قناة الجزيرة : الرأي والرأي الآخر لنا

[سلطان ربيع]

مذ بدأت البث قبل ما يقارب العشر سنوات كأول قناةٍ تعبّر عن حريات المجتمع
العربي و أول نافذةٍ تشبّث بها المكبوتون في بلادنا العربية و نحن بعاطفتنا
وفقدنا نندفع إليها بكل ما أوتينا من تعبيرٍ كان محرماً علينا قوله في أوطاننا .

كانت قناة الجزيرة وإلى ما قبل أحداث 11 سبتمبر تجد التأييد من كل الشعوب
العربية ولا ننكر أن هناك معارضين لها تزعجهم مساحة الحرية المتاحة ضد بلادهم
بين أروقة هذه القناة إذ يجدون من عدم مزاولة الحرية تجاه البلد الذي يستضيف
قناة الجزيرة ، تناقضاً في تلك الحرية .

بعد تلك الأحداث - أقصد 11 سبتمبر - وما تبعها من تفجيراتٍ تبنّتها القاعدة بزعامة
أسامة بن لادن في كل قطر ٍ عربي وما كان لهذا الزعيم من تأييد بهذه القناة
وارتياح لها من قِبله تحوّل المؤيدون لها إلى معارضين لمنهجها الجهاديّ الذي بات
واضحاً و جليّاً وتكبّد سكّان الوطن العربي ويلات وتهديدات هذا الزعيم الذي اقتصر
في تصريحاته على تلك القناة فقط .

من هذا التحول الجذري الذي فقدت معه قناة الجزيرة صدق البداية و اختلاف
الآراء و إيمانها بالرأي والرأي الآخر كان لابدّ لها على الأقل عدم خسارة
مشاهديها أو ما تبقى منهم فتوجهت إلى البلدان التي لا تربطها علاقة جيدة
مع الدولة المستضيفة لها و بدأت بالمملكة العربية السعودية ولم تنتهي عند
الكويت فأصبحت تطبّل لمعارضي هذه الدول و مناقضي سياستها وابتعدت
جداً عن دولتها الحاضنة قطر ولم تتجرأ على مناقشة قضيةٍ واحدة كزيارة
وزير الخارجية القطري إلى إسرائيل أو سحب الجناسي القطرية من قبيلة
المرّة و اكتفت بتتبع المملكة والكويت ومصر لتصنع من الحبّة قبّة وتفقد بذلك
مصداقيتها أمام العقلاء أمّا العاطفيون من المشاهدين فمازالوا يدافعون عنها
و يصدّقون أقوالها بناءً على ماضيها الجميل حتى أنهم لم يعودوا يؤمنوا
بوجود منافسٍ لها كالعربية والحرة مثلاً .


أخيرا

كيف ترى سياسة قناة الجزيرة في الوقت الراهن
وهل أنت من المؤيدن لتوجهها أم لا ؟