I .. أُّميَّ أي غَصةٍ أّشْهَقُ بِهَا صَــدْرَ الحَنيِنِ إنْ اْشْتَقْتُكِ .. I - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
أبسط أماني الليل ..؟! (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 90 - )           »          ماذا تكتب على جدار الوطن ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 1578 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7527 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4706 - )           »          اعترافاتٌ تُكتَبُ بِنارِ الرُّوحِ وقَبضَةِ القَمَرِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )           »          حِوارَاتٌ مَعَ الغَرِيبِ: مِرآةٌ تَسْأَلُ، وَصَدًى يُجِيبُ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          حرف عقيم (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 24 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 79 - )           »          هشاشتُنا المُشتَعِلَةُ: رقصَةُ الأرواحِ العاريةِ فوقَ هاويةِ الوجود! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 825 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-28-2013, 03:14 PM   #8
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

افتراضي


.
.
آه .. هند حكيتي لي عن يوم دراسي ، وبدأت دموع الحكايا تنفرط أمام عيني ،
تذكرت كيف كانت توقظني والدتي صباحا للمرة الأولى توقظني للصلاة ،
والثانية تخبرني أني تأخرت عن وقت خروجي ، والثالثة تشدد لهجتها
إن لم أصحو ستأتي بكوب ماء بارد فهو كفيل بالمهمة المتعبة ،
وفي كل مرة يحلو احتضان الوسادة ، وتعاود إيقاظي دون كلل ،
لأستعد للذهاب لمدرستي وكوب حليبي الدافئ كدفئ قلبها
تمسكه كي تطمئن أني شربته ، للحظة خروجي تتفقدني ، إلى ان تبعد
شعرة من جديلتي سقطت على كتقي ، وكأنها تريد أن تشتمها
لأنها تسيئ لهندامي ، أخرج وتتبعني دعواتها ' استودعتك الله '
أصل لمدرستي ولايرى سوى حاجب غضبي على اليوم الدراسي ،
حقيبتي، جرس المدرسة ، رؤية مدرساتي ، ثقل طابور الصباح ،
الإذاعة المدرسية ، وتفتيش الأظافر_ الذي كتبت فيه أكثر من تعهد_ ،
على أني كنت من المتفوقات واللطيفات أيضا _ولكن كنت أميل للمزاجية والقيادية أكثر،
أو بالأصح لا أحب أن أتكلف بمسؤولية معينة ، ولا أحب الأوامر ،
أتتبع عقرب الساعة وأنا متمللة من كل شئ ، أريد بيتنا ، فراشي ، التلفاز ،
الهدوء ، أعود للبيت متضجرة مما كان بالخارج صوت حارس المدرسة
وهو يصرخ في فم المايكريفون بصوته الحاد 'فلانة بنت فلان تطلع '
يالله كم هو مزعج ، الزحام الكثيف ، الإشارة المتبلدة ، رطوبة الجو ،
وعيني الذابلة من السهر ، ولا يستقبلني بوجه مبتسم سوى أمي ،
تلك التي برؤيتها تتقلص مسافات الأرق داخلي دون شعور ،
ومع هذا لا ألقي لذلك بالا في جل أمري ، تستقبلني كالأميرة ،
المنزل يعج برائحة قهوتها ، الغداء جاهز ، كل شئ نظيف ،
غرفتي البائسة التي تتذمر من فوضويتي ، أجدها هي الأخرى منتعشة ،
سريعا آخذ حمام بارد ، وأعود لأنتهك ترتيب غرفتي ،
أحضر وجبة الغداء معهم وﻷني مغرمة بالنوم ، فلا آخذ كفايتي منها ،
أغفو بقيلولة مابين الأربع إلى الخمس ساعات ، أصحو وقد اعتدل مزاجي ،
ثم أبحث عن أمي _كم كنت أنانية وسيئة أيضا _، كعادتها أجدها
