يا أبي أيا والدي ( خواطر متجددة ونثريات عنه رحمه الله وغفر له )

[مها مراد]

رحمه الله وجعل مثواه الجنة

 

[إبراهيم عبده آل معدّي]

مروة عبدالله
مها مراد
شكرا لكما وجزاكما الله خيرا

 

[إبراهيم عبده آل معدّي]

( 3 )

قالت لي والدتي أمي الحبيبة بعد رجوعي والدموع تعتصر عينيها الطاهرتين : " تركتموه ورجعتم " !!!؟
فشعرة بالغصة التي لا أعتقد أنها تشابه الغصة التي بأمي


رحمك الله ياوالدي وغفر لك وأدخلك الفردوس الأعلى بلا حساب ولاسابقة عذاب وأن تجعل قبره روضة من رياض الجنة وتجره من عذاب القبر وعذاب النار .. آمين

 

[إبراهيم عبده آل معدّي]

( 4 )

أبتاه ...مازلت الملك
لاشيء يعدل نظرتي لك
آهٍ ..لو قاربتُ شيئًا من شجاعتك أو حكمتك
تتكلم والجميع بحضرتك ..فالكل يصمت إحترامًا لهيبتك
تذبحنا صروف الكون نحن ، تمزقنا خيانات الأصدقاء ، يفاجئنا غدر الأوفياء
نتذكر الكلمات بل أبيات شِـعرك بل كل الحديث
ننتصب مرة أخرى في وجه أمواجِ الحياة (اثبتْ بُنيَّ ) مازلت أذكرها
مازلت أمتلك أفتخاري عندما أراك أمامي وداخلي وفي خاطري
أنت الملك ....نعم أنت الملك
سأظل اسمع كلماتك العذبة ..مازلت أحترم عشقك للكرامة
ستظل أنت الملك
(لاتنثني قُـمْ وانتصب)
أبتاه دعني إليك أقترب...
أبتاه ومالفخر العظيم إن لم تكن أنت أبي
نعم.. فالقلب والعز والكرامة تعشقك..إن لم تكن هي لك
كل الكلام يعجز أن يوفيك حقك آهٍ ...ما أروعك
أما يحق لي أن أنسج كل هذا الحب لك ..والفخر بك
عندما أنظر لابني يأخذ منك ملامحك .. يأخذني الفخر بأنه قد شابهك
فلأوصي ابني بتقوى الله أيضًا فقد قالها ابتاه ، بل قالها الجد الملك
أبتاه ستظل دائمًا أنت الملك

 

[إبراهيم عبده آل معدّي]

( 5 )

أبتِ من لي سواك بعد الله في شددي
أبتِ هيبتك تعلو إذا مسني خور وفي جلدي
أبتِ أنت الإمام للمراجل ولو قالوا لقلت أبي
أبتِ أنت للوفاء مُقام وللشجاعة مغوار وابن أبيّ

مقيم صلاةٍ صائمٌ يخاف الله وحده وللقرآن شديّ
رَضيُّ أبٍ وأمٍ ولله قبلهما أنت الرضيّ
قدوة أنت ولكن من عله يستطيع نيل قصيّ
للجار غوث إذا ما احتاجه سده مَسد غني

لي أن أنشد كل هذا وإني لمقصر في حق أبي
فيارب اغفر لي التقصير واجعل باقي الحياة في بر أبي
اللهم لك الحمد والشكر أن خلقتني ابنه وهو أبي

 

[إبراهيم عبده آل معدّي]

( 6 )

بعد انتهاء ثالث يوم في العزاء ارتحت في شقتي وكانت ذكراه تروح قليلا وتأتي ، ولكنني لم أكن أعلم أن زيارتي الأولى بعد أيام العزاء لبيت والدي رحمه الله ستكون حزينة وموجعة لهذه الدرجة ، فهذا المكان جلس فيه للصلاة وهذا المكان كنت أمسك فيه بيده الطاهرة لأجلسه كي يصلي وهذا المكان الآخر رآني حين دخولي للبيت لزيارته ووجهه الوضاء متهللا ومستبشرا يسأل عني وعن أبنائي وزوجتي دائما ويكلم ابني الصغير ذو السنوات الثلاث ويسألني في الهاتف في الصباح الباكر عن أحفاده هل هم معي ذاهبين للمدرسة .

ماكل هذا يا أبي ، ماكل هذا يا أبي ... كيف لايبكيك قلبي قبل عيني ياغالي ..كيف ياغالي.. كيف ستجف أجفاني .. كيف سيلتئم حزني وسينجبر مصابي كيف .. كيف لا أجد ريح رأسك وأنا أقبله شرفا لي وتفاؤلا ؟! هو قدر الله ونعم بالله .
عزائي أنه ذهب لمن يحبه ويذكره كثيرا .
اللهم ارحم والدي واغفر له وتجاوز عن سيئاته وضاعف حسناته أضعافا مضاعفة برحمتك وجودك وكرمك واكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة وقع عذاب القبر وعذاب النار وادخله الفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابقة عذاب يارب العالمين آمين .

أبتِ من لي سواك بعد الله في شددي .

 

[إبراهيم عبده آل معدّي]

( 7 )

أبتِ ماذا عساه أن يجود به قلمي
فقدك موجع بل بالغ الألمِ
أبتِ كم قلت : اصبر بني على النصبِ
أبتِ قد أنشدتُها قبلا :
من لي سواك بعد الله في شددي
مقيم صلاة صائم يخاف الله وحده وللقرآن شدّي

لله درك في أم أنجبتك أبي
كم أنت للبر عنوان كم كنت رضيّ
لم تفتأ ذكراها تغرق عينيك بدمع منهملِ
برٌ وصلةٌ ووفاءٌ بوالدك بهي
أبتِ لم يزل صوتك بالقرآن في أذني

أبتِ قد سرت لرحاب الله في مشهد جللِ

أبتِ غبت عن مجلسك وهانحن في تعبِ
أبتِ عزاؤنا أنك عند الرحمن الولي

أبتِ غفر الله لك برحمته وأسكنك فردوسه العالي
أبتِ سامح تقصيري معك أيا نفسي ويا سندي

وصل اللهم على محمد من ليس بعده نبي

 

[إبراهيم عبده آل معدّي]

( 8 )

تجتاحني لحظات وفاته رحمه الله وغفر له عندما كان يلتقط أنفاسه ولم يمهله قلبه ولا انخفاض ضغطه المستمر ، فتح عيناه للأعلى بتحركان لاسترجاع نفسه وأظنها لحظات الاحتضار وفجأة توقف كل شيء ، كل ذلك كان يتم وقدماه باردتان جدا ، بعد محاولات الإنعاش القلبي نظر إلي الطبيب قائلا : " البقاء لله " لم أدرك نفسي إلا وأنا أنزل لأقبل قدميه الطاهرتين ورأسه الكريم وأنفه الشامخ دائما .
رحم الله والدي وغفر له وثبته عند السؤال ، وجعله في جنة الفردوس الأعلى بلا حساب ولاسابقة عذاب ، وجعل قبره روضة من رياض الجنة ووقاه عذاب القبر وعذاب النار اللهم آمين


الثلاثاء ١٧/ ٧ / ١٤٣٦ الموافق ٦ / ٥ / ٢٠١٥ ذكرى وفاة والدي رحمه الله وغفر له حيث سار لرحاب ربه عز وجل قبل شهر إلا ساعات من الآن