الرسالة قائمة. وظل الأمر على هذا الحال حتى بلغ مداه وارتفع مستواه الفني في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين على يد طه حسين والعقاد وعبد الرحمن شكري وعبدالقادر المازني وزكي مبارك والرافعي ومحمد رشيد رضا ومحمد كرد علي وميخائيل نُعَيْمة وخليل مطران وجبران خليل جبران. وفي أواخر القرن العشرين الميلادي، يلمس القارئ العربي تطوّرًا في المقالة السياسية والأدبية والعلمية لدى عشرات الكتاب التي توالي الصحافة وغيرها من وسائل الاتصال في العالم العربي نشر مقالاتهم.

 

التوقيع

،
،
،
"﴿‏سبْحَانَ اللَّه، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّه أَكْبَرُ﴾"

نوف سعود غير متصل  
قديم 11-07-2014, 08:39 AM   #2
نوف سعود
( كاتبة )

الصورة الرمزية نوف سعود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 9166

نوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


،
س 1: ما تعريف المجمع اللغوي للمقال ؟ و ما تعريف الأدباء له ؟
جـ : عرفه المجمع اللغوي في المعجم الوسيط بأنه: بحث قصير مركز في العلم أو الأدب أو السياسة أو الاجتماع ينشر في صحيفة أو مجلة (تعريف المجمع اللغوي ، وهو تعريف كتاب الوزارة).

- وعرفه الأدباء بأنه قالب من النثر الفني يعرض فيه موضوع ما عرضاً مسلسلاً مترابطاً يبرز فكرة الكاتب وينقلها إلى القارئ والسامع نقلاً ممتعاً مؤثراً (تعريف فني) و هو التعريف الأدق .

س 2: المقال من حيث الشكل نوعان . وضحهما وبين الفرق بينهما مع ذكر أمثلة لكُتَّابه .
جـ : بالفعل المقال من حيث الشكل(الحجم) نوعان : " قصير - طويل "
(أ) - المقال القصير (مقال الخاطرة) : وهو الذي يتناول فكرة واحدة بطريقة مركزة شائقة وبأسلوب واضح وعبارة سهلة و يطلق عليه (العمود) أو (الخاطرة) ، وأحيانا يختار كاتبه لمقاله القصير هذا عنواناً ثابتاً مثل : (فكرة) لمصطفى أمين ، و (ما قل ودل) لأحمد الصاوي محمد ، و (نحو النور) لمحمد زكي عبد القادر " و (صندوق الدنيا) لأحمد بهجت ، و (يوميات) لأحمد بهاء الدين ، و (مواقف) لأنيس منصور ، و (مجرد رأي) لصلاح منتصر ، ويعرض الكاتب فيه جانباً من نواحي الحياة الاجتماعية أو السياسية ، أو الدينية أو الاقتصادية ...

(ب) - المقال الطويل : الذي يتراوح بين صفحتين وعشر صفحات ، يتناول موضوعاً يعرضه الكاتب عرضاً شائقاً ، بلغة سهلة واضحة محققا عنصري الإقناع والإمتاع ، ومن كُتَّابه : طه حسين والمازني وأحمد أمين .. وغيرهم.

س3: كيف يختلف المقال من حيث المضمون ؟
جـ : يختلف المقال من حيث المضمون بحسب طبيعة موضوعه وشخصية كاتبه وثقافته ، فالكُتَّاب يتفاوتون (يختلفون) من ناحية العمق والسطحية ، خصب الفكر أو ضيق الأفق ، والميل للتركيز أو البسط ، وامتلاك القدرة اللغوية أو القصور فيها .

س4 : هل يختلف المقال من حيث وسيلة النشر ؟
جـ : بالفعل يختلف المقال باختلاف وسيلة نشره : فما ينشر للعامة (القاعدة العريضة للجماهير) في الصحف اليومية مختلف عما ينشر للخاصة (المثقفين) في المجلات المتخصصة ، إذ يراعى مستوى إدراك القارئ في جميع الحالات.

س5 : ما أهم أنواع المقال من حيث المضمون ؟ و ما أهم خصائص كل نوع ؟ مع التمثيل .
جـ : أهم أنواع المقال من حيث المضمون :
(أ) المقال التصويري :
خصائصه : يرسم فيها الكاتب شخصية أديب أو عالم أو غيرهما ، فيبرز ما فيها من مزايا أو عيوب عن طريق رسم الصورة بالقلم لا بالريشة ، كما فعل الشيخ عبد العزيز البشري في " مجلة السياسة الأسبوعية " حيث تحدث عن عدد من كبار الشخصيات المصرية التي عاصرها بأسلوب ممتع يجمع فيه بين الدعابة وصدق النظرة .

