[ بَائِعَةُ العِطْر ]

[العطر]

حِينما تَنّتابني [ كآبَتي ] يَتَعطل الكَون في عَيني .. مُبلدة الإحساس لا أشعُر بأنَّ في قَلبي حَياة
أصواتْ الآخرين تَبدو في أُذني كَئيبةٌ .. أكْرهـ كُل شيء حَولي ! وأكرهَني
حَيثُ أنّي أصبح إنّسانةٌ [ بَذيئة الأخلاقـ ] وَلا أطِيق الحَديثْ إلى أحد ولا مَع أحد .!
الصَمْت يَكْتَنِفُني حَتى أنّي أفقد قُدرتي على الحَدِيثْ لِـ درَجَةِ الشَك بـِ أني خَرسَاء
ياااااالله [ هَذا الصَبَاح يَشي بالكَآبه ]

 

[العطر]

ولا شَيء سِوى أنَّ الحِكايةَ قَدْ إنّتَهت ..وَعلى نِهَايَتُها .. بَدَأتُ تتْعَبُ أكْثَر ..
بَدَأتْ تُنّهَكُ أكْثَر .. تَبْكِي أكْثَر .. تَعْتَبُ على الدُنيا أكْثَر .. وتَحِنُّ أكْثَر..

 

[العطر]

لم أُطلق حُكماً على أحدٍ مِنّ خَلق الله إلا وَيأتي حُكمي قَطعاً بالصِحةِ بل يَتَجاوز ذلكَ إلى ماوفقها
حَدّ اليقين والصِدق ..!! بِقدر مايُعطيني هَذا النَبأ مِنْ الحَذر بـِ قَدر مايؤذيني ..!! قَلّبي مَوجوع
يا أُنّت وأنا أحْكي لَك تِلك الأسْرار .. لَمْ أشُعر حِينها بـِ شيءٍ ولَكن وَربي يا أغلاهُم أنّ هُناك
ثَمّةَ ما قَدْ دُفِنَّ وأنّت تُعزيني بـ [ هذي وَساوس شَيطان ] وأنا التي أُدْرِك أسرار روحي
وأعْلَمُها جَيداً .. وَأُصَدِقُهَا .. وَهِي التي لم تَخْذلني أبداً .. لَيّس مُهِماً أنَّ نَكون سُعَداء بِقَدرِ
ما أنّ نَكون مُطمَئنِين لـ ما حَولنا .. وَهَذا ما فَقَدته وَوَجدتُ بَدِيلُهُ ضِيقاً يَجعلُني أغَادِر دونَ
أنّ اُكَلِفَ نَفْسي البَحث أكْثر فـَ يَنّكَشف الجَانِب المَظلم فـَ أفْقِدُ ثِقتي في كُلِ مايَتَعَلّقْ بِهِم ..!
لا أُخفِيك بأنَّ في دَاخلي رَغبَةٌ لـِ الضَحك بِصَوتٍ عاليٍ إنّه شُعور [ الهَزيمة في قِمة الإنّتِصار ]
إنّتَصَرتُ أعْلم ذلَك! .. ولَكِنِّي هُزِمْتُ بـِ كُل هَذا الخُذلان ..! هُزِمْتُ وأنا أحْمل كُل هَذا بـِ قَلبي
في مُحاولةٍ للهروب وَتَرك مَسَاحة الفَرح لَكَ وَحْدك .. في حِين كانَ يُفْتَرض بِي أنّ أجِد جَواباً
لـِ سؤال [ وَمَا ذنّبِي أنا ؟ ] الذي أرهَقني بِه الزَمَنّ في وَقْت لَم أكُنّ في حِمْل أوجاعٍ جَديدةٍ ..!

 

[العطر]

رِسالة [ 1 ]

يا أنّتْ .. وأنا أكْثَر إنّاثْ الأرضْ مَنّ تَفْهَمُكْ
وَتُدْرك بأنَّ الحَياة كَسَرَتك أكْثَر مِنّ كَسْري ..!
أنا التِي قُلّتُ لكَ ذاتْ يَوم ..[ بَعض الأشياء فَقْدُها لايُعَوض ]
وَبَعضُ الأشْياء بـِ فَقْدِها تَفْقِدُ الحَياة فـَ تَكون في [ عِداد المَوتى ..! ]
وبَعْضُها بـِ فَقْدِها تَفْقِدُ نَفْسَك .. !
[ وَهذا أشْدُها ألماً .. ] فـَ أينَ تَبْحثُ عَنّكِ .. أينَ تَجِدُك !

سأفْتَح[ رسائلَ عبير ] قَرِيباً وأترُكها مَعَلقةً أمام أعْيُن العَابِرين مِنّ هُنا ..
عَبير مَفقودة الروحْ مُنّذ [ 1080 ] يِوماً .. مُرهَقة الجَسد .. ! رَفِيقة أورَقِها
سَجِينةَ مَكْتَبَتِها .. وذِكرياتِها .. ! عَبِير التِي أجْملـ كَلمةٍ قَد تَسْمَعُها مِنّها [ لاشَيء يَستَحق ]
حَتى بَاتت مألوفَةٌ على لـِ سَانِها ..! عَبِير التِي عَلّقت رُوحها في خَيط بالي فـَ أنّقَطع بِها
عِنّد أول مُحاولةٍ لـ التَشَبُث بِه نَجاةً مِنّ الغَرق ..!

