إلى هِيَ ! .. حسنا لا شئ يستحق

[بعد الليل]

هِيَ !

عندما نقررُ التخلصَ من أثوابِنا القديمة
نعلقُها بـ مشابك
نضعُها أمام البابِ
لـــ يمر من يمرُ ويأخذهُا
كــ صدقة لهمُ

عندما نقررُ التخلصَ من كتبِنا القديمة
نهديها لاخوتِنا الصغار ليقرؤها
أو نتبرعُ بها للمكتباتِ الخيرية أو العامة لــ يقرأها من يريد
وقد نريمها في مكباتِ إعادةِ التصنيع

عندما نقررُ التخلصَ من بيوتِنا القديمة
نهدمُها كأنها لم تكن أو نُعيد صيانتها لــ تبدو كأنها جديدة
أو نهديها للتاريخ ونتركُها كــ متاحف

وعندما نقررُ التخلصَ من أرواحِنا أو أصحابِنا القُدامى
نُعلقهم للريح
ونَتركهم
لا يهم أي الجهات .. نَحن أو هُم
وننسخهم
كأن لم يكونوا أو لم نكن

وحينها:

لا شئ يستحق

 

[بعد الليل]

هِيَ !

كيف هو الخِذلان
نختبئُ منه منذُ عُمر
تراكضنا ... فـــ عجزنا أن نسبقه
وسبقنا

كيف هُو الخذلان
نَقف جميعا وقلوبنا شتا
نرقصُ جميعا وقلوبهم أشلاء
ونصمت

كيف هُو الخِذلان
نبكي طفلا ترهقه حمى
وتُثكل .. يُغادرها فلذاتها الخمس
ونصمت

كيف هُو الخِذلان
نبكي حبيبا وننتحب فراقا
ويموتون الجوع ويتمسكون الليل ويتدثرون الموت
ونصمت

كيف هُو الخذلان
يأتي كثيرا فـــ يحملهم
ونقف طويلا و نخذلهم
ونصمت

كيف هُو الخذلان
سجنٌ كـــ قبر
وجوع كـــ فطام
وحزن كـــ موت
ووحدة بلا أخ
ونصمت

كيف هُو الخذلان
نرسمهم حروف ويستغيثوننا جثث
نكتبه أوزان ويدندنوننا دماء
نصمتــ هم دعاء ويستصرخوننا أخوة
ونصمت

كيف هُو الخذلان
يكتبنا بـــــ :

لا شئ يستحق