(ب) المقال النزالي :
خصائصه : يدور في المعارك الأدبية والفكرية كالمعارك التي دارت في بين العقاد والرافعي على صفحات مجلة الرسالة ، ونشر الرافعي بعضها في مجلة " الشروق " تحت عنوان "على السُّفُود [سيخ الشواء] " ، كما نشر طه حسين في الجزء الأول من كتابه " حديث الأربعاء " مقالات هاجم فيها أنصار القديم المتجمدين ودعا إلى التجديد القادم من أوروبا .

(جـ) المقال الفلسفي :
خصائصه : ظهر هذا النوع كفن قائم بذاته لا كجزء من التحرير الصحفي كبعض مقالات الدكتور زكي نجيب محمود الفلسفية الموضوع .

المقال من حيث الأسلوب :
س6 : ما أهم أنواع المقال من حيث الأسلوب ؟ و ما أهم خصائص كل نوع ؟
جـ : (أ) المقال الأدبي :
خصائصه : يقوم على انتقاء الألفاظ والعبارات وحسن تنسيقها وجمال الأسلوب ومزج الفكرة بالعاطفة والاعتماد على الأدلة الخطابية واستخدام الخيال ، مثل " الصغيران " للرافعي .

(ب) العلمي المتأدب :
خصائصه : يجمع بين دقة الفكرة وجمال الأسلوب في صياغة سهلة .

س7 : ما أبرز الخصائص العامة للمقال ؟
جـ : أبرز الخصائص العامة للمقال:
1 - التكوين الفني : عن طريق ترابط الأفكار وانسجامها.
2 - الإقناع : عن طريق سلامة الأفكار ودقتها ووضوحها.
3 - الإمتاع : بالعرض الشائق الذي يجذب القارئ ويؤثر فيه.
4 - القصر : فلا يتجاوز بضع صفحات فإذا طالت أكثر من ذلك صار بحثاً أو كتاباً.
5 - النثرية : فالمقال فن نثري وليس شعراً ، إذ إن جانب الفكر فيه أكبر من جانب العاطفة ، وإن كانت هناك مقالات أدبية حافلة بالصور ، والموسيقا كمقالات أمين الريحاني .
6 - الذاتية: تظهر في المقال ذاتية الأديب وعاطفته ، ورأيه الشخصي ، مهما كان موضوع المقال ، فالحافز (الدافع) للأديب على كتابة مقاله هو رغبته في التعبير عن رأيه الخاص ، ولذلك تظهر ملامح شخصية الكاتب من خلال مقاله .
7 - تنوع أسلوب المقال : تبعا لشخصية كاتبه ، وطبيعة موضوعه كما يلي :
(أ) - فالمقال الذي يدور حول رأي أو فكرة يكون التركيز فيه على الجانب الفكري من حيث الصحة والدقة والوضوح .
(ب) - والمقال الذي يدور حول مشهد أو ناحية نفسية أو اجتماعية أو إنسانية ، يكون التركيز فيه على حيوية العرض ودقته وطرافته .
(جـ) - والمقال إذا كان فيه التعبير بأسلوب أدبي ظهر فيه التأنق في الألفاظ والعبارات ، والصياغة الفنية والتصوير الجميل والموسيقا المؤثرة .
(د) - وإن كان في أسلوب علمي متأدب ظهرت فيه الألفاظ المحددة والعبارات الاصطلاحية مع السهولة وجمال الصياغة ، والصور التي تخفف من جفاف الأفكار العلمية.

س8 : ما السمات الأسلوبية المشتركة بين جميع المقالات ؟
جـ : السمات الأسلوبية المشتركة بين المقالات :
(أ) - وضوح الأسلوب : وتجنب غريب الألفاظ والترفع عن الألفاظ العامية المبتذلة ؛ لأن الهدف من المقال الإقناع والإمتاع لا الغموض والإلغاز.
(ب) - قوة الأسلوب : عن طريق البعد عن الخطأ في القواعد أو تنافر الحروف وغرابة الألفاظ وقلق العبارات والحشو والتطويل في الجمل.
(جـ) - جمال الأسلوب : باختيار الألفاظ الملائمة للمعنى والصور والمحسنات غير المتكلفة.

 

التوقيع

،
،
،
"﴿‏سبْحَانَ اللَّه، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّه أَكْبَرُ﴾"

نوف سعود غير متصل  
قديم 11-07-2014, 08:45 AM   #3
نوف سعود
( كاتبة )

افتراضي


،
(كيف تكتب مقالاً) :


لدينا ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : قبل كتابة المقال.
المرحلة الثانية : كتابة المقال.
المرحلة الثالثة : بعد كتابة المقال.

