قصص قصيرة جدا

[صلاح القرشي]

انجنير

أخبرني أن ابنه الآن يدرس الكمبيوتر "انجنير كمبيوتر" قالها لمزيد من التوضيح ثم أكمل عملية تنظيف المكتب,رفع لوحة المفاتيح برفق شديد ومسح الغبار تحتها , مسح أطراف الشاشة بعناية فائقة ثم سألني عن سعر جهاز الكمبيوتر أخبرته بسعر تقريبي , اخرج صورة من محفظته ..ثلاث أولاد وبنت يبتسمون للمصور أشار إلى أوسطهم قائلا هذا هو إحسان,هذا الانجنير.




دندنة

عاشت عمرها تحب الأغاني، والراديو لا يفارق مطبخها، وعندما كبر الولد أخبرها أن الحديد الساخن سيُصبّ في أذنها.. لم تعد تضع الراديو في المطبخ لكنها تنسى أحياناً وتغني.... "نستنا وإحنا في جدة ونسيت أيامنا الحلوة "



حالة

كانت تحدثه بحنان كبير وهما يأكلان من نفس الطبق , كانت أمامي مباشرة, ممتلئة بالشباب وذات سمار آخاذ , التقت عينانا للحظات وعندما غادرا معا شعرت بوحدة هائلة.




أغنية

كانت الموسيقى حزينة, ورغم أني لم أكن أفهم لغة المغني إلا أنني شعرت بالصدق واللوعة في صوته.
بحثت بعد ذلك عن ترجمة للأغنية ووجدتها . كانت تتحدث عن رجل وحيد ينتظر إمرأة لا يعرفها .






دوران


عندما صحوت من نومي كانت كل الأشياء تدور من حولي , ساعة الحائط , لوحة الجدار, باب الغرفة ..زوجتي المذعورة كانت هي الأخرى تدور من حولي .
في الطريق إلى المستشفى بدت الأشياء مقلوبة والناس يمشون على رؤوسهم ..الطبيب الذي كان يتحدث وهو يدور حولي طلب مني الهدوء, ثم عاد ليطلب مني أن أنام على السرير.
أتذكر أنني كنت أحاول القبض على السرير بيدي الاثنتين لكنه تحول إلى دوامة بيضاء سريعة .