هذه أول مشاركة لي ، أنثرها هنا مستهلا على بركة الله ..
* إليكَ في لا مكانٍ ما *
لعمرك إن ذكراكَ لعطّافة لا تُدافَع و لا تُجالَد ..
و قد طرقتني الليلةَ ، فتهلهل الحرف و انفرط عقدهُ ثانية .. و هأنذا أحمل إليك الشكوى كنملةٍ حارثةٍ همّامة ، كلما بلغت المنزل و شارفت ، قيل لها ارجعي وراءك فالتمسي قوّةً ، فلا هي تبرح الترداد ، و لا هي تمل عَنَتَ البلاغ ..
خارت قوى كل العبارات فاستنجدت بالعبَرات ، و هي ذي ترفرف نائحةً فوق " لامكانك " ..
لقد نبشتُ - مستوفِزا - كل غبراء لعل جوفا منها عانق جسدك ..
و ارتقيتُ - لاهثا - كل شاهق لعل بريقا منك يلوح لناظري ..
و انبطحت - في غير ذلةٍ - عند فوهة كلِّ قليبٍ لعلّ ريحا من دمك عبقَتْ بثراه ..
لا .. لا شيء منك يلامس أرضنا هذه !
أم إنك تسمع همهمة روحي و هي هائمة في فسحة السماوات ؟ تُسائلُ عنك - في حيرةٍ - الرائحَ و الجائي .. الماكثَ و الظاعن ؟
تسمعُ أنفاسَها المتقطعة و حشرجتها .. ترى شعثها و شحوبها .. تتفرس حيرتها و ضياعها .. ؟
انظر إلى اليواقيت التي ملَّكْتَنيها ! ذهب نورها و بهاؤها .. لقد كنتُ إذا نثرتُها أضاءت للفئام من الحيارى !
هي ذي تحيط بي من كل جنب و لكني لا أصل إليها ! فلا اليد تنالها و لا عيني تهتدي بنورها ..
نعم .. هي ذي آثار خطاي في قفْر المروق ، و هي ذي بقعُ دماء الندم ، و هي ذي طُغرائي التي بها ستعرفني ..
أما إني ألقي إليك بهؤلاء الكلمات لعل الذين بيننا يُبلِّغونها ..
و إني ناظرٌ جوابَك ، و زادَك ، و صحبتَك للطائف الأقدار ..
[ يا من عوّدتَ اللطفَ أعد * عاداتِكَ باللطف البهِج ]
عليك الرحمات ..
( أشهب )