المرحلة الأولى : قبل كتابة المقال :
( أ ): ما الهدف الذي تسعى إليه من خلال الكتابة؟
كلما كان هدفك أكثر تحديداً ووضوحاً لديك؛ كنت أقدر على اختيار الموضوع المناسب, وبالتالي سيؤثر ذلك بشكل كامل على الخطوات التالية.
إذا كان هدفك الإثارة ولفت النظر إليك, فأنت بحاجة إلى موضوع ساخن مثير للجدل, أوحقوق المرأة أو ما شابه.
وإذا كان هدفك المال فقط, فاكتب ما تريده الجرائد والمجلات التي تبذل أموالاً.
وإذا كانت بغيتك سد نقص ما, فابحث عما يحتاجه الناس. وهكذا.
( ب ): حدد نوعية المقال(علمي – أدبي – اجتماعي – رياضي ...الخ), وحدد الشريحة المستهدفة (عموم الناس- الآباء- الأمهات- المعلمون- المثقفون- المراهقون......الخ).
( ج ): اختر موضوعاً يناسب الهدف والشريحة اللذين تسعى إليهما.
( د ): هل لديك القدرة على إيفاء موضوعك حقه ؟
مثلاً : إذا كان الموضوع علمياً, فهل لديك المؤهلات العلمية للكتابة في هذا المجال؟ إذا كان الجواب بالنفي فابحث عن موضوع آخر .
( هـ ): ابدأ في جمع المصادر والإحصائيات والشواهد التي تحتاجها في المقال. واقرأ بالمقدار اللازم. ابحث وادرس بعناية موضوع المقال ثم ابدأ بالكتابة.

المرحلة الثانية : كتابة المقال :
1- اختر عنوان المقال: يجب أن يكون العنوان جذاباً, مثيراً, غير متكلف, بحجم الموضوع. والأفضل في البداية اختيار عنوان بسيط بسرعة, وبعد أن تنتهي من المقال تعيد النظر في العنوان. ويجب أن يكون الرابط بين العنوان والمعنون وثيقاً, فلا يكون العنوان في وادٍ, والمقال في وادٍ آخر.
مثال للعنوان الصحيح: صرخة استغاثة.
السبب : هذا العنوان يثير فضول القارئ.
مثال للعنوان الخاطئ : الإجهاض.
السبب : للإجهاض جوانب عديدة ومتشعبة, ولا يمكن أن تفي حق هذا الموضوع في مقال مهما كان مفصلاً.
واعلم أن وقت الناس ومزاجهم لا يتسع لقراءة جميع ما يكتب, لذا عليك أن تصطاد القارئ وتلفت نظره إلى موضوعك من خلال العنوان. إذن العنوان بمثابة الطُعم الذي تصطاد به القارئ الكريم.
2- المقدمة أو التمهيد: من الخطأ أن تدخل مباشرة في صلب الموضوع بل لا بد من التهيئة النفسية للقارئ.
3- متن المقال: ويحوي مجموعة الأفكار أو التصورات أو المشاعر التي تريد زرعها في ذهن القارئ وروحه, أو تستهدف إبرازها و التحليق معها في عالم آخر.
في البداية اطلق لقلمك العنان, ليكتب جميع ما يدور في خلدك من معاني وأفكار دون قيد, ثم قم بإجراء التعديلات على ما كتبت.
يجب أن تراعي في المقال ما يلي :
أ‌- ترتيب الأفكار وتسلسلها.
ب‌- الابتعاد عن الأسلوب العادي المبتذل أو الغريب الوحشي, وليكن سهلاً ممتنعاً.
ت‌- عبارات واضحة ومنتقاة.
ث‌- الإقناع والإمتاع.
ج‌- التنويع في استخدام المؤثرات داخل المقال (نداء، واستفهام، وأمر، ونهي ، ونفي ، وتعجب).
ح‌- ابتعد عن تكرار اللفظ الواحد أو العبارة ذاتها بشكل ملفت للنظر, واستعن بالمترادفات عند الحاجة, والتقديم والتأخير في مفردات الجملة.
خ‌- الاستعانة بشواهد مأثورة أو أبيات شعر.
د‌- اجتناب الجمل الطويلة قدر الإمكان.
ذ‌- تأكد من سلامة التراكيب والقواعد النحوية. واستعمل علامات الترقيم (الفواصل والنقط والفقرات) بشكل صحيح.
ر‌- الدقة في النقل (الآيات الكريمة – الأحاديث الشريفة – الأقوال- الإحصائيات) .
ز‌- لكل إنسان ذوق وأسلوب. فلا تحاول تقليد غيرك في كل شيء.
مثال للتقريب: لو طلبنا من عدة نساء القيام بطبخة واحدة حسب وصفة واحدة, ستجد أن الطعم أيضاً مختلف, وهو ما يعبّرون عنه بـ (نَفَس المرأة).
4- الخاتمة: وهي توحي للقارئ أن الكاتب قد أدى رسالته المنتظرة منه في المقال. فلا تضف فكرة جديدة تحتاج إلى شرح وبسط, فالخاتمة وداع للقارئ الكريم. وهي بمثابة المصافحة بعد نهاية اللقاء.