 

[العطر]

اليَومْ قَررتُ أنَّ أصْنَع شَيئاً جَدِيداً في حَياتِي .. سأُرَتِبها كما يَنّبَغي لَها أنّ تَكون
وَقَفْتُ بـِ كامل كِبريائي وأنّحَنَيتُ بـِ أدب لـِ نَفسي وَقُلت [ أعلمُ أنّكِ نَفْسٌ عَظِيمةٌ ]
وَتَسْتَحِقين أنّ تَكوني في أجملِ حالآتك .. ولكِنّ ياسَيدتي ما أفْعل بـِ [ مِزاجي السيء ]
الذي كُلما رَتَبْتُكِ جَاء وَبَعْثَرك .. أُعْذُرِيني أيتُها العظِيمة .. وَأعِدُكِ أنّ يَكون كُل شَيءٍ
كما تَتَمِنين .. ثُمَّ [ خذتها بيدها .. ومشينا *]

[ * البَدِر ]

 

[العطر]

يووووهـ [ يا أُمي ] سُؤالكِ هَذا الصَباح أربَكَنِي وأنا التي لا تَسْتَطيِعُ إخفاء إرتِباك عَيّنيّها
أمام إحتِواءك العَظيم .. [ وش فيها عيونك ؟ ] وأتَسَاقط يـ [ أغلى الناس ] وأرفع دَمعي بـِ أطْراف
أصَابِعي [ اللّعنه ] لا تَجرح قلب أمي [ تكفى ] صَدري يَرتَجف وأبْتََسمُ بِغصةٍ وأنّحني على يَدها
وتَتَصَاعد روحي نَحوَ رأسها و [ أطمَئِن ] ضَعي يَديّكِ على عيّنَاي [ وبتصير زِينه ]
وأهْرب مِنّ مُحاصَرتِها لي .. وأتْرُكني عالقة بـِ ألمٍ وأنا أرى قَلقها على وَحِيدتها ..!!

[ بين صَباح الحُب .. وكآبة السابعةَ صباحاً .. دمعةٌ مُهَذَبَةٌ تَسقط .. وَيَتَحَطمُ الكَون ]

 

[العطر]

إلى صَدِيقتي الطِفلة في بِهجَتِها ..
إلى مَنْ آتي إليها كُلي حِين يُغَطيني الليل بِرداءهـ
الليل الكَئيب [ طَبعاً ] وَتَسحَب هَذا الليل .. وتُهْديني [ فَيروز الصَباح ]
وأبْتَسِم .. وأضْحَك .. وأرسُم بيدي خُطوطاً مُلونَةً [ أحمر .. أصفر .. أخضر
أزرق .. وتأخذ مني اللون الأسود وتُخَبأهـ خلفها ..] وأركُض نَحوها [ شوفي كُراستي ]
رَسَمتُ هُنا وَردةً بَيضاء .. شَايفه ما أحب إلا الألوان البَيضاء
[ ممممممم طيب] ومن هَذه التي بَجانب الوردة ؟ هَذي أنا شوفيني أضْحَك
[ موب إنتي قلتِ لي مافي شيء يستاهل ]

إلى صَدِيقتي .. الأم في حَنَانِها ..
إلى صديقتي .. الأخت في وفائها ..
إلى صَديقتي .. القريبة في قَلبها ..
إلى الحنين .. الحنين وَحدها .. يارب تَحفظها ..

 

[العطر]

هُناك شَيئٌ ما في البَيّتْ .. فَوضى لم تَعتَدها .. أشْخاص غُرباء تَكثر زياراتِهم ..!
أحادِيثٌ جَانبيةٌ أشبهُ [ بالسّرية ] إلتِصاق إخوَتِها الدائم بِها .. كُل هَذا لم يَكن لـ ِيَعنيها ..
أخذت تُرتب مكتبتِها هذه العادة التي تُمارسِها كُل صَباح وكأنها تَرغب في لِقاءٍ حَميم بينَها
وبينَ أبْنّائها [ الكُتُبْ ]..!
عِنّد نافِذتِها كانت تقِف [ نِجد ] تتأمْلها بِسُخط .. [ الناس هالأيام تقضي وقتها بالمطبخ
وإنتِ مقابله هالمَكتبه ] وما مُناسبة هَذا الحَديث .. [ مممممم تعرفين رمضان وتحتاجين
تتعلمين لك شغله ] أبداً لم يكن هَذا مَقصَدكِ فَكُل الرمضانات وأنا هَكَذا .. أتعلمين
يا نَجد [ أكْرهُكِ ] حِينما تُحاولين التَذاكي عليَّ تَكونين لَطيفةٌ حين تأتين بِكل صِدقك
وَترمين مافي قَلبك بِوضوح .. [ قولي وخَلصِيني ] أو بِمعنى أقربْ [ قولي لأجل ترتَاحين ]
ما أشعُر بِه يا [ عَبير ] أنّكِ تَعيشين هُروب مِنّ شيءٍ ما .. أنا أُدركه جَيداً .. لَكِنّي لا أُدرك لِمَّ كُل هَذا!
يا [ نَجْد ] سُنّة الله في كَونه أنّ نَتعلم [ القُبول والرضى ] وأنا : كُل هَذا يأتيني في هَيأة [ صمّتْ ]
صَدقيني أنا راضيةٌ وَمُقبلةٌ على أمر الله .. لَكنّ هَذا لايَعني أني سَعِيدةٌ مُطلق السَعادة .. في أقصى
القَلبْ [ وَجع ] غير قَادرةٌ على تَجاهُله أو تَناسِية .. شيءٌ قويٌ جِداً يُحرضني على مُمارسة
حُزن الأيام .. وحُزن الأماكنّ .. وحُزن الوجوهـ .. شيءٌ يَجْعلُني أرفُضني أحياناً وأقبلني أُخرى
شُعورٌ قاسٍ جداً .. هل تََسْتطيْعين أن تَتَخيلي كَيف يَعيش إنّسَان بَين نَقيضين تماماً ...!؟

[ يَتْبَع ]