" مِنْ بُيُوت العَرّافاتْ " ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
رِيْش. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 6 - )           »          لعنة المزمار .. !! (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 19 - )           »          الهاوية التي تصعد بنا! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          حوار على حافة الضوء... بين ظلّين يعرفان بعضهما! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )           »          حين تلمس السماء القلب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          حرف عقيم (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 18 - )           »          و شَعْرِي جَنّ ... (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 11 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 2920 - )           »          الانجذاب الأخير "هجين من القصة والشعر والخاطرة" (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 3 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 897 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-2009, 11:44 AM   #1
رهيــد
( كاتبة )

افتراضي " مِنْ بُيُوت العَرّافاتْ " !





.
.


لا أعرف كيف يمكنني أن أكون امرأة حقيقية كباقي النساء . كيف يمكن أن أبدو , حتى لا أشعر أن أنوتثي تقدمت في العمر قبل الولادة .. وماتت في غير حضرتي .. ودفنوها بهدوء .
على الأغلب .. تظن الأنثى بأنها أنثى إذا ماتجمّلت بالأصباغ والكعب العالي ووجدت مايجعلها تقف مطوّلاً أمام المرآة .
وفي عُرفنا .. كانت الأصباغ والأحذية العالية عيب . وليس من جدار يخصني أو يكفي لمرآة . لايمكن أن أتحسس أنوثتي أو أرى نضجي .. كنت لا أراني , و كُنّا كثيرات .. في جيب غرفة واحدة .
كانت أحلام أخواتي الصغيرات تلكزني .. فأجد أن أحلامي شاخت في منتصف الثلاثين .
أحلام الصغيرات حلّقت وارتفعت .. وأحلامي قديمة لاتُباع ولاتُشترى .. ولايُفتح لها باب .

لايمكن أن أطمئن على نفسي ولا على أنوثتي .. حينما أُنعت دائماً بالكبيرة .
كان سيئاً أن أجدني مُستخدمة ومعروضة على العرّافات والكهنة .. وكل مايمليه عليّ تفكير أمي .
سيئ .. أن أجدني في محضر لتلاوة القرآن بزعم رجل أخبرهم بأن بي مس من جان !

قطعنا شوارع مُخيفة لنصل إلى العرّافة التي أوعزت إلى أمي أن أتبوّل على فأس ساخن لينفك السحر وأتزوج !
أتخيّل .. أن أنوثتي تُروى في بيوت العرّافات .. وأن أحلامي تقترب من أسطح منازلهن .
أتخيّل , أني أسمع صوت زفافي ,وأني أرى فستاني الضائع طوال أعوام .
وأعود ورائحة ثيابي سيئة !

لم يتبق من أنوثتي شيء . أعلم أن غيابها سيطول مادمتُ امرأة لايتقدم لخطبتها أحد .
يزداد الأمر سوءاً كلما تزوجت إحدى القريبات .. وكلما دُعينا لحفلة عرس . كنتُ مرغمة لأحضر . لعلّ إحداهن تُقرر شرائي .
لكني أعود بوابل من الشتائم والإهانات لأني لا أجيد التمايل والرقص .. لأني قضيت السهرة على المقعد .. لأني لا أتحدث إلا في القليل .. لأني أشياء سيئة كثيرة .

قليلة هي الفرص الآن .
كنت أحلم برجل وسيم في مقتبل الثلاثين .. ثم صرت مقتنعة بصاحب الوجه المقبول الذي يُحاكي الأربعين . والآن لا أمانع من أن يكون لي نصف رجل في الخمسين .. احتفظ بنصفه الآخر لزوجته الأولى وأبناءه .

أنوثتي لاتُزهر .. ولا تومض .. ولايبدو أنه سيسقيها أحد .
اختار أبي أن أكون شيئاً كـ رُجل . وزغردتْ أمي حينما انفك السحر ..
وخلا المساء إلا من جهنم . باقية أنا في العتمة .. باستثناء ليلة أو ليلتين ..!!
تقرر أن يتزوجني أحدهم " مسياراً " .


.
.

 


التعديل الأخير تم بواسطة رهيــد ; 05-05-2009 الساعة 11:48 AM.

رهيــد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حِوَارْ مِنْ نُوعْ آخرْ ! تركي الحربي أبعاد الهدوء 8 05-31-2006 08:40 PM


الساعة الآن 02:55 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.