المرحلة الثالثة : بعد الكتابة :
1- أعد النظر في المقال كاملاً (من العنوان إلى الخاتمة) وقم بالتغيير إلى الأفضل – إن لزم ذلك- .
مثلاً :
( أ ) إبدال بعض الكلمات والتعبيرات التي تشعر أنها غير مناسبة أو ركيكة أو هناك أفضل منها.
( ب ) تقديم وتأخير في بعض الأفكار, لتكون متسلسلة.
( ج ) إضافة شرح وبيان عند الحاجة, أو اختصار عند اللزوم.
2-لا تتسرع في نشر ما كتبت, بل ارجع له بعد يوم أو أيام, واقرأه مرة أخرى, وأجرِ التعديلات الضرورية – إن وجدت-.
3-احتفظ بنسخة من مقالاتك وأبحاثك على قرص cd أو ما شابه, لعلك تحتاجها في المستقبل.
4- اختر وسيلة النشر المناسبة واتكل على الله تعالى .




*جميع ما سبق منقول"

 

التوقيع

،
،
،
"﴿‏سبْحَانَ اللَّه، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّه أَكْبَرُ﴾"

نوف سعود غير متصل  
قديم 03-22-2020, 02:43 PM   #4
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

الصورة الرمزية سيرين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195747

سيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

وسام التميز ابعاد



افتراضي


المقال القصصي
تعريف المقالة القصصية.
عرفت المقالة بأنها نوع من الأنواع الأدبية النثرية، تدور حول فكرة واحدة،

تناقش موضوعا محددا، أو تعبر عن وجهة نظر ما، تهدف إلى إمتاع القراء بفكرة معينة، أو إثارة عاطفة عندهم،
ويمتاز طولها بالاقتصاد، ولغتها بالسلاسة والوضوح، وأسلوبها بالجاذبية والتشويق.
كما أنها تتميز بالطابع الذاتي، وشدة الانفعال، ويتغلب الوجدان بحرارته على رزانة الفكر
وتتميز المقالة القصصية إضافة إلى ما سبق بارتكازها على عنصر السرد والوصف والحوار،
حيث يحتاج كاتب المقال إلى تصوير الأحداث تصويرًا يعتمد على السرد الذاتي؛ إذ يقوم بسرد الأحداث على لسانه،
ويتجه إلى تسجيل لقطات حية شاهدها ومواقف اجتماعية وإنسانية عاشها، وقد سخط عليها أو تعاطف معها،
الأمر الذي يوفر لها الحيوية والفعالية، ويكسبها بعدا واقعيًا يجعل القراء أكثر قربًا منها وأكثر اقتناعًا بها.
إذن فالمقالي عندما ينزع إلى التصوير القصصي تكتسب كتابته اسم "المقالة القصصية"، وهي قريبة من الأقصوصة إلى حد بعيد؛ إذ تقدم حكاية أو جزءًا من حكاية.
إن هذه المرونة في شكل المقالة جعلت بعض الآثار الأدبية في مكان ما بين القصة القصيرة والمقالة كثيرة جدًا.
إذن فالمقالة القصصية هي ثمرة تمازج فن المقالة وفن الأقصوصة،
لقد نمت المقالة بصورة عامة والمقالة القصصية بصورة خاصة نموا سريعا في ظل الصحافة التي دفعتها إلى الأمام دفعات إيجابية،
فوصلت إلى عدد كبير من القراء،
أنواع المقالة القصصية.
1 ـ البنية القصصية الجزئية.
تعني المقالات التي لا تشكل فيها البنية القصصية مساحة كبيرة ولا تكون الغاية الأساسية للمقالة،
وإنما تأتي لإلقاء الضوء على غاية المقالة كأن تكون أداة شرح وإيضاح واستدلال.
2ـ البنية القصصية الكلية.
هي المقالات التي يشكل فيها الطابع القصصي مساحة كبيرة في فضاء المقالة، ويأتي غاية في نفسه
أي أن المقالة كتبت من أجله وهو يهيمن على مضمون المقالة حتى عنوانها.
ثالثًا: خصائص المقالة القصصية.
لقد لاحظ أحد الدارسين أن بعض مقالات المنفلوطي تقترب من الشكل القصصي،
فذكر أنه يمكن أن نعد ذلك من قبيل الأقصوصة المقالية، أو "المقالة القصصية"
ذلك لأن هذا الشكل المقالي يجمع بين خصائص المقال وسمات الأقصوصة. ففيه من المقال "السرد والمباشرة والتعويل على الفكرة،
مع التعليل والتفسير والتعليق"، وفيه من الأقصوصة "الحدث والحركة والحوار ورسم الشخصية وتصوير المواقف".