في تمام الثامنة مساءا تحتسي قهوتها ' النسكافة ' أشعر وكأن رايحتها
مازالت متشبثة بأنفي، ولا أسمع سوى ' يالله تحييها تعالي تقهوي '
أجلس بالمقابل لها أنتظر قهوتي تبرد، وهي تتفحص وجهي وجسدي
لتسألني وكأنك ' نحفت ' أشرب قهوتي على عجل كي لاتنهمر بباقي
الأسئلة التي مللتها ، وأوري الحقيقة بقولي ، لا'يمه البيجامة وسعت ' ، فأهرب من جو
تحقيقها كما كنت أسميه ، وأخبرها عن ابتهاج المدرسات بآخر مقال كتبته ،
وتكريمهن لي في إذاعة الصباح ، واختياري لتقديم مقال أدبي كل أسبوع ،
وعن المعلمة التي عادت من إجازة الأمومة ، وزميلتنا التي كتب عقد قرآنها ،
ولم أفكر أن أسأل عن حالها ، عن أثرِ الحرقِ بيدها ، وعن
السُكري الذي نهشَ عافيتهَا وَسرقَ حُمرةَ لونهَا ، أنكب على وجه كتبي إلى مايقارب
الواحدة ليلا ثم أخلد للنوم ،
بعد تكرر عبارات التوبيخ منها صحتك. .. نامي. .. السهر مب زين. ...... الخ ،
ولا ألقي بالا للمرة الثانية ، فقط أقول لها ' ادعي يجي مطر عشان نغيب ' (:
ذلك أن مزاجيتي للسهر في أهب نشوتها.
وهكذا يتكرر ذلك المشهد طيلة أيام الأسبوع ، ويومي العطلة لا أحبذهما،
ففيهما تجمع العائلة الذي أسميه تجمع العقول الفارغة ، وكثيرا ماكنت
أدخل مع والدتي في نقاش لايروق لي ، لأن في رأيي لن يبنى مجتمعا
يتحدث عن آخر الطبخات ، والمسلسلات وأحدث الآت الرجيم ..
فكنت أحب العزلة وابتكار أفكارا لكيفية حفظ دروسي ، وإنشاء بحوث متميزة ،
والتي هي محط أنظار معلماتي من قبل
الآن تبدل كل شئ ، أعود كهذا الوقت متضجرة من سوء الحال خارج البيت ،
لأجد مايسوؤني أكثر بالداخل ، أتسلل في ملل وأنا أقلب رزمة مفاتيحي
دون انتباه ، كل شئ هامد ، لا رائحة قهوة ، لا وجبة غداء ، والأهم
من ذلك وجهك المبتسم ، فقط صوت الأجهزة اﻷلكترونية وهي تأخذ
قسط من الراحة ثم تعمل ، وأنا من أين لي براحة بعدك أمي ، آه أمي
لاأحمل قلبا بحجم سماء قلبك دون حدود ، أغضب ما أن حرك ساكن
أو كسرت قطعة في منزلك ، أو أستقبلت ضيوفا غليظي الطينة ،
ما أجملك كيف كنت بهذا الكرم من الصبر ، لتتحملي ثقل مزاجيتي ،
وأنانيتي ، وفوضويتي ، وجنوني أحيانا. .......ورب السموات السبع والأرضين
يا أمي أفتقدت كل شئ معك ، ولك ،أفتقدت أسئلتك الحانية ، كيف إختبارك ..
مابك هزيلة ؟ ماذا أكلت ؟، كيف هو يومك ؟ وماذا ستلبسين اليوم ؟ . .
وماذا. . وماذا ؟ . ، كنت بين يدي وظننت ان ذلك تحقيقا بقدر ماأيقنت
أنه اهتمام ، بعدما أفتقدتك ، لا أحد يسألني. .! لا أحد يهتم ... !
حتى أصبحت حياتي باهتة ، خاوية ، أدخل غرفتك أقلب
في تسريحتك الكبيرة ، بقدر ماهي ممتلئة بأغراضك إلا أنها تئن لفقدك ،
أشتم رائحتك فيها ، وتنساب المشاهد بين أدمعي وحبات سبحتك
تتغنج بين أصابعك الطهر ، وترتسم صورتك وأنت تتزين بكحلك ،
وتقلدين جيدك ذلك اللؤلؤ ، وغرفتك تفوح بأنفاس العود ،
وضحكاتك وأنت تتكئين بهاتفك على كتفك الغض ، بين الحيعلتين
أضمها قطعة قطعة إلى صدري وأمرغ بها جفاف خدي من لمسك .


آه أمي أقولها بصوت الفقد المبحوح ، كل شئ بعدك ذابل فقط ،
إلا ابنتك بعدك ذابلة ويتيمة .



.
.

رحمكِ الله ياسيدة النساء ، وجمعني بك في الفردوس الأعلى

 

التوقيع

.
.
أَتَذكُرُ أشياءاً لَمْ تَحْدثُ ..!!!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:51 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.