أصواتٌ تأتيني مِن دهاليزِ الأيام وخفايا الرُوح
تقرعُ بسياطِها تِلكَ المشاعِرُ الغائبة منذُ زَمَن
فتُوقِظُها من سُباتٍ لمْ يزل ملاذُها
وتؤلِمُها حدّ الموت
فتصحُو والجروحُ تنزِفُ دِمآؤها
فتلجِمُها الرُوحُ وتُقيدُها بِقيدِ لافِكاك
فتَئِنُ من وجعِ الأسى
وتهِبُ عليها رِياحَ الحنِين مِن جهاتِها الأربع
وتُوشِكُ على الهلاكِ .. ولا هَلاك
وفِي ظُلمةِ الأسَّرِ
وغلظةِ القيدِ
تُشرِقُ شمسُ الخلاصِ وتَهِبُ عليها نَسآئمُ الرحمة
فتتمرَدُ على إغلالِها وبؤسٍها وقُنوطِها
فتكسُرُ القيدَ وتُلجِمُ الرُوحَ بِلِجام أنْ .. أنَا لازِلتُ هُنَا
أمتطِي صهوةَ النسيانِ
وأُروضُ دهاليزَ الأيام وثنايا الرُوح
وأُمسِكُ برسَن جموح العاطفةِ فأُلجِمُ جُمُوحِها فلا مَسير
بذلك أحيا أو إلى فنآء