والمقالة القصصية تتميز عن المقالة بخاصتين هما:
1- أنها أميل إلى الذاتية، فكاتبها يطلق العنان لخواطره ومشاعره، كأنه شاعر ينظم قصيدة غنائية.
2- أن الكاتب يمزج الخواطر والمشاعر بالسرد والوصف، فيحدث في الأسلوب ضربًا من التنويع،
وبالتالي يخفف من الطابع الذاتي الذي يغلب على المقالة القصصية

المقالة القصصية ودورها الاجتماعي الإصلاحي:
تتوجه المقالة القصصية غالبا إلى المجتمع لوصف الأحوال الاجتماعية، و أخذ على نفسه قيادة الإصلاح في المجتمع
فإنه سلط عدسته الناقدة لتتبع الخلل الكبير في المجتمع من خلال استنهاض القيم الإنسانية لمحاربة هذا الخلل،
والمقالة القصصية وعاء فني يتميز بمرونته التصويرية والتعبيرية التي تمكنه من عرض المشكلة الاجتماعية؛
فهي أداة مثلى تمكن الكاتب من القيام بدوره الريادي في الإصلاح، لذا فإن توظيف المقالة القصصية ضرورة ملحة للإصلاح الاجتماعي، وليست ترفا فنيا،
بل هي قالب فني يسخره الأديب لمواجهة التخلف والجهل ومحاربة الرذيلة، ومواجهة الآثار السلبية الناجمة عن تأثر الشرق بالغرب في الأخلاق،
وما سببه من تمييع للغيرة والقيم، وتضييع للفضيلة والحياء، وما تبع ذلك من تبرج واختلاط وسقوط للمرأة في وحل الرذائل.
فالمقال القصصي يستمد قوته من الفكرة الناضجة التي اقتنع بها الكاتب، ومن القالب الفني الفعال الذي كرسه لعرض فكرته على المتلقي
من خلال المشاهد القصصية السردية التي أودع فيها أفكاره الإصلاحية للقضايا الاجتماعية.
وسوف نعرض مقال قصصي للمنفلوطي (اللقيطة) كمثال رائع
حيوية القضية وحضورها في المجتمع، وقد أكسب المنفلوطي هذه القضية حيوية من خلال توظيفه للكلمات الموحية والصور الخيالية الرائعة من ذلك قوله):
مر عظيم من عظماء هذه المدينة في زقاق من أزقة الأحياء الوطنية في ليلة من ليالي الشتاء، ضرير نجمها، حالك ظلامها،
فرأى تحت جدار متداع فتاة صغيرة في الرابعة عشرة من عمرها جالسة القرفصاء وقد وضعت رأسها بين ركبتيْها؛
اتقاء للبرد الذي كان يعْبث بها عبث النكْباء بالعود، وليس في يدها ما تتقيه به إلا أسمال تتراءى مزقها (قطعها) في جسمها العاري كأنها آثار سياط المستبدين في أجسام المستعبدين..
وقف الرجل أمام هذا المشهد المحْزن المؤثّر وقْفة الكريم الذي تؤْلمه مناظر البؤس، وتزْعج نفسه مواقف الشقاء
ثم تقدّم نحوها ووضع يده على عاتقها فرفعت رأسها مرتاعة مذعورة وهمّت بالفرار وهي تصيح: لا أعود لا أعود.)
من الواضح حرصه على تنويع الأسلوب بين التقديم والتأخير، والخبر والإنشاء، والوصل والفصل.
وقد أدرك المنفلوطي أهمية توفير الجمال في أسلوبه لإمتاع المتلقي
فجاء سرده متسما بلمسات أكسبته الجمالية والتأثير، ولنا مع عناصر القصة التي أثرت في أسلوب المقالة وقفة متأنية.
سار المنفلوطي في مقالته وفق ترتيب أظهر براعته الأدبية، حيث جعل المقدمة تمهيدا لخص حياة اللقيطة،
وجعله متصلا بالعرض، ومنتهيا بصورة طبيعية إلى الخاتمة والنتائج.
وقد ظهر الصدق والعاطفة الحارة في طرحه الذي جمع بين الإمتاع والإقناع ومرجع ذلك حسن اختياره للظاهرة المجتمعية
الناتجة من انحراف أخلاقي تعدى حدود القيم والأخلاق بل حدود الإنسانية، ومع أن مشكلة اللقطاء ليست بجديدة إلا أن ملاحظة المنفلوطي الذكية،
وعدم تأثره بغيره بأسلوب الطرح والمعالجة، وتأنيه وابتعاده عن إطلاق الأحكام التعميمية،
وعدم تسرعه في تقديم النتائج، كل ذلك جعل مقالته القصصية تؤثر بالمتلقين على كافة اختلاف شرائحهم وميولهم ليقفوا وقفة رافضة ومواجهة للانحراف،
والتنبه إلى أثر المدارس الأجنبية في الأجيال التي تتلقى في هذه المدارس الأجنبية قيما لا تمت للبيئة العربية بصلة.

