خطى ذروة ..

[فاطمه حسين]

حين عانق الواقع حلمًا كان بالأمس سحيقاً .. وانطوت تلك السنون .. وباتت كل تلك اللحظات كامنة في عهد الذكريات .. خطت معها يراعتنا خطوات صغيرة .. تحملنا شوقًا للمستقبل .. و تزيدنا حنين لماضٍ جميل .. شاركتنا فيه أرواحٌ نقية تحمل بين حنايا أضلعها قلبًا محباً .. سلكنا معًا ذات الطريق .. و ذللنا لبعض بعض الصعاب .. تعانقت قلوبنا في كل اللحظات .. زادتنا قوةً المرة منها وملأتنا دفئاً تلك السعيدة .. كُنا لبعض أكتف السند و أهازيج السرور ..
إبحاراً في سفينة لطالما تذمرنا منها .. و ها نحن نرسو على شاطىء الختام .. باتت أمنيتنا أن نعيد أيامنا في جوف ذلك البحر و إن مالت سفينتنا أو حطمتها الأمواج ..
يشق عليّ المسير بعيدًا عن مأمني و مكاني .. حديقتي الغناء التي زينتها الازهار ..
أسترق النظر إلى كل الزوايا وتبان لي كل الخفايا ..
و يمر بي طيفٌ لطيفٌ و ابتسامة سكرة .. و يعود في أذني كلامٌ قد بدأت أُفسِّره ..
كُنت لي الأم و النيرة .. و شمعة روحي و نور الطريق .. و عبق الكلام وحسن الصديق ..
إليك الحروف تخفض رأسها و كل الكلام يفيض خجلاً ..
معلمتي .. نهلت من فيض عطائك كل العلوم و رقي التصرف و حسن الحديث ..
و أمي الحبيبة ماذا أقول ؟ صغيرتكِ تلك أشبعها الفضول .. تخطَّت جميع السنين و تعـدت كل الفصول .. و كفكِ لم يكف احتضانًا لاسمها في كل مناجاة و دعاء ..

و في آخر الحروف ..
أتمنى أنني كُنت جزءًا جميلًا في ذاكرتكم .. و آمل أنني تركت بصمة في أنفسكم .. ستبقون في أكف الدعاء دائمًا و سيبقى القلب مسكنكم ..

فاطِمه حسين .