اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال عبدالرحمن
أهلاً بكَ يا عبد العزيز ,
رغمَ أنّ التّفجيرَ الّذي قامَ بهِ ماكفاي لا يُفسِّرهُ اعتراضهُ على السّلطةِ الأمريكيّة و سياستها , إلّا أنّهُ يفسّرُ طلبَهُ الأخيرَ و استهزاءهُ بالحُكم الصّادرِ عليهِ تماماً كسيرهِ إلى غرفةِ الاعدام بشكلٍ هادئِ .
و لعلَّ الباحثَ في دوافعِ القتلِ الّتي تحوّلُ الانسان إلى قاتلٍ - و لا أجدُ هُنا فارقاً كبيراً بين قاتلٍ يقتلُ انساناً واحداً و آخر يفجّرُ مبنىً مليئاً بالنّاسِ الأبرياء , إذ أنَّ تطوّرَ دافعَ القتلِ و رغبتهِ سيكونُ لهُ الطّريقَ نفسهُ لدى الاثنين - قد يجدُ أنَّ الانسانَ القاتِلَ يُعاني من تحوّلٍ مُذهلٍ في السّلوك و في وعيهِ بذاتهِ و العالمِ من حولِه .
كنتُ تبحّرتُ مرّةً في ذلكَ الموضوع من خلال علم السّلوك البشريّ , أحد الاشياء المُثيرة كانَت مقارنةٌ بينَ الانسانِ و الحيوانِ في مسألةِ القتل , فبينما يقومُ الذّئبُ بالاقتتالِ مع آخرٍ لأجلِ أنثى أو زعامةٍ , فيهزمَ احدهما الآخر , و يقومُ الذّئبُ المهزومُ برفعِ قوائمهِ و اظهارِ المنطقةِ الأكثرِ خطورةً على رقبتهِ حيثُ يمكنُ للذّئبِ الآخر امساكهُ منها و قتلهُ في لحظة , " يعفو " الذّئبُ المنتصرُ عليه و يتركهُ ليذهب , إذ أنّها اشارةٌ بالاعترافِ بقوّته , في نفسِ الوقتِ لا يقومُ الانسانُ المدفوعُ للقتل بالتّراجع , إذ أنَّ القتل يتحوّلُ لديهِ إلى هاجسٍ لا يستطيعُ الخلاصَ منه , و قد قامَ العلماءُ بدراسةِ الاشاراتِ الكهربائيّة في الدّماغ لدى القتلةِ أثناءَ روايتهم لجرائمهم و اكتشفوا تراجعَ النّشاطِ الكهربائي للجزء الاماميّ للدّماغ المسؤول عن التّصرفاتِ المسؤولة و السّلوك السّويّ لدى الانسان .
و هذا قد يُفسّرُ أيضاً طلبَ ماكفاي للمثلّجات بينما تنتظرهُ حقنةٌ سامّةٌ في الغرفةِ المجاورة .
عبد العزيز ,
شُكراً للاختلاف المُضيءِ دائماً .
|
إضافة قيّمة جدّا يامنال (":
كما قلتِ القاتل يعاني من خللٍ في التمييز وقد يطول ذلك لـ حين وصوله للحظة اعدامه وهو ماحدث أثناء طلب مكفاي قد يكون القتل لغاية ما ويكون لها مبرّر معقول لدى القاتل لكنّها غير منطقيّة لدى الضحيّه أو الشخص السليم ولذلك نجد طلبه غريبا,ومن كلامك عن الذئب ندرك أن غايته بيّنه ومعقولة ولها حدّ لكنّ الانسان القاتل ليست لغايته حدود لذلك نجد جرائم الحرب دارجة حتّى مع اكتمال الاحتلال(غايتهم) لكنّه يتحوّل لهاجس وشحنات في مكانٍ غير مكانها,مكفاي حتّى لو اعترف بمبرّره لن يأتينا كما يراهُ هو لأنّنا نراه بمنظار سليم وهو لا ..
ممتنّ لك كثيرا ,