منقووووول للافادة
وسوف يتبع بالمقال القصصي " اللقيطة " للمنفلوطي

\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين متصل الآن  
قديم 03-28-2020, 03:55 PM   #5
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

افتراضي


اللقيطة / مصطفى لطفي المنفلوطي / مقال قصصي
مر عظيم من عظماء هذه المدينة في زقاق من أزقة الأحياء الوطنية في ليلة من ليالي الشتاء ضرير نجمها حالك ظلامها
فرأى تحت جدار متداع فتاة صغيرة في الرابعة عشرة من عمرها جالسة القرفصاء وقد وضعت رأسها بين ركبتيْها
اتقاء للبرد الذي كان يعْبث بها عبث النكْباء بالعود وليس في يدها ما تتقيه به إلا أسمال تتراءى مزقها. في جسمها العاري
كأنها آثار صياط المستبدين في أجسام المستعبدين. . وقف الرجل أمام هذا المشهد المحْزن المؤثّر وقْفة الكريم الذي تؤْلمه مناظر البؤس
وتزْعج نفسه مواقف الشقاء ثم تقدّم نحوها ووضع يده على عاتقها فرفعت رأسها مرتاعة مذعورة وهمّت بالفرار وهي تصيح .
لا أعود لا أعود . فلم يزل يمسحها ويروّضها حتى هدأ روعها وعاد إليها رشدها وعلمت أنها ليست بين يديْ الرجل
الذي تخافه فنظرت إليه نظرة لو أنها اتصلت بلسان ناطق وفم لحدثت عما وراءها من لواعج الأحزان وكوامن الأشجان..
ما اسمك أيتها الفتاة ؟ ؟ .
لا أعلمْ يا سيدي..
بماذا ينادونك؟؟.
يدعونني اللقيطة..
وهل أنت لقيطة كما يقولون؟؟.
نعم يا سيدي لأنني لم أعرف لي أبا ولا أمّا في الأحياء ولا في الأموات سوى رجل يتولى شأني ويأويني في منزله
وكنت أحسبه أبي فيمتلئ قلبي سرورا به وعطفا عليه فلما رأيت أنه يعذبني عذابا أليما ويحمّلني من أثقال الحياة وأعبائها ما لا يحمّله الآباء أبناءهم
علمت أنني وحيدة في هذا العالم وفهمت معنى الكلمة التي يناديني بها فألمّ بنفسي من الحزن والألم ما الله عالم به
وكنت كلما مشيت في الطريق ورأيت فتاة صغيرة سألْتها ألك أمّ؟ ؟ . فتجيبني نعم ثم تقصّ عليّ من قصص نعمتها ورفاهيته
ا وعطْف أمّها عليها ورأفتها بها ما يزيدني همّا ويملأ قلبي يأسا حتى كان يخيّل إليّ أنني أذنبت قبل وجودي في هذا العالم ذنبا عاقبني الله عليه بهذا الوجود .
بيد أني صبرت على هذا الرجل وعلى ما كان يكلفني به من التسوّل على قارعة الطريق
إبقاء على نفسي وضنّا بحياتي أن تغتالها غوائل الدهر وكان كلما رأى حاجتي إليه وإلى مأواه اشتطّ في ظلْمي ولؤم في معاملتي
حتى صار يضربني ضربا مبرّحا كلما عدت إليه عشاء بأقل من المبلغ الذي فرض عليّ تقديمه في كلّ يوم ولم أزلْ أصابر
وأتحمل منه ما يعجز عن احتماله مثْلي برهة من الزمان حتى جاءني الليلة بداهية الدواهي ومصيبة المصائب
فقد حاول أن يسْلب من بين جنْبيْ جوهرة العفاف التي لم يبق في يدي ما يعزّيني عما فقدْته من هناءة الحياة ونعيمها سواها
فلم أر بدّا من أن أفرّ من بين يديْه متسللة تحت جنْح الظّلام من حيث لا يراني وما زلت أمشي على غير هدى لا أعرف لي مذهبا ولا مضطربا
حتى آويت إلى هذا الزّقاق كما تراني فهل لك يا سيدي أن تحسن إليّ مما أحسن الله إليك؟ ؟
. وأنْ تبتاع لي رغيفا من الخبز فقد مرّ بي يومان لم أذقْ فيهما طعاما ولا شرابا؟؟.
لم يسمع الرجل من الفتاة هذه القصة المحْزنة حتى استقبلها بدموع حارة تنحدر على خديْه انحدار العقْد وهى سلْكه فانتثر .
ثم أخذ بيدها ومشى بها صامتا واجما يكاد لا يهتدي إلى سبيله حتى بلغ قصْره وهناك صنع بها صنْع الكريم باهله
وأبلغها من دهْرها ما لم تكنْ تمنّي نفسها بالنزر اليسير منه وما هي إلا أيام قلائل حتى ظهرتْ في ذلك القصْر العظيم فتاة جديدة
من أجمل الفتيات وجها وأرقّهن شمائل وأكرمهن أخلاقا وأكملهن آدابا لا يعرف عنها الناس سوى أنها ابنة قريب لصاحب القصْر
مات عنها فخلّفها يتيمة فكان إلى هذا القصْر مصيرها. .
وكان لصاحب القصْر فتاة من الفتيات اللاتي ربّين التربية الحديثة التي يسمونها التربية العصرية
ويريدون منها التربية الإفرنجية فكان كلما حصلت عليه من العلوم والمعارف والفنون الآتية .
الرطانة الأعجمية حتى مع خادمها الزنجي وكلبها الرومي ، الولوع بقراءة الروايات الغرامية الفاسدة ،
البراعة في معرفة أي الأزياء أعلق بالقلوب والأجذب للنفوس ، الكبرياء والعظمة واحتقار كل مخلوق سواها حتى أبوها ،
الأثْرة وحبّ الذات حبّا يملأ قلبها غيرة وحسدا حتى أنها لا تستطيع أن تسمع وصفا من الأوصاف الحسنة يوصف به غيرها .
وقد رأتْ الفتاة اللقيطة أصبحت تقاسمها قلب أبيها وقلوب زائراتها من النساء بما وهبها الله من جمال الخلْق وحلاوة في الطبع
وعذوبة في النفس فأضمرت لها في قلبها من البغض ما يضْمره أمثالها من اللاتي ربّين تربيتها ونهجن في الحياة منهْجها
فكانت تتعمد الإساءة إليها وازدراءها وتأنيبها والفتاة لا تبالي بشيء من هذا وفاء لسيدها ووليّ نعمتها
وذهابا بنفسها عن النزول إلى منزلة من يغْضب لمثل هذه الهنّات حتى حدثتْ ذات يوم الحادثة التالية
دخل صاحب القصْر قصْره ذات ليلة من الليالي فبينما هو صاعد في السّلّم إذ عثر بورقة ملْقاة فتناولها فقرأ فيها هذه الكلمات .
سيدتي أنا منتظرك عند منتصف الليل في بستان القصْر تحت شجرة السرو المعهودة.حبيبك.. .
فما أتمّ الرجل قراءة الورقة حتى دارت به الأرض الفضاء وحتى لمس قلبه بيمينه ليعلم هل طار من مكانه أم لا يزال باقيا
ثم كأنه أراد أن يخفّف ما ألمّ بنفسه من الحزن والقلق فقال .
ليت ذلك الموعد مع تلك الفتاة اللقيطة ومن الظلم أن أتعجل باتهام ابنتي قبل أن أقف على الحقيقة فنظر في ساعته فإذا الساعة قريبة.
فرجع أدراجه وما زال يترفق في مشيته وينتقل في الحديقة من شجرة إلى شجرة حتى وصل إلى شجرة اللقاء
فكمن وراءها ينتظر ما خبّأ له الدهر من حدثانها وما أضمر له الغيب في طيّاته. .
لم تكنْ الرسالة رسالة الفتاة الوضيعة بل رسالة السيدة الشريفة . وبينما كانت الثانية واقفة في غرفتها أمام مرآتها تختار لنفسها أجمل الأزياء
وأليقها بموقف اللقاء كانت الأولى نائمة في غرفتها نوْما هادئا مطْمئنّا لا تزعجه زوْرة الطيْف ولا تروّعه أحلام الشباب .
لقد تنبهتْ من نومها على صوت وقع أقدام سيدها على سلّم القصْر فأشرفت عليه من حيث لا يشعر بمكانها
فعرفت كلّ شيء وعرفتْ أنّ سيدها سيقف على سرّ ابنته الذي كانت تعالج كتمانه زمنا طويلا
وإنه لا بدّ قاتل نفسه في ذلك الموقف حزنا ويأسا فعناها من أمره ما عناها ثم أطرقتْ برأسها لحظة تتلمس وجْه الحيلة في سبيل دفْع هذه النازلة
وتتطلب المخْرج منها ثم رفعتْ رأسها وقد قررتْ في نفسها أمرا.
نزلت مسْرعة من سلّم القصْر فرأتْ الفتاة قد خرجت من باب القصْر إلى ذلك الموعد
فأدركتها وأمسكت بطرف ثوْبها فارتاعت الفتاة والتفتتْ إليها وقالت لها . ماذا تريدين مني أتتجسسين عليّ.
قالت لها . لا يا سيدتي . وأفْضتْ لها بالقصة من مبدئها إلى منتهاها فسقط في يدها وعلمت أنّ أباها قد وقف على سرّها فقالت لها .
لا تزْعجي نفسك فإنّ أباك لا يعلم أيّتنا صاحبة الرسالة فعودي إلى غرفتك وسأذهب إلى الموعد مكانك
