.
.
.
.
هناك شبه كبير بين سوق " عكاظ " و سوق " جِيان " ومااشبه الأمس باليوم ..
فالشبه بوجود " اللازانيا " بـ قصعة الأعشى .. فربما الحداثةُ أصابة الجاهلية
بمقتل " وكلّه من قصعة الأعشى " .. فلا تَخَفْ لو أدركت قصعة ميمون " وفيها
شوي جريش " .. هنا لابد ان تأكل ولكن مما يليك .
فقد قال المفضل : من زعم أن أحداً أشعر من الأعشى فليس يعرف الشعر ..
وقال ابوعُبيد : الاعشى هو رابع الشعراء المتقدمين ( أمرؤ القيس والنابغة
و زهير بن ابي سلمى ) ..
و روي عن الشعبي أنه قال : الأعشى أغزل الناس في بيت واخنث الناس
في بيت وأشجع الناس في بيت .. فأما اغزل بيت قوله :
غراء فرعاء مصقول عوارضها=تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحلُ
واما أخنث بيت قوله :
قالت هريرة لما جئت زائرها=ويلي عليك وويلي منك يارجلُ
واما اشجع بيت قوله :
قالوا الطراد فقلنا تلك عادتنا=أو تنزلون فإنا معشر نزلُ
هُنا إستدركني النوم ( وكلّه من سبّة الجريش ) .. ورأيت فيما يرى النائم أنني
بقلب سوق عكاظ , طبعاً " لقافة حُلُم " قُلت لعلّي ألتقي بـ مسحل بن أثاثة** ..
فربما هذا بعد موت الأعشى لم يجد من يُهاجسهُ فعلّه يُهاجسني أنا .. وأستحوذُ على
تلك الـ " هريرة " .. فإذا بالاعشى معي وجهاً لوجه .. فقال لي : من انت ؟؟
فقلت له : شاعر من سوق " جيان " أتى زائراً لـ سوق " عكاظ " ..
قال : وماحاجتك ؟؟
قلت : مسحل بن أثاثة
قال : ويحك .. أتُريدُ هاجسي وانا صناجةُ العربِ وقد عجز عنه الفطاحلة ؟؟
قلت : ألم تَمُت ؟؟
قال : بلى .. ولكن هاجسي مازال حيّاً .
قلت : إذاً لي به ِ حاجه، وهممتُ أن اذكر حاجتي وإذا بـ مسحل قادم إلينا،
فقلت كفى يا أعشى هاهوَ مسحل
فقال مسحل : عِمتُما صباحاً ... وماحاجتك ياهذا ؟؟
قلت له : أريدُ ان اكون شاعراً وصناجةً كما الأعشى
فقال ابن أثاثة : اسمعني ماقُلتَ شعراً
فأنشدت هذه :
(وَدّعْ هُرَيرَةَ انَّ الرَكْبَ مُرتَحِلُ )=لولا هريره ؟؟ لقول البيت ذا حقّي
وان كان الاعشى يودّع ليش انا وَجِلُ؟=ميمون يودّع لأن النور مغمقّي
لكن فراقك انا مااقدر ولا احتَمِلُ=رُحماكَ ربي فراقاً قالها : سقّي
يعني صراحه احبك موت واشتَعِلُ=وشلون اودّع ؟ بهوّن ليش مااهقّي ؟
وان كان الاعشى تسرّع .. لا أنا افتَعِلُ=مااقدر اودّع ازود ذنوب في عقّي
اكذب عليك وجنون الحرف ينتَحِلُ=أعشى ولكن يشوف اشياء من شقّي
واليا هويتك على وضح النقا ثَمِلُ=اشرب ولو أفقد شعوري ولا اتقّي
ماهمني دامني شامخ بك وعَجِلُ=ولا تلتفت دام حبي داخلك رقّي
"وَيْلي عَليْكَ وَويْلي مِنْكَ يارَجُلُ"=هذي كبيره .. وانا شامخ عن النقّي
يعني " استَعَانَ بريح ٍ عِِشرِقٌ زَجِلُ "=جلجل حليّك و وسوس لي وانا اخقّي
مرات اعرفك ومرات اجهلك نَفِلُ=عمداً اعدّي .. اقول قلوب وتنفقّي
واليا نظرت بعيونك خوفها هَمِلُ=كله عشاني تخافين الحسد .. وقّي
من شان عينك ابكتمها ولو نَكِلُ=وانثر قصيدي على كفّ الغلا .. نقّي
نقّي كما نحلة(ن) تمتصّ وتندَمِلُ=خوذي رحيق وعطيني .. والعسل بقّي
واليا بقيتي انا ابقى فيكِ واشتَمِلُ=احوي حنايا .. وقدرك فوق مترقّي
عزّك وجاهك اكون الجاحد النَذِلُ=إنْ لم اُغنّي بها يوماً .. على دقّي
لولا يُقالُ فُلانَه صَابَها النَجِلُ=اقسم بربي لااحطّ اسمك ولا القّي
لكن احبّك وأحترمك ولا انتَعِلُ=شيئاً من الغدر ِ واقلب توتتك رقّي
وان كان الاعشى نواها شي ومنهَبِلُ ؟=واللي خلقني انا اعقل منه .. وانطقّي
واليا ذكرتك طلبت الله وابتَهِلُ=يجمع شتاتي على شتاتك .. اذا حقّي
فقال لي مسحل بن أثاثة : " لاتكثّر جريش قبل النوم وتغطّ زين عن البرد "
هُنا أدركتُ انني في " جِيان " ولست في " عكاظ " .
وإلى لقاء آخر مع متسوق آخر .
.
**مسحل بن أثاثة : هو جنّي الأعشى شعراً .. فهو من يلهمه الشعر كما ورد . "
.
.