هو ببساطة : أحد أشجع وأذكى رجال المخابرات المصرية .. مهمته كانت تحتاج إلى قلب من حديد وأعصاب من فولاذ..
فهو صهر الرئيس المصري وعليه أن يقنع الموساد بأنه جاء إليهم ليبيع وطنه ..
اللعبة كانت من أخطر ما يمكن لأنه ببساطة إما أن يقنعهم وإما أن يعيدوه لعبد الناصر جثة ..
وقد نجح البطل في قرطسة الموساد وصار هو الملاك الذي يحتفون به إلى اليوم .. حتى بعد أن أدركوا أنه قرطسهم..
البعض اليوم يتبنى وجهة نظر الأعداء في أن أشرف مروان كان جاسوساً لإسرائل على مصر ..
وأنه أفشى موعد العبور للعدو على الرغم من أنه أعطاهم موعد متأخر عن الموعد الأصلي ..
البعض لا يقبل شهادات رجال المخابرات المصرية حتى من أشرفوا على تدريب مروان رحمه الله .. البعض لا يدرك أننا انتصرنا في حرب أكتوبر على الرغم من وجود الملاك بجوار الرئيس السادات ..
البعض لا يدرك، وقد يدرك لكنه جزء من الحرب النفسية التي تبدأ كلما اقترب موعد ذكرى العلقة الساخنة التي تلقاها العدو على رمال سيناء ..
وأخيراً سؤال وجه للواء عمر سليمان (رحمه الله) من وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط مفاده : هل أشرف مروان كان جاسوساً لأسرائيل ؟ وكانت الإجابة بكلمة واحدة : فشر!
أشرف مروان لم يعد لغزاً محيراً إلا لمن يمشي على هوى الأعداء سواء بعلم أو بجهل . وما أكثر من صرعتهم الحرب النفسية فصارت نفوسهم مهزومة يائسة، يرون كل بارقة أمل في النصر صاعقة عذاب .. ومثل هؤلاء ينتهي بهم المطاف حاطبين في هوى الأعداء .. وهي عقدة المهزوم الأبدية .. الذوبان والفناء في ذات الأعداء.