حتى إذا رآني هناك ذهب من نفسه ما كان يخالجها من الشكّ في أمرك .
ثم استمرتْ أدراجها حتى وصلتْ تلك الشجرة وهنالك برز الرجل من مكمنه واقترب منها حتى عرفها
فحمد الله على سلامة شرفه وشرف ابنته . ثم قال لها أيتها الفتاة إنني أحسنت إليك واستنقذتك من يد البؤس والشّقاء
فأسأت إليّ بما فعلت حتى كدت الليلة أهلك حزنا وكمدا إذ تصورْتها ابنتي ولكنه عارك وذنبك فاخرجي من منزلي فاللئيم ليس أهلا للإحسان .
فخرجتْ خائبة تتعثر في أذيالها حتى وصلت إلى شاطئ النهر وهناك أخرجت مذكراتها من محْفظتها وكتبتْ فيها آخر كلمة خطّتْها أناملها.
. أحمد الله أني قدرْت على مكافأة ذلك الرجل الذي أحسن إليّ بأنْ سترت عاره وأزلت همّه وحزنه ..
ثم ألقتْ بنفسها في النهر وما هي إلا دورة أو دورتان حتى افترق ذلك الصديقان الوفيّان جسمها وروحها فطفا منها ما طفا ورسب منها ما رسب .
وفي صباح تلك الليلة عثر رجال الشرطة بجثة الفتاة الشهيدة فعرفوها وعادوا بها إلى منزل سيدها فبكاها بكاء كثيرا
وندم على ما أساء به إليها من طردها وإزعاجها ثم أمر بدفنها ولم يبق في يده من آثارها غير حقيبتها فحفظها في صندوقه تذكارا لها..
مرت الأيام تلو والأيام وجاءت الحوادث إثْر الحوادث وظهر للرجل من أخلاق ابنته وطباعها وتهتكها واستهتارها ما لم يكن يعرفه من قبل
حتى ضاق بأمرها ذرعا وجلس في غرفته في إحدى الليالي يفكّر فيما ساق إليه الدهر من خطوبه ورزاياه
ثم ألمّ به الضجر فقام إلى صندوقه يفتش فيه عن شيء يتلهى به فعثر بتلك الحقيبة ولم يكن فتحها قبل اليوم
ليقرأ ما في مذكّراتها إذ عثر بتلك الكلمات الأخيرة التي كتبتْها الفتاة على شاطئ النهر قبل موتها فما أتى على آخرها
حتى عرف كلّ شيء فسقط مغشيا عليه يعالج من الحزن والألم ما يعالج المحتضر من سكرات الموت
وما استفاق من غشيته حتى صار يهذي هذيان المحموم ولبث على هذه الحال بضعة أشهر يمرض ثم يتعافى ثم يمرض ثم يتعافى
حتى أدركته رحمة الله فمرض مرضا لم ينقض إلا بانقضاء أجله..
يا أيها الوالد المجهول الذي قذف بتلك الفتاة البائسة في بحر هذا الوجود الزاخر أَعلمْت قبل أن تفعل فعلتك التي فعلْت أنك ستُبرز إلى هذا العالم فتاة تلاقي من شقائه وآلامه ما لا قبل لها باحتماله. .
ويا أيها الآباء العظماء إنْ كنتم تريدون أن تسْلموا بناتكم إلى هذه المدنية الغربية تتولى شأنهن وتكفل لكم تربيتهن
فانتزعوا من جنوبكم قبل ذلك غرائز الشهامة والعزة والإباء والأنفة
حتى إذا رزأكم الدهر فيهن وفجعكم في أعراضهن وقفتم أمام ذلك المشهد هادئين مطمئنين لا تتعذبون ولا تتألمون. .
ويا أيها الناس جميعا لا تحْفلوا بعد اليوم بالأنساب والأحساب ولا تفرقوا بين تربية الأكواخ وتربية القصور
ولا تعتقدوا أنّ الفضيلة وقف على الأغنياء وحبائس العظماء فقد علمتم ما أضمر الدهر في طيات أحداثه من رذائل الشرفاء وفضائل اللقطاء …


\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين متصل الآن  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ روحانيات ] ..!!! هيفاء الزامل أبعاد العام 287 08-30-2018 03:50 PM
اللقاء المؤود ( ق . ق . ج ) مشعل الغامدي أبعاد النثر الأدبي 16 06-07-2014 01:46 AM
[ رَصدٌ لِبَرنَامج شَاعِر المَليوْن ] المنبر أبعاد الإعلام 1029 04-11-2010 10:25 AM


الساعة الآن 